ظهر أن هناك انقلابًا في تصريحات المسؤولين الإيرانيين، برفض الحوار مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، خاصة من جانب التيار الإصلاحي الذي هو الداعي الأول للمفاوضات.
ويأتي ذلك بعد قيام الجمهوري دونالد ترامب بإعادة تفعيل سياسة أقصى ضغط من العقوبات على إيران، بينما كان المنتظر منه هو الدعوة إلى رفع العقوبات، ويأتي أيضًا بينما تحتفل طهران بذكرى انتصار ثورتها عام 1979، التي كانت البداية للقطيعة السياسية مع واشنطن.
دونالد ترامب
استئناف أقصى ضغط
وقع دونالد ترامب على مرسوم تنفيذي يقضي باستئناف سياسة أقصى ضغط من العقوبات على إيران، وفي الوقت نفسه لم يستبعد الرئيس الجمهوري الدبلوماسية مع إيران، وأعلن عن استعداده للاجتماع مع نظيره الإيراني لمحاولة إقناع طهران بالتخلي عما تعتقد الولايات المتحدة أنها جهود لامتلاك سلاح نووي.
كانت تصريحات ترامب أثناء توقيعه على مرسوم استئناف أقصى ضغط من العقوبات على إيران، أنه يعطي طهران الفرصة الأخيرة للامتثال للدبلوماسية بشأن برنامجها النووي.
وقال الرئيس الجمهوري، الثلاثاء 4 فبراير 2025: “أوقع على هذا القرار وأنا غير سعيد بذلك، لكن ليس لدي خيارات كثيرة، لأن علينا أن نكون أقوياء وحازمين، سنرى ما إذا كان بإمكاننا ترتيب صفقة مع إيران، بحيث يتمكن الجميع من العيش بسلام”.
المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي
خطاب المرشد
كان خطاب المرشد الأعلى، الجمعة 7 فبراير 2025، بمثابة إيراني من جانب أعلى مسؤول في إيران على الخطوة الأمريكية، فقد قال علي خامنئي خلال استقباله حشدا من قادة القوة الجوية: إن “التجربة أثبتت أن التفاوض مع الولايات المتحدة ليس ذكيا ولامشرفًا ولا حكيمًا ولن يحل مشاكل إيران”.
وفي إشارة إلى اتفاق 2015، أضاف: “في السنوات الماضية، جلسنا على طاولة المفاوضات مع أمريكا لمدة تقارب عامين، وتم التوصل إلى معاهدة.. قدم الجانب الإيراني تنازلات سخية للطرف الآخر، لكن الطرف الأمريكي لم يلتزم بالاتفاقية، كان الهدف من المعاهدة رفع و إلغاء العقوبات و طبعا لم تلغ هذه العقوبات، بل حتى في الأمم المتحدة حاولوا إبقاء إيران تحت التهديد المستمر”.
عراقجي
انقلاب الإصلاحيين
في إطار إبداء خطاب موحد يُظهر تماسك الجبهة الداخلية في إيران، أعلن الرئيس الإصلاحي، مسعود بزشكيان تأييده لموقف المرشد الإيراني، وذلك خلال مشاركته في احتفالات الثورة في ميدان الحرية بطهران، قائلًا: “ترامب يقول أريد إجراء المحادثات والوصول إلى اتفاق، وفي الوقت نفسه يوقع على مذكرة لإخضاع الشعب الايراني.. إذا كانت الولايات المتحدة صادقة بشأن المفاوضات مع طهران فلماذا فرضت العقوبات؟”.
وحسب تقرير وكالة “مهر”، الاثنين 10 فبراير 2025، شدد بزشكيان: “لن نستسلم للقوى الأجنبية ولا نسعى إلى الحرب”، مستطردا بقوله: “نواجه حربا اقتصادية شاملة ولكننا سنكون قادرين على حل كل مشاكلنا والتصدي لأمريكا ومخططاتها”.
وأضاف: “نقف اليوم إلى جانب قائد الثورة وأن كلامه “هو فصل الخطاب” و لن نقع في فخ المؤامرات التي يخطط لها العدو ضدنا”، مضيفا: “ترامب يزعم أنّ إيران زعزعت أمن المنطقة بينما الكيان الصهيوني هو الذي يزعزع الأمن وقتل أهل غزة ولبنان وسوريا”.
الرئيس بزشكيان ووزير خارجيته عراقجي
شرط رفع العقوبات
يبدو أن خامنئي لا يريد إغلاق باب المحادثات مع القوى الغربية، ولكن يضع شرطًا أولاً، وهو عدم تكرار أخطاء الاتفاق الأول، حيث تسعى طهران للحصول على ضمانات على رأسها مسألة رفع العقوبات عن إيران، وهو ما صرح به وزير خارجيتها صراحة عباس عراقجي من قبل.
وكذلك كرر الدبلوماسي الإيراني ذلك الشرط، السبت الماضي، حيث قال إن رفع العقوبات بحاجة للمفاوضات لكن إيران لن تذهب إلى طاولة المفاوضات في ظل سياسة الضغوط القصوى، وتابع أنه لا مجال لإجراء مفاوضات عادلة إلا إذا قام الشعب الإيراني بتخييب آمال فارضي العقوبات من خلال “المقاومة القصوى” أمام “الضغوط القصوى” كما في السابق.
ترامب ومرسومه
تفاوض تحت الطاولة
أشار المحلل السياسي، کیکاووس بور ایوبی، أن ترامب سعى إلى رمي الكرة بذكاء في ملعب إيران. حيث إن همه الأول هو عدم قدرة إيران الحصول على الأسلحة النووية.
وأوضح الخبير الإيراني في صحيفة شرق، أن الروح التجارية لترامب سيطرت على أيديولوجيته الفكرية، إذ يمكنه التوصل إلى اتفاق تحت الطاولة في أي لحظة، وهو ما يحتاج إلى استعداد إيراني للتعامل مع هذه العقلية من باب القوة.
أما الباحث في جامعة طهران، عباس ترابي، قال إن ترامب أربك السياسة الخارجية الأمريكية بقراراته الغربية، وذلك نتاج عقليته التجارية، إذ أعاد سياسة الضغط على طهران، لأنه لا يهتم بمسألة إعادة بناء الثقة التي تطالب بها إيران، إنما يريد التوصل لاتفاق من خلال الاستسلام، ويقول أنه سيعلن عن احتفال كبير إذا ما توصل لاتفاق مع إيران؛ لأنه يبحث عن صفقة وليس التوصل لاتفاق سياسي بين دولتين.
رابط مختصر : https://roayahnews.com/?p=2131797