تزامنت الضربات الأمريكية على جماعة الحوثي اليمنية مع زيارة وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي إلى سلطنة عمان، فيما اُعتبر رسالة مباشرة إلى طهران.
ووصلت طهران رسالة مباشرة من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، من أجل دعوتها للاستجابة للتفاوض مع واشنطن، بينما هدد دونالد ترامب إيران بعد الهجوم على الحوثيين، وطالبها بوقف دعمهم فورًا، وكذلك قال وزير الدفاع الأمريكي، بيت هيجسيت: “لن نتسامح مع هجمات الحوثيين وإيران تدرك هذه الرسالة”.

عراقجي في مسقط
التفاوض أو العمل العسكري
محسن صالحیخواه، الخبير في صحيفة هم ميهن، أشار إلى أن زيارة الوزير عراقجي، إلى مسقط ربما لم تكن من أجل الرد على رسالة ترامب والاستجابة لمطلب التفاوض وإنما لبحث تطورات الأوضاع في اليمن والعدوان العسكري الأمريكي. خاصة أن تهديدات ترامب لإيران حملت رسالة أكثر صراحة من أي وقت مضى، باتهامه إيران بدعم الحوثيين وعرقلة الملاحة الدولية.
وأوضح الخبير الإيراني، أن ما حدث في اليمن مهم من عدة زوايا، إذ يُذكّر إيران بنفس المعضلة المتمثلة في التفاوض أو العمل العسكري. وزاوية أخرى، أن ترامب يقول إنه يحمل إيران المسؤولية وليس من الواضح ما هي إجراءاتهم التالية إذا استمرت عملية أنصار الله، واستهدفوا القواعد الأمريكية في المنطقة، وهو ما سيخلق أزمة عالمية تخشاها إيران.

قصف اليمن
تركيز على إيران
حسب صحيفة آرمان امروز الإيرانية، فقد قال مستشار الأمن القومي الأمريكي، مايك والتز، الأحد 16 مارس 2025، ردا على سؤال بشأن التهديدات العسكرية الأمريكية ضد إيران وإمكانية القيام بعمل عسكري مباشر ضد إيران: “كل الخيارات مطروحة على الطاولة” . ولكن يتعين على إيران أن تسمع كلام الرئيس كاملا. “إن مستوى الدعم الإيراني للحوثيين وحزب الله وغيرهما من الجماعات المسلحة غير مقبول”.
وأضاف: “الفرق هو أن الحوثيين لديهم دفاعات جوية وصواريخ متطورة وطائرات مسيرة وصواريخ باليستية مضادة للسفن”. “لقد هاجموا السفن والمدمرات والسفن التجارية الأمريكية عدة مرات وأغرقوا العديد من السفن.” وقال والتز: “يجب على الشعب الأمريكي أن يدرك أن الإدارة السابقة قدمت ردودًا ضعيفة، لكن ترامب خرج قويًا”. “سنحمل الحوثيين وداعميهم إيران المسؤولية”.
وتابع والتز: كان هدف هذه الهجمات استهداف قيادات الحوثيين ومحاسبة إيران. “إيران هي التي تزود قوات الحوثيين بالموارد… ساعدت الحوثيين في إيقاف اثنين من أهم طرق التجارة البحرية”. 70% من الشحن العالمي يتجنب جنوب أفريقيا، هذه المشكلة تدمر الاقتصاد العالمي، وهذا أمر غير مقبول بالنسبة لترامب. “سيكون هذا بمثابة جهد مستدام لتحرير التجارة العالمية.”
الحوثي بيد إيران
يبدو أن الإدارة الأمريكية تريد تأطير الحرب ضد إيران على أساس حماية التجارة الدولية، وكذلك تدرك أن جماعة الحوثي أثبتت التجارب أنها لن تتوقف عن مهاجمة السفن الإسرائيلية طالما لم تحصل على أمر بذلك من إيران. ولذلك يمكن النظر إلى الهجمات الأمريكية على اليمن على أنها رسالة إلى إيران وجزء من سياسة أقصى ضغط التي تهدف إلى إجبارها على التفاوض.
ويبدو أنه من غير المرجح أن يوقف الحوثيون هجماتهم إلا إذا توصلت طهران إلى إتفاق، لأن وقف هذه الهجمات في ظل هذه الظروف تعتبر إشارة ضعف أمام ترامب، وستمارس إيران سياسة التصعيد الحكيم.

غارات على صنعاء
السلام من خلال القوة
حسب تحليل منصة فرارو الإيرانية، فإن نهج ترامب، الذي يرتكز على مبدأ “السلام من خلال القوة”، يضع طهران أمام معادلة صعبة: إما الرضوخ لضغوط واشنطن أو دفع ثمن باهظ. ولكن التجربة التاريخية أظهرت أن السياسات التي تعتمد فقط على التهديدات غالباً ما تؤدي إلى عواقب غير متوقعة وحتى مدمرة، بدلاً من تحقيق الأهداف المرجوة.
وتابع التقرير: إن دونالد ترامب، مهندس استراتيجية تعتمد على القوة والتهديد، يدرك جيداً أن الظل الثقيل للحرب يكون في بعض الأحيان أكثر فعالية من الحرب نفسها. لكن يبقى السؤال: هل ينوي ترامب حقا السير في طريق الصراع العسكري المباشر؟
الحقيقة أن ترامب على النقيض من الشخصيات التقليدية المحرضة على الحرب، لم يكن مولعاً بالحروب الطويلة التي لا تنتهي. ويعتقد أن الاستثمار المفرط للبلاد في الحروب غير المثمرة ليس خاطئا فحسب، بل إنه مدمر أيضًا. ومع ذلك، فهو يستخدم التهديد بالحرب كأداة ماهرة.
رابط مختصر : https://roayahnews.com/?p=2166905