عندما يتولى الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب منصبه في شهر يناير المُقبل، سيواجه سلسلة من التحديات الخارجية، تتمثل في أزمات بالجملة في الشرق الأوسط مرورًا بأوكرانيا وأمريكا الجنوبية.
لكن لا شيء يوازي التحدي الذي تشكله الصين، من حيث الحجم والتعقيد؛ فالصين تمتلك القدرة على مقاومة سياسات ترامب بشكل لا مثيل له، مما يثير العداء بين الجمهوريين الذين يروجون لمواقف مُتشددة ضد بكين، وفقًا لمقال نشره معهد كوينسي الأمريكي لفن الحكم الرشيد، الأربعاء 25 ديسمبر 2024.
التهديد الأخطر
الصين، بالنسبة لترامب وفريقه، تعد التهديد الأكبر لهيمنة الولايات المتحدة العالمية، ففي المجال العسكري، تسعى الصين لتوسيع قوتها الجوية والبحرية، وتكثف من أنشطتها في بحر الصين الجنوبي، كما تزيد من تهديداتها لتايوان.
دبلوماسيًا، تعمل بكين على تعزيز تحالفاتها مع دول مثل الهند واليابان وأعضاء حلف الناتو، أما اقتصاديًا، فلا تزال الصين المصدر الرئيس للعديد من السلع الحيوية لأمريكا، من المعادن الأساسية إلى الأدوية.
نهج ترامب
وفق المقال، بالنسبة للعديد من مستشاري ترامب، فإن الرد الوحيد المناسب على هذا التهديد هو مقاومة قوية؛ هؤلاء يدفعون نحو تشديد العقوبات على الصين، مثل قانون المعادن الحاسمة الذي أقره النائب مايكل والتز، الذي يهدف إلى تقليل اعتماد أمريكا على الصين.
ولكن ترامب قد يتبع استراتيجية مختلفة، حيث يشتهر بحبه للصفقات التجارية، ويأمل في التوصل إلى اتفاقات مع الصين لتخفيف بعض الضغوط الاقتصادية.
ماذا عن تايوان؟
فيما يخص تايوان، يظل هذا الموضوع أحد أكبر التحديات في ولايته الثانية؛ حيث أن التوترات المتزايدة بين الصين وتايوان قد تؤدي إلى نزاع عسكري واسع، قد يشمل الولايات المتحدة بشكل مباشر.
وبينما كانت السياسة الأمريكية التقليدية تعتمد على “الغموض الاستراتيجي”، قد يسعى مستشارو ترامب إلى تبني “الوضوح الاستراتيجي”، ما يعني التزامًا أمريكيًا بالدفاع عن تايوان في حال تعرضها للغزو من الصين.
العلاقات التجارية
على صعيد العلاقات التجارية، يواجه ترامب خيارًا حاسمًا بشأن الرسوم الجمركية على الصين، في ولايته الأولى، فرض ترامب رسومًا على مجموعة واسعة من السلع الصينية، ويرجح أن يزيد من هذه الرسوم في ولايته الثانية، ولكن هذا قد يثير ردود فعل انتقامية من الصين، ما يهدد بمزيد من التدهور في العلاقات الاقتصادية بين البلدين.
في النهاية، سيكون التعامل مع الصين واحدًا من أكثر التحديات تعقيدًا في ولاية ترامب الثانية، سواء من حيث السياسة العسكرية أو الاقتصادية أو الدبلوماسية، وسيكون له تداعيات قد تكون شديدة الخطورة على العالم أجمع.
رابط مختصر : https://roayahnews.com/?p=2087181