تعتقد القوى الغربية أن بإمكانها توفير بديل لمبادرة الحزام والطريق الصينية.
أشادت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، بمشروع الممر الاقتصادي الرابط بين أوروبا والهند عبر الشرق الأوسط.
وأعلنت مجموعة الـ20، الأسبوع الماضي، عن المشروع الذي وقعته كل من الهند والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وفرنسا وألمانيا وإيطاليا والسعودية والإمارات.. فما الانعكاسات الجيوسياسية المرتقبة لهذا المشروع؟
ممر اقتصادي واعد
وصفت فون دير لاين توقيع مشروع الممر الاقتصادي بـ”الإنجاز التاريخي”، وقالت إنه سيوفر فرصًا للأوروبيين لتعزيز النفوذ الجيوسياسي. ولكن لا ينبغي لأوروبا أن تتوقع إزاحة النفوذ الصيني، حسب ما جاء في تحليل نشره المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية أمس الجمعة 15 سبتمبر 2023، وكتبه مدير برنامج الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، جوليان بارنز ديسي، والزميلة الزائرة سينزيا بيانكو.
ويهدف المشروع الواعد إلى بناء شبكة من خطوط السكك الحديدية، وكابلات وبنية تحتية لنقل الطاقة وربط الموانئ البحرية، وخط للهيدروجين الأخضر، ويمتد الممر من الهند إلى الإمارات العربية المتحدة، ثم يعبر المملكة العربية السعودية والأردن قبل أن يصل إلى أوروبا، وفق تحليل المجلس المعني بالعلاقات الخارجية لأوروبا.
وبالنسبة إلى الغرب، تمثل الخطوة محاولة لمواجهة النفوذ الصيني المتزايد في الشرق الأوسط، ومن الضروري أن تتحلى أوروبا، وهي بصدد المشروع بـ “توقعات جيوسياسية واقعية”
بديل الحزام والطريق؟
يمكن أن يكون المشروع فرصة لتعزيز النمو الاقتصادي، في منطقة تؤمن بـ”التعددية القطبية العالمية”، بالإضافة إلى ذلك يمكن أن يكون الممر الاقتصادي بمثابة “منبر” لتأكيد حضور النفوذ الغربي، ومع ذلك لن يكون وسيلة لإبعاد القوى الإقليمية عن بكين، في ظل تغيرات مهمة على الصعيد الدولي.
وتعتقد القوى الغربية أن بإمكانها توفير بديل لمبادرة الحزام والطريق الصينية. وفي المقابل ترى الجهات الفاعلة في الخليج أن هذا الاتفاق يأتي ضمن سياق نظام عالمي جديد يمكنهم من خلاله موازنة العلاقات مع كل من الصين والغرب، لتحقيق أقصى قدر من المكاسب.
ولا تشارك دول الشرق الأوسط مخاوف الغرب بشأن الصين وروسيا، وتنظر إلى نفسها على اعتبارها “مراكز جيوسياسية” مرتبطة بمواقعها كمراكز عالمية، مستفيدة في ذلك من موقعها الاستراتيجي بين آسيا وإفريقيا وأوروبا.
التكامل أم التنافس؟
بدلًا من أن يتنافس الممر مع مشروع الحزام والطريق كما يأمل الغرب، ستعمل الدول الإقليمية على العمل في كلا المسارين (التكامل بين الممر الاقتصادي الجديد ومشروع الحزام والطريق)، لأن دول المنطقة ترى أن هذا التوازن من مصلحتها، حسب طرح التحليل.
وعلى ذات المنوال، يردف التحليل أن دول المنطقة، في ظل جملة من المتغيرات الإقليمية والدولية، ستقاوم الضغوط الغربية للابتعاد عن روسيا والصين، وفي ذات التوقيت ستواصل تعاونها مع الولايات المتحدة وأوروبا. ومع ذلك، يعطي الممر الاقتصادي الأوروبيين مزيدًا من النفوذ.
فرص وآفاق طويلة الأمد
كان ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، كشف خلال كلمته يوم السبت الماضي، في قمة الـ20 بنيودلهي، عن مشروع البنية التحتية الذي سيربط أوروبا والشرق الأوسط والهند، من خلال شبكة سكة حديد تصل إلى موانئ المنطقة.
ووفق ولي العهد السعودي، من شأن الممر الاقتصادي أن يوفر “فرص عمل طويلة الأمد”، ويسهم في زيادة التبادل التجاري بين الهند والشرق والأوسط وأوروبا، ويسهم في ضمان أمن الطاقة العالمي، وأن يعمل على مد خطوط أنابيب لتصدير الكهرباء والهيدروجين.
اقرأ أيضًا|فيديو| قصة الممر الاقتصادي.. مشروع سيغير الشرق الأوسط وقواعد التجارة العالمية
اقرأ أيضًا| كيف عززت الإمارات حضورها على خارطة التجارة العالمية؟
رابط مختصر : https://roayahnews.com/?p=1615349