التوقيت ليس مصادفةً.. خبير يوضح لـ «رؤية» دوافع طوفان الأقصى 

رؤية

استيقظ العالم على وقع مشاهد غير مسبوقة بعد أن تسلل مقاتلون فلسيطينيون إلى المستطونات المتاخمة لقطاع غزة، في هجومٍ خلف عشرات القتلى والأسرى ومئات الجرحي


في تطور غير مسبوق، شنّت مجموعات مسلحة تابعة للفصائل الفلسطينية عملية مفاجئة متعددة الجبهات ضد إسرائيل. 

وبدأت العملية التي عرفت بـ “طوفان الأقصى” السبت الموافق 7 أكتوبر 2023، باتجاه مئات المقاتلين نحو المستوطنات المتاخمة للقطاع، وسط صدمة إسرائيلية إزاء المواجهات الجريئة وغير المسبوقة.. فما تداعيات الموقف؟ وكيف سترد إسرائيل؟ وما دلالة التوقيت؟  

عبور تجاه إسرائيل

مع ساعات الصباح الأولى، استيقظ العالم على وقع الأنباء الآتية من إسرائيل، مع تدفق مئات المقاتلين الفلسطينيين عبر 4 محاور من قطاع غزة تجاه المستوطنات المتاخمة، في مشهد صادم لآلة إسرائيل العسكرية، ومغير للصورة الذهنية الشائعة حول قدرات الجيش. 

 وبالتزامن مع تسلل المسلحين كانت مئات الصواريخ تدك الأراضي الإسرائيلية، وذلك تزامنًا مع في ذكرى حرب الـ 6 من أكتوبر. 

طوفان الأقصى والسيف الحديدي 

أطلق المسلحون الفلسطينيون على العملية غير المسبوقة “طوفان الأقصى“، فيما أطلقت إسرائيل عملية “السيف الحديدي”، لمواجهة الطوفان القادم برًا وبحرًا وجوًا. 

وقال أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس، والبحث المعني بالشأن الإسرائيلي، أيمن الرقب، إن ما حدث اليوم جاء مفاجئًا للجميع، ولم يتوقعه أحد”، لافتًا إلى وقف إطلاق البالونات الحارقة من القطاع وعودة العمالة الفلسطينية إلى الأراضي الإسرائيلية، أعطى إيحاء بالتوجه لتهدئة الموقف. 

وأرجع الرقب في حديثه لـ “شبكة رؤية الإخبارية” التطورات إلى ضغط الاحتلال المتواصل على قطاع غزة وأهالي القدس والضفة الغربية والانتهاكات الممنهجة ضد الشعب الفلسطيني ما نتج عنه هذا الحادث المفاجئ. 

التوقيت ليس مصادفةً

للمرة الأولى منذ حرب أكتوبر، أعلنت إسرائيل التأهب لـ “حالة الحرب” فيما شنت القوات ضربات على قطاع غزة، والتي تقول السلطات إن هذه الضربات تستهدف المدنيين، ردًا على قتل وأسر العشرات من الجنود الإسرائيليين.

وحسب أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس فإن اختيار هذا اليوم -الـ 7 من أكتوبر- ليس عشوائيًّا بل “جاء تذكيرًا بحرب أكتوبر.. كأننا نحاكي مرة أخرى الحرب التي جرت قبل 50 عامًا وعبور واختراق ما يسميه الاحتلال الجدار الذكي” في مشهد يعيد للأذهان عبور القوات المصرية لخط بارليف. 

كيف علقت إسرائيل؟

كتب المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي للإعلام العربي، أفيخاي أدرعي، على موقع “إكس” (تويتر سابقًا ) إن “جيش الدفاع الإسرائيلي يعلن حالة تأهب ـ الحرب” .

من جانبه قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، لوسائل إعلام عبرية محلية”نحن في حرب”، مضيفًا “مواطنو إسرائيل.. نحن في حرب ولسنا في عملية أو جولات، ولكن في حرب”. 

وأشار نتنياهو إلى أن المسلحين الفلسطينيين شنوا “هجوماً مفاجئاً إجرامياً ضد دولة إسرائيل ومواطنيها” متعهدًا بـ”الرد بقوة لم يعهدها العدو من قبل”.

زيادة الانتهاكات الإسرائيلية 

هذه التطورات تأتي، مع تزايد التقارير التي تتحدث عن “الانتهاكات الإسرائيلية واعتداءات المستوطنين” ضد الفلسطينيين والمقدسات الإسلامية والمسيحية، ومع توسع المستوطنين بشكل غير مسبوق في الضفة الغربية.

وهي التحركات التي ينتقدها المجتمع الدولي، ويرى البعض أن تصعيد المسلحين الفلسطينيين يأتي ردًا على تزايد هذه الاعتداءات خاصةً مع تساهل الحكومة الإسرائيلية معها بسبب دعم تيار اليمين المتطرف -المشارك في الائتلاف الحاكم- لها كما تطاله اتهامات بالتشجيع والحث عليها.

عشرات القتلى والأسرى 

أما عن حصيلة القتلى فقد قالت الجهات الصحية في قطاع غزة إن عدد القتلى قارب 200 جراء القصف الإسرائيلي، على منشآت مدنية، وفي المقابل قالت القناة العبرية الـ 12 إن عدد القتلى الإسرائيلي يقدر بـ 100 قتيل، وأكثر من 1000 جريح، هذا فضلاً عن إقرار الجيش الإسرائيلي عن عشرات الأسرى.

غير أن هذه الأعداد التي أعلن عنها الإعلام العبري، مرشحة للزيادة إلى حدٍ بعيد، وتداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي تحديدًا على فيس بوك وإكس وتليجرام مقاطع فيديو تظهر أعداد كبيرة من القتلى الإسرائيليين وتدمير مركبات عسكرية، فيما دعت دول عربية إلى ضبط النفس وعدم التصعيد، وسط إدانات لـ “الانتهاكات والاستفزازات ضد الفلسطينيين”.  

ربما يعجبك أيضا