التجسس لصالح الصين.. الـ”إف بي آي” يدق ناقوس الخطر

دعاء عبدالنبي

كتبت – دعاء عبدالنبي

“الصين تشكل أعظم تهديد لمستقبل الولايات المتحدة” اتهامات أطلقها مدير التحقيقات الفيدرالية بالولايات المتحدة بسبب تورط بكين في أعمال تجسس وسرقات، من شأنها تهديد الأمن القومي الأمريكي وغيرها من الدول التي أطلقت تحذيراتها من إرسال الصين لطلابها عبر الجامعات الأوروبية بغرض التجسس، وهو ما نفته الحكومة الصينية مرارًا وتكرارًا ليأتي شبح التكنولوجية الصينية ويلقي بظلاله الأهداف التجسسية لبكين.

اتهامات فيدرالية للصين بالتجسس والسرقة

اتهم مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي “إف بي آي”، الحكومة الصينية بما وصفها بأعمال التجسس والسرقة والتي تشكل “أعظم تهديد على المدى الطويل” لمستقبل الولايات المتحدة.

وأوضح كريستوفر راي أمام معهد هادسن بواشنطن، أن الصين بدأت تستهدف المواطنين الصينيين ممن يعيشون خارج أراضيها وتكرههم على العودة، وتعمل على تعريض الأبحاث الأمريكية المتعلقة بفيروس كورونا للخطر، في محاولة منها لتصبح القوة العالمية العظمى بأي طريقة ممكنة – على حد قوله.

وفي خطاب استمر لقرابة ساعة، رسم مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي صورة قاتمة للتدخل الصيني، المتمثل في حملة واسعة النطاق من التجسس الاقتصادي وسرقة البيانات والأموال والأنشطة السياسية غير القانونية، واللجوء إلى الرشوة والابتزاز للتأثير على السياسة الأمريكية.

وقال راي: “بلغنا الحد الذي أصبح فيه مكتب التحقيقات الفيدرالي الآن يفتح كل 10 ساعات قضية جديدة لمكافحة التجسس تتعلق بالصين.

فمن بين ما يقرب من 5000 حالة مكافحة تجسس يجري العمل عليها حاليًا في أنحاء البلاد، هناك ما يقرب من نصفها يتعلق بالصين”.

وقال مدير المكتب إن الرئيس الصيني شي جين بينج قاد برنامجًا أطلق عليه اسم “فوكس هانت”، يستهدف المواطنين الصينيين الذين يعيشون في الخارج والذين ينظر إليهم على أنهم يمثلون تهديدًا للحكومة الصينية.

وفي وقت سابق، حذرت وكالات أمن في الولايات المتحدة من أن الصين تسعى إلى سرقة أبحاث أمريكية حول ابتكار لقاح أو علاج لفيروس كورونا.

وقال بيان أصدره مكتب التحقيقات الفيدرالي ووكالة الأمن الإلكتروني وأمن البنية التحتية إن المنظمات التي تجري أبحاثا على المرض تلقت تحذيرات من “استهداف محتمل واختراق من جانب جمهورية الصين الشعبية”.

اتهامات تتزامن مع توتر العلاقات بين واشنطن وبكين على خلفية اتهامات إدارة ترامب للصين بمسؤوليتها عن انتشار جائحة كورونا التي أصابت الملاديين واودت بحياة مئات الآلاف.

جواسيس صينية

الاتهامات الأمريكية للصين بالتجسس ليست الوحيدة، فهناك اتهامات غربية لتورط الصين بأعمال تجسس من خلال زرع جواسيس لها في الدول الأوروبية وهو ما حذر منه وزير الداخلية الألماني هورست زيهوفر.

تحذير وزير الداخلية الألماني من احتمالية لجوء الصين إلى التجسس يندرج ضمن ما أوردته وسائل إعلام أوروبية تعتقد ان الصين زرعت جواسيسها في دول أووبية عديدة وشمل الأمر حتى بعض الجامعات الأوروبية.

وفي وقت سابق، أعرب جهاز أمن الدولة البلجيكي عن مخاوف، من أن الطلاب الصينيين الذين يدرسون في الجامعات البلجيكية قد يكونوا مشاركين في التجسس لصالح الجيش الصيني.

ووفقًا لجهاز الأمن، يتم إرسال طلاب معاهد البحوث العسكرية، مثل الجامعة الوطنية الصينية لتكنولوجيا الدفاع، إلى عدد من البلدان في أوروبا الغربية، بما في ذلك بلجيكا، وعلى وجه التحديد للحصول على معرفة مهمة لتطوير المجال العسكري.

وفي فرنسا، يحاكم عميلين سابقين في الاستخبارات الفرنسية، بتهمة الخيانة لصالح الصين في فترة التسعينات من القرن الماضي، ويواجهان حكمًا بالسجن 15 عامًا.

وفي روسيا، اتّهم المدّعون العامون في محكمة دزرجنسكي في سان بطرسبرغ عالمًا روسيًا متخصصًا في منطقة القطب الشمالي بإفشاء أسرار للدولة إلى الصين، ويواجه المتّهم عقوبة السجن لمدة 20 عاماً في حال إدانته بالخيانة.

الرد الصيني: تشويه متعمد

وفي المقابل، سعت الصين لتكذيب التقارير والتحقيقات التي تقضي بوجود جواسيس لها أو أي محاولة منها لسرقة الأبحاث المتعلقة بفيروس كورونا ، ودافعت وبشدة عن برنامج “فوكس هانت” الذي أطلقه الرئيس الصيني واعتبرته جزءًا من جهد مشروع لمكافحة الفساد.

كما تصاعدت نبرة التهديدات الصينية تجاه الولايات المتحدة ، وأكدت استعدادها لاتخاذ التدابير المضادة للرد على أي عقوبات أو إجراءات أمريكية من شأنها أن تدين الحكومة الصينية.

وردًا على تقرير المخابرات البلجيكية، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية تشاو ليجيان، “إن التقرير الذي ذكرتموه لا أساس له على الإطلاق، فهو افتراء متعمد بحق الصين. لقد ذكرنا مرارًا بأن الصين تطور العلاقات مع الدول الأخرى على أساس الاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشؤون الداخلية”.

التكنولوجية الصينية

تزامنت اتهامات التجسس للحكومة الصينية، مع اتهامات الأمريكيون لشركة هواوي، أكبر مورّد في العالم لمعدات شبكة الاتصالات وثاني كبرى الشركات المصنّعة للهواتف الذكية، بتهديد الأمن القومي للولايات المتحدة بالتواطؤ مع بكين التي يمكن، بحسب واشنطن، أن تتجسّس على حركة الاتصالات العالمية. لكنّ الشركة الصينية العملاقة تنفي هذه الاتهامات.

الولايات المتحدة وبريطانيا وغيرهما من الدول اعتبرت أن هواوي تشكّل خطرًا أمنيًا لأسباب عدة بينها أن مؤسسها رين تشنغفاي كان مهندسًا في جيش التحرير الشعبي. وأكدت هواوي بدورها أنها ستنسحب من أي شراكات مع دول معادية لأنشطتها وستلتفت للعمل مع الدول التي ترحب بها.

والجيل الخامس هو أحدث وأسرع شبكات الاتصال الخلوية. ويقول المعارضون لهواوي الذين تتقدمهم واشنطن إن هواوي قريبة جدًا من بكين ومعداتها قد تستخدم كوسيلة للتجسس، وهو ادعاء ترفضه الشركة الصينية العملاقة، ولكنه دفع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لوقف تعامل الشركات الأمريكية مع شركة هواوي، وحض حلفاء بلاده على السير على خطاه.

   

ربما يعجبك أيضا