بدأت الأفكار الرومانسية عن إسرائيل "الوطن العادل لجميه اليهود" تتبدد أمام الفظائع التي تحدث في قطاع غزة منذ أمكثر من 40 يومًا
قال الكاتب والسياسي البريطاني البارز، ماثيو فرانسيس باريس، إن إسرائيل تخسر الحلفاء والأصدقاء، وتفقد تدريجيًا التعاطف العالمي بسبب حربها على قطاع غزة.
وفي مقال بصحيفة “التايمز” البريطانية، أمس الجمعة 17 نوفمبر 2023، أسهب ماثيو، في ذكر العلاقة التاريخية التي تجمع بين إسرائيل والدول الغربية، ومدى ارتباط فكرة الدولة العبرية بالخيال الغربي، فكيف ولماذا بدأ هذا الوعي في التغير تدريجيًا في قلب عواصم الدول التي دعمت إسرائيل منذ نشأتها؟
نظرة جديدة إلى إسرائيل
عن “فكرة إسرائيل” يصف الكاتب البريطاني ماثيو فرانسيس ذهاب اليهود الفارين من “الهولوكوست” لوطن جديد، لكنه يحذر حاليا من تغير هذه الفكرة الرومانسية عن إسرائيل، وكل ما ارتبط بها من آمال وأحلام ودعم سخي منذ إعلان قيام إسرائيل.
وفق المقال، فإن “فكرة إسرائيل” لطالما كانت فكرة مكسوة بالزخارف والأصالة، الضرورية، لكنها أيضًا أكثر من ذلك، مشيرًا إلى أن إسرائيل جذبت “الكثير من أبناء جيلي عندما كنت صغيرًا، للذهاب إليها والعمل في الكيبوتسات كبادرة دعم لأمة صغيرة شجاعة، تنهض من أهوال الهولوكوست و تجعل الصحراء تزهر”.
ورغم تلك اللغة الشاعرية والعاطفية إلى حد بعيد، شدد الكاتب ماثيو فرانسيس باريس، والذي لا يخفي تعاطفه مع إسرائيل على مدار تاريخها، أن إسرائيل تفقد حلفائها في جميع أنحاء العالم، و”يخبو التعاطف مع تلك الفكرة النبيلة، والمحفزة لدولة إسرائيل”، وعلى حد وصف الكاتب الإنجليزي، فإن الأمر أشبه بإطار السيارة أو الكرة حيث يمكن سماع الهواء يتسرب تدريجيًا.
فقدان التعاطف؟
تماماً مثل المعدات والآليات العسكرية -يتابع الكاتب- فإن التعاطف والتفهم والصبر “سلع مفيدة”، وكانت فعالة لإسرائيل عبر تاريخها، ومن الخطأ افتراض عكس ذلك.
ويسوق ماثيو جملة من الأمثلة، مثل غض حلفاء إسرائيل الغربيين الطرف عن توسعها في بناء المستوطنات، والاستيلاء على أراضٍ عربية بعد حرب 1976، والأمر الثالث التسامح الغربي غير المعلن مع تطوير إسرائيل لأسلحة نووية.
في الحالات الـ 3 سالفة الذكر، وجدت إسرائيل تفهمًا أو صبرًا في أروقة صناع القرار الغربية، وتنبع خصوصية النظرة إلى إسرائيل بفعل خصوصية الفكرة ذاتها، دونًا عن كون “القيم الإسرائيلية هي قيمنا أيضًا”، حسب تعبير الكاتب الغربي، الذي يردف بأن الدولة العبرية كان سيقضي عليها “لولا ثباتها والتعاطف الذي اكتسبته من جميع أنحاء العالم الحر” (الغرب والقوى الحليفة له).
أعداء جدد
يتابع المقال محذرًا من مخاطر جادة تكتنف إسرائيل تتمثل في صنع أعداء جدد، وفقدان الأصدقاء القدامى، مشددًا على أن “التعاطف” بات تحت التهديد، وهو أحد العوامل التي ضمنت لها البقاء سابقًا في وسط لم يكن مرحبًا بها (الدول العربية)، كما بات التراجع في التعاطف مرئيًا إلى حد كبير في الأجيال الشابة في أوروبا والولايات المتحدة.
ويشدد الكتاب مستشهدًا بعبارات من سفر “التثنية 32” نشيد موسى العهد القديم (الجزء الأكبر من الكتاب المقدس ويضم جميع كتب اليهود بما فيها التوراة) بضرورة الحذر من “الأصدقاء في وسائل الإعلام الغربية” إذ أنهم قد يقصدون الخير، لكنهم لا يساعدونك”، ويلفت لأهمية تجنب الجمل التي تحوي “القضاء على…” و”الانتقام”.
رابط مختصر : https://roayahnews.com/?p=1676254