ارتفعت حرارة الأرض لأعلى مستوى في التاريخ خلال يوليو الحالي 2023، لتنذر بأصعب سنوات تمر على الكوكب وبكوارث بيئية ومناخية إذا لم يتحرك العالم، من أجل وقف الاحتباس الحراري.
تقارير عالمية تفيد بأن تحقيق هدف خفض الاحتباس الحراري عند 1.5 درجة مئوية يتطلب استثمارات تقارب 196 تريليون دولار حتى خلال السنوات المقبلة، وذلك في وقت يعاني الكوكب من ضربة القبة الحرارية، التي يعاني منها سكان العالم من الصين وكوريا في أقصى الشرق، مروروا بالشرق الأوسط وأوروبا، وحتى غرب الولايات المتحدة الأمريكية.
العالم يعيش أعلى درجات حرارة في تاريخ الأرض
أظهرت بيانات نشرتها المنظمة العالمية للأرصاد الجوية يوم 11 يوليو 2023، أن العالم شهد الأسبوع الأكثر سخونة على الإطلاق، في الأسبوع الأول من شهر يوليو، وذلك بعدما تسبب تغيّر المناخ والمراحل الأولى من ظاهرة النينو في أن يكون شهر يوليو الماضي الأشد حراً على الإطلاق. وحذر الخبراء من ظهور المزيد من الأرقام القياسية مع تطور ظاهرة النينو.
قال رئيس البرنامج العالمي لبحوث المناخ، مايكل سبارو، في تصريحات نقلتها شبكة تلفزيون الصين، أنه خلال ظاهرة النينو، ترتفع درجات الحرارة بنسب أعلى في الغلاف الجوي لأن الحرارة تنتقل من المحيطات إلى الغلاف الجوي، ومع هذه الظاهرة ترتفع الحرارة باستمرار، ويمكن أن تمتد حتى أكتوبر ونوفمبر.
استثمارات مطلوبة بـ196 تريليون دولار
أشار تقرير من بلومبرج، في 10 يوليو 2023، إلى أن دول العالم الكبرى، لم تقدم استثمارات قوية لخفض الاحتباس الحراري، أو حتى تتعهد بتقديمها، رغم أنها السبب الأول في ارتفاع درجة حرارة الأرض، وأصحاب المصدر الأول لانبعاث ثاني أكسيد الكربون في العالم – أكثر غازات الاحتباس الحراري وفرة في الغلاف الجوي.
تشير بلومبرج إن إي إف، إلى أنَّ الاستثمارات الخضراء السنوية يجب أن تتضاعف ثلاث مرات تقريباً إلى 6.9 تريليون دولار بحلول 2030 إذا أرد العالم أن يكون لديه أي أمل في الوصول إلى صافي انبعاثات صفرية بحلول 2050، وأنَّ التخلص من انبعاثات الكربون في العالم قد يتطلب استثمارات حجمها 196 تريليون دولار بحلول 2050.
خسائر متوقعة بـ364 تريليون دولار حتى 2050
سيشمل خفض الانبعاثات، استبدال الحكومات والشركات والمستهلكين معظم أسطول العالم من المركبات التي تعمل بالغاز بالسيارات الكهربائية، وبناء محطات شحن لتلك المركبات، واستبدال الطاقة التي تعمل بالوقود الأحفوري بالرياح والطاقة الشمسية وغيرها من مصادر الطاقة المتجددة، مع وجود شبكات جديدة لربطها جميعاً.
وبرغم أنَّ تكلفة بنحو 200 تريليون دولار لخفض الاحتباس الحراري قد تبدو كبيرة وصادمة؛ فإنَّها ضئيلة مقارنة بالثمن المحتمل لعدم فعل شيء لخفض الاحتباس الحراري.
وقدّرت ستاندرد آند بورز جلوبال أنَّ تغير المناخ يمكن أن يمحو 4% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي السنوي بحلول 2050. وربما يعني ذلك أن هناك خسائر اقتصادية عالمية بنحو 13 تريليون دولار سنويا أو 364 تريليون دولار حتى 2050.
أوروبا تواجه من موجة حر قاسية
تتعرض أجزاء من أوروبا لأعلى درجات حرارة على الإطلاق الأسبوع الحالي والمقبل، بعد أن أصدر خبراء الأرصاد الجوية تحذيرا من أن الحرارة الشديدة قد تصل إلى 48 درجة مئوية، مما يهدد البشر والماشية والمحاصيل، وفق سكاي نيوز، في 14 يوليو 2023.
تقع القارة بالفعل في قبضة موجة حر شديدة سُميت بـ”سيربيروس” – أحد “حراس الجحيم” في الأساطير اليونانية – بعد أن انتقلت (الموجة) من الصحراء إلى جنوب أوروبا.
حرائق غابات في كرواتيا ومعاناة أوروبا
تسببت درجات الحرارة في حرائق غابات في كرواتيا، في حين سيكافح السياح والسكان المحليون للتكيف مع درجات حرارة تتعدى الـ45 درجة مئوية، في إسبانيا وإيطاليا واليونان وتركيا، في نهاية الأسبوع المقبل، وفق ما ذكرت صحيفة “ديلي ميل” البريطانية.
وصلت درجات حرارة الأرض في إسبانيا إلى ما يزيد عن 60 درجة مئوية في أجزاء من جنوب البلاد، يوم الخميس الماضي 13 يوليو 2023، مع تحذير وكالة الفضاء الأوروبية من أن الأسبوع الثالث من شهر يوليو قد يحطم الأرقام القياسية القارية.
وكالة الفضاء الأوروبية قالت: إيطاليا وإسبانيا وفرنسا وألمانيا وبولندا تواجه جميعها موجة حرة كبيرة، حيث من المتوقع أن ترتفع درجات الحرارة إلى 48 درجة مئوية في جزيرتي صقلية وسردينيا، اللتين سجلت فيهما أعلى درجات حرارة على الإطلاق في أوروبا.
اقرأ أيضا| مصدر الإماراتية تعتزم جمع 750 مليون دولار من بيع سندات خضراء
رابط مختصر : https://roayahnews.com/?p=1566183