تواجه أوكرانيا حالة من عدم اليقين في ساحة المعركة هذا العام، حيث من المتوقع أن تقوم روسيا بهجوم كبير، لكن أحد المؤرخين يذكرنا أنه على الرغم من كل ثقلها، يمكن لروسيا أن تخسر بالفعل.
وفي بث صوتي لموقع War on the Rocks، قال المحلل العسكري، مايكل كوفمان، إن المساعدات العسكرية الأمريكية، البالغة 61 مليار دولار التي أقرها الكونجرس، ستشتري الوقت لأوكرانيا في لحظة حرجة.
المراقبة عن كثب
أوضح كوفمان، في البث الصوتي المنشور أمس الجمعة 10 مايو 2024، أن قضايا القوى البشرية تمثل معضلة للقوات الأوكرانية، وأن الأشهر القليلة المقبلة من القتال ستكشف الكثير عن الكيفية التي ستتطور بها بقية عام 2024، لافتًا إلى ضرورة المراقبة من كثب لقياس ما إذا كانت روسيا ستحقق مكاسب كبيرة.
وفي مقال نشرته مجلة بوليتيكو، 8 مايو 2024، يرى العميد المتقاعد بالجيش الأمريكي، مارك كيميت، أن الغرب بحاجة إلى بذل المزيد من الجهد، مثل تخفيف قواعد الاشتباك المرتبطة ببعض الأسلحة التي ترسلها إلى أوكرانيا.
جنود روس في مدينة ماريوبول الأوكرانية
جيش لا يقهر!
من جانبه، قال المؤرخ الأمريكي، تيموثي سنايدر، في مقال رأي نشره موقع CNN يوم 9 مايو 2024، إلى أن سجل الحرب الروسي يظهر أنها يمكن أن تخسر، فالتاريخ يظهر احتمالية ذلك، مشيرًا إلى أن احتفال روسيا بيوم النصر والاستعراض في الميدان الأحمر يأتي للترويج بأن الجيش الروسي لا يقهر.
وأضاف أن هذه الدعاية تعطي صبغة حتمية النصر في ساحات القتال في أوكرانيا، واصفًا هذا الاتجاه بأنه “مغالطة كبرى” ويستخلص في نهاية المطاف درسًا يبعث على الأمل بشأن مستقبل روسيا، نهاية حربها في أوكرانيا.
خسارة الحرب مفيدة
قال سنايدر إن فكرة الجيش الأحمر الذي لا يقهر مجرد دعاية، فالجيش الأحمر كان قويًّا، لكنه كان معرض للهزيمة أيضًا، فمن بين حروبه الخارجية الـ3 الأكثر أهمية، خسر حربًا أمام بولندا عام 1920، وانتصر على ألمانيا النازية عام 1945، ثم وقعت القوات السوفيتية في المستنقع الأفغاني بعد غزوها في عام 1979 واضطرت إلى الانسحاب تجر أذيال الهزيمة.
جنود سوفيت في مدينة كابول العاصمة الأفغانية عام 1988
وأضاف أن من الطبيعي أن تخسر روسيا الحروب، ما دفع الروس إلى التفكير والإصلاح، فالهزيمة في شبه جزيرة القرم أجبرت النظام الاستبدادي على إنهاء العبودية، وأدت خسارة روسيا أمام اليابان إلى تجربة الانتخابات، وأدى الفشل في أفغانستان إلى إصلاحات جورباتشوف وبالتالي نهاية الحرب الباردة.
وأوضح المؤرخ الأمريكي أن أوروبا المسالمة اليوم تتألف من قوى خسرت حروبها الإمبراطورية الأخيرة ثم اختارت الديمقراطية، مشيرًا إلى أن خسارة روسيا لحربها الإمبراطورية لن تكون ذات فائدة للعالم بل ستعود بالنفع على روسيا نفسها أيضًا.
رابط مختصر : https://roayahnews.com/?p=1844248