تتزايد المخاوف من تأثير نتائج الانتخابات الأمريكية 2024 على العلاقات الدولية، مع تفضيلات متباينة بين القادة العالميين.
تتجه الأنظار إلى النتائج المحتملة للانتخابات الرئاسية الأمريكية، حيث يعتبرها العديد من القادة نقطة تحول قد تؤثر على القضايا العالمية الكبرى، من النزاعات في غزة وأوكرانيا إلى التوترات التجارية.
يظهر بعض القادة تفضيلات خفية تجاه أحد المرشحين، بينما يحافظ آخرون على الحياد، حفاظاً على العلاقات القوية مع الإدارة القادمة في واشنطن.
«تفضيلات موسكو»
تشير التقارير إلى أن روسيا تفضل عودة ترامب إلى الحكم، خاصة أن علاقاته السابقة مع الرئيس فلاديمير بوتين كانت أكثر ودية.
وتعتبر موسكو أن فوز ترامب قد يمهد الطريق لتجديد العلاقات الدبلوماسية، مما قد يساعد في إنهاء العقوبات المفروضة عليها منذ بداية الحرب في أوكرانيا. حيث تُحجز حوالي 350 مليار دولار من احتياطيات روسيا الأجنبية بسبب تلك العقوبات.
الصين «المراقب الصامت»
تراقب الصين الانتخابات الأمريكية بقلق، حيث يُظهر المسؤولون الصينيون وجهات نظر متباينة تجاه كل مرشح.
بينما يُفضل بعض رجال الأعمال ترامب لأنه يعتبر أقل تصادماً، فإن الحكومة الصينية ليست متفائلة، إذ تفضل اتخاذ مواقف حذرة حتى تتضح سياسات الإدارة الجديدة.
«الموقف الحذر» في الهند
تسعى الهند إلى الحفاظ على موقف محايد في الانتخابات، حيث يتجنب رئيس الوزراء ناريندرا مودي دعم أي مرشح بشكل علني.
ويبدو أن الهند تأمل في استمرار العلاقات القوية مع الولايات المتحدة بغض النظر عن الفائز، ولكنها قد تواجه توتراً في علاقاتها مع الولايات المتحدة إذا تولت هاريس الرئاسة بسبب تركيزها المحتمل على حقوق الإنسان.
أوروبا تفضل هاريس
تشعر الدول الأوروبية بالقلق إزاء احتمالية فوز ترامب، خاصةً بسبب مواقفه تجاه الناتو وسياساته في أوكرانيا. ويعبر المسؤولون الأوروبيون عن القلق من أن ولاية ثانية لترامب قد تعني تراجعًا في العلاقات عبر الأطلسي، مع إمكانية التأثير على الدعم المالي لأوكرانيا.
وفي استطلاع جديد من شركة بالمملكة المتحدة، YouGov EuroTrack كشف عن آراء حول الانتخابات في سبع دول غربية في أوروبا وهي بريطانيا، الدنمارك، فرنسا، ألمانيا، إيطاليا، إسبانيا، والسويد. وأظهرت النتائج أن هاريس هي المرشحة المفضلة في جميع الدول المشاركة.
الموقف العربي
تُظهر معظم الدول العربية قيمة كبيرة للاستقرار والتوافق مع المصالح الأمريكية. ومع ذلك، أثار الدعم القوي الذي قدمه بايدن لإسرائيل خلال النزاع في غزة استياءً واسعاً بين الحكومات العربية.
وتُعتبر سياسة ترامب السابقة في تعزيز العلاقات مع الدول العربية من خلال اتفاقيات إبراهام أكثر قبولاً رغم سياساته التي أدت إلى زيادة التوتر في العالم الإسلامي.
إسرائيل
لم يُعلن رئيس وزراء إسرائيل، بنيامين نتنياهو، دعمه لأي من المرشحين للرئاسة الأمريكية، لكن يُعتقد أنه يميل نحو فوز دونالد ترامب.
العلاقة بين نتنياهو وترامب كانت قوية خلال فترة رئاسة الأخير، حيث وصف ترامب إسرائيل بأنها “أفضل صديق” له في البيت الأبيض، بينما اعتبر نتنياهو ترامب “أكبر صديق لإسرائيل”.
كوريا الجنوبية
تُعتبر كوريا الجنوبية حليفاً رئيسياً للولايات المتحدة في منطقة آسيا والمحيط الهادئ. رغم أن رئيس كوريا الجنوبية، يون سوك يول، لم يُعلن دعمه لأي مرشح، فإن العلاقة بين كوريا الجنوبية والولايات المتحدة قد ازدهرت خلال إدارة بايدن.
بحسب تحليل لمركز بروكينغز، كان الكوريون الجنوبيون يشعرون بالإحباط خلال إدارة ترامب بسبب اتهامات عدم تقديمهم ما يكفي لدفاعهم وصيانة القوات الأمريكية.
في المقابل، لم تتخذ إدارة بايدن خطوات فعّالة لمواجهة التهديد النووي الكوري الشمالي، لكنها ركزت على تعزيز العلاقات الثنائية والثلاثية بين واشنطن وطوكيو وسيول. كما تم التأكيد على هذا التحول خلال قمة كامب ديفيد في عام 2023.
اليابان
فيما يتعلق باليابان، قد يعني فوز ترامب أنه سيوجه اهتمامه نحو السياسات الداخلية ويقلل من التعاون مع اليابان، بالإضافة إلى فرض زيادة في التعريفات الجمركية. ومع ذلك، أقام المسؤولون اليابانيون علاقات مع أعضاء من إدارة ترامب السابقة، مثل بيل هاجرتي، السفير السابق في طوكيو.
أما إدارة هاريس، فمن المحتمل أن تستمر في سياسات أكثر اتساقاً مع إدارة بايدن، لكن سيتعين على المسؤولين في فريق هاريس بناء علاقات جديدة.
أستراليا
بالنسبة لأستراليا، فإن فوز ترامب سيثير العديد من التساؤلات. يُعتقد أن ترامب قد يسحب الولايات المتحدة من اتفاق باريس، مما قد يضعف تأثير التحالفات المناخية التي تشارك فيها أستراليا.
كما أن العلاقات التجارية مع الصين قد تواجه تهديدات، حيث إن فوز ترامب قد يعني اندلاع حرب تجارية مع بكين، مما سيكون له تأثير سلبي على الاقتصاد الأسترالي.
رابط مختصر : https://roayahnews.com/?p=2034588