«البطة العرجاء».. ماذا تعني في سباق الرئاسة الأمريكية؟

لماذا يطلق على الرئيس الأمريكي في نهاية ولايته «البطة العرجاء»؟

بسام عباس
البطة العرجاء

بعد انتهاء الاقتراع في الانتخابات الرئاسية الأمريكية المقررة خلال الأسبوع الجاري، سوف يترقب الأمريكيون نتائج فرز الأصوات لمعرفة رئيسهم المقبل، حيث يواصل المرشحان الجمهوري دونالد ترامب والديمقراطية كامالا هاريس، سباقهما على الفوز بالولايات تباعًا وتكديس الأصوات في الهيئة الناخبة.

ومع انتهاء التصويت وإعلان سيد (أو سيدة) البيت الأبيض الجديد، يكون الرئيس الحالي جو بايدن، حتى 20 يناير المقبل، مكتوف الأيدي لا يمكنه اتخاذ قرار، ويطلق على رئيس البلاد في تلك الفترة اسم “البطة العرجاء”، فما هو هذا اللقب وما هي تبعاته؟.

انسحاب بايدن

الرئيس الأمريكي جو بايدن

 تاريخ المصطلح

تعود أصول استعمال مصطلح “البطة العرجاء” للمرة الأولى إلى الثقافة البريطانية في القرن الـ18، وكان يطلق على رجال الأعمال المفلسين، الذين لم يتمكنوا من تمويل مشاريعهم، وبالتالي كانوا يعرجون من الناحية المالية، وفي عام 1830، بدأ استعمال المصطلح للحديث عن الموظفين الذين يعملون في فترة انتهاء خدمتهم.

في عشرينيات القرن الماضي، قفز مصطلح “البطة العرجاء” ليرتبط بساكن البيت الأبيض، وذلك في افتتاحية بعنوان “صنع بطة عرجاء من كوليدج”، حيث تنبأ المقال المنشور عام 1926 بصحيفة “جراند رابيدز” بولاية ميشيجان، بأن نجاح الناخبين في تحويل مجلس الشيوخ إلى أغلبية ديمقراطية سيعرقل قدرة الرئيس الجمهوري آنذاك، كالفين كوليدج، على تنفيذ خططه.

الرئيس الأمريكي كالفين كوليدج 1923- 1929

الرئيس الأمريكي كالفين كوليدج 1923- 1929

ومنذ ذلك الحين، أصبح المصطلح خاصًا بالسياسة الأمريكية، نظرًا إلى أن رؤساء الولايات المتحدة الجدد وأعضاء الكونجرس المنتخبين في نوفمبر، لا يتولون مناصبهم فعليًا إلا في يناير التالي، ما يخلق فجوة محرجة لأسلافهم مع تضاؤل ​​النفوذ وقلة الوقت لسنّ سياسات جديدة، فأطلق عليهم “البطة العرجاء”، أي أن إمكانياتهم محدودة وأيامهم معدودة.

قرارات محدودة

لا يملك الرئيس الأمريكي الحالي إلا قرارات محدودة، إذ تقتصر صلاحيات الرئيس في فترة “البطة العرجاء” على إصدار قرارات عفو عن الأشخاص الذين أدينوا في محاكم فيدرالية، ولن يتمكن الرئيس الأمريكي من التوقيع على مشاريع قوانين جديدة لإقرارها، لأن الكونجرس أيضًا في فترة البطة العرجاء، ومن النادر جدًا تمرير أي مشروع قانون في هذه الفترة.

وليس صحيحًا أن “البطة العرجاء” لن تتمكن من إنجاز أي شيء في تلك الفترة، فلأنهم لم يعودوا مضطرين للقلق بشأن إبقاء ناخبيهم سعداء بما يكفي لإعادة انتخابهم، فإنهم أحرار في اتخاذ قرارات قد لا تحظى بشعبية لدى الأشخاص الذين يحكمونهم.

يذكر أنه في الماضي، كانت فترة البطة العرجاء تستمر من نوفمبر إلى مارس، ولكن في 1933، تم تمرير تعديل على الدستور الأمريكي، وهو التعديل الـ20، وتغيّر تاريخ تنصيب الرئيس الأميركي من 4 مارس إلى 20 يناير، كما تغيّر موعد تسلم الكونجرس الجديد لأعماله من مارس إلى 3 يناير.

الكونجرس “بطة عرجاء” أيضًا

لا تقتصر “البطة العرجاء” فقط على الرئاسة، بل يطلق التعبير كذلك على الكونجرس الأمريكي، فأعضاء الكونجرس يخوضون كذلك الانتخابات التشريعية في التاريخ نفسه، أي 3 نوفمبر، لكن الأعضاء الجدد لا يتسلمون مقاعدهم فورًا، بل عليهم الانتظار إلى 3 يناير لحلف اليمين.

وفي مجلس الشيوخ، يدلي الأعضاء الجدد بقسم اليمين على دفعات أمام نائب الرئيس الأمريكي الجديد، بصفته رئيسًا للمجلس، فيما يدلي أعضاء مجلس النواب كلهم بقسم اليمين أمام رئيس مجلس النواب الجديد.

ربما يعجبك أيضا