أكدت شما بنت سهيل المزروعي، وزيرة تنمية المجتمع ورائدة الشباب في مؤتمر “COP28″، أن المؤتمر الذي استضافته الإمارات وضع أساسًا قويًا لمستقبل العمل المناخي.
وبحسب وكالة أنباء الإمارات (وام) اليوم الجمعة 8 نوفمبر 2024، تعمل الوزارة حاليًا عن كثب مع قادة شباب المناخ للإعداد لـ”COP29″ و”COP30″، مع التركيز على توسيع المشاركة الشبابية وتعزيز التأثير المناخي.
مستقبل العمل المناخي
قالت المزروعي، في تصريحات لها عن أهمية إشراك الشباب في الأجندة المناخية، والمسار المستقبلي لتمكينهم من المساهمة في صياغة السياسات المناخية، إن فريق مكتب أمانة رائد المناخ للشباب الدائم ضمن اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن التغير المناخي سيؤمن بنية تحتية دائمة ومستدامة لضمان حصول رواد المناخ الشباب في المستقبل على الموارد التي يحتاجونها، مشيرة إلى العمل على تأمين تمويل خارجي مستدام لدعم هذا الدور على المدى الطويل بما يعزز إرث الإمارات في تمكين الشباب واستمراره.
وأكدت أن القرار الرسمي بتثبيت الدور، الذي نص عليه “اتفاق الإمارات” التاريخي، يعد ممكنا رئيسيا، لكي تبقى مشاركة الشباب في العمل المناخي دائمة وفاعلة؛ وقالت إنه مع اقتراب مؤتمر الأطراف “COP29″، فمن الضروري أن نستمر في توسيع حدود إشراك الشباب من خلال منصات رائد المناخ للشباب الجديدة وغيرها، لضمان حصول الشباب على دور فعّال ومؤثر في المناقشات والمفاوضات بينما نعمل معاً لصياغة مستقبل مستدام.
وعن دور”COP28” في ضمان استدامة إشراك الشباب كعنصر أساسي في منظومة مؤتمر الأطراف، قالت إن “COP28” وضع معياراً جديداً للإدماج الفعّال للشباب، حيث ضمن “اتفاق الإمارات التاريخي” أن يكون دور “رائد المناخ للشباب” جزءاً من هيكل رئاسات مؤتمرات الأطراف المستقبلية، ويمثل هذا الإنجاز خطوة كبيرة تضمن أن يكون الشباب في قلب الأجندة المناخية، مع دور رسمي لتمثيل آرائهم والدفاع عن أولوياتهم داخل منظومة العمل المناخي العالمي ضمن إطار اتفاقيات الأمم المتحدة.
بنية تحتية قادرة
أضافت: “ندرك دائمًا أن الدور وحده لا يكفي، ويجب أن يكون هناك فريق ودعم وبنية تحتية قادرة على تحقيق النتائج، ولهذا عملنا مع باقي الأطراف على تضمين نص قرار يُمهد لإنشاء أمانة دائمة لفريق “رائد المناخ للشباب لرئاسة مؤتمر الأطراف” ضمن منظومة عمل الاتفاقية الإطارية بشأن تغير المناخ، لدعم رئاسات مؤتمرات الأطراف المقبلة، مشيرة إلى التمكن خلال العامين الماضيين، من تحويل هذا الفريق إلى واقع، حيث أصبح لدينا أول مكتب رفيع المستوى للشباب والمناخ في منظومة الأمم المتحدة”.
وبشأن أهم المبادرات التي قادتها رائدة المناخ للشباب والتأثير الذي أحدثته عربيا؛ قالت معالي شما المزروعي إن مبادرات رائد المناخ للشباب كانت مبنية على إستراتيجية أطلقنا عليها اسم “PAVE”، والتي تركز على المشاركة، والعمل، وإيصال الأفكار، والتعليم لتحقيق تأثير فعّال في المنطقة العربية وباقي أنحاء العالم.
ووصفت مشاركة الشباب في العمل والنقاشات المناخية بأنها تمثل حجر الزاوية، حيث تم إبرازها من خلال برنامج “مندوبي الشباب الدولي للمناخ” التابع لـ”COP28″، والذي يعتبر الأكبر من نوعه، بالتعاون مع منظمة “YOUNGO” الذراع الشبابية لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغيُر المناخ، والذي جمع 100 شاب من قادة المناخ العالميين مع التركيز على تمثيل الدول الأقل نمواً، والدول الجزرية الصغيرة النامية، والشعوب الأصلية، والأقليات الأخرى.
إدماج الشباب
أوضحت أن البرنامج وفر تدريبًا شاملاً ورعاية كاملة للمندوبين من أجل المشاركة في “COP28″، ما أسس معيارًا رائدًا لإدماج الشباب في عمليات مؤتمر الأطراف، مشيرة كذلك إلى إطلاق برنامج “وفود الشباب الإماراتي للمناخ”، الذي يضم 10 مشاركين محليين، لتعزيز الوعي بتغير المناخ بين الشباب الإماراتي ودعم المناصرة المحلية.
وأكدت أن “COP28” كان تاريخيًا من حيث إدماج الشباب، عبر دعم العديد من المساحات المخصصة للشباب، بما في ذلك جناح الأطفال والشباب، وجناح رائد المناخ للشباب في المنطقة الزرقاء، وأول “مركز الشباب” في المنطقة الخضراء بالتعاون مع وزارة الثقافة والشباب، إذ عززت هذه المساحات قدرات الشباب ومكنتهم من التأثير بشكل مباشر على الحوار المناخي بشكل غير مسبوق.
تغيّر المناخ
أشارت إلى أنه تم إجراء أكثر من 30 استشارة عالمية، شارك فيها أكثر من 400 شاب من 11 دولة و4 قارات، ما أتاح للشباب تقديم مقترحاتهم الخاصة بالسياسات المناخية مباشرة للمفاوضين الحكوميين، ولأول مرة، تم دعوة الشباب للتشاور المباشر مع قيادة رئاسة مؤتمر الأطراف، ما سمح بدمج أولويات السياسات الشبابية بالكامل في النقاشات وتم عرضها لأول مرة ضمن أهم الفعاليات ذات الصلة مثل القمة العالمية للعمل المناخي في مؤتمر الأطراف.
وأوضحت أن التعليم كان جزءا أساسيًا من تمكين القادة الشباب، حيث تعاونا مع شركاء مثل كورسيرا، والأمانة العامة لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ “UNFCCC”، ومعهد الأمم المتحدة للتدريب والبحث “UNITAR”، والمركز العربي للشباب لتقديم برامج تدريبية عبر الإنترنت، والتي ساهمت بإعداد الشباب لدعم العمل المناخي بفاعلية في مجتمعاتهم.
رابط مختصر : https://roayahnews.com/?p=2039702