الجدال الدائر حول مخاوف الذكاء الاصطناعي.. هل يستحق هذا العناء؟

هل تصبح المخاوف من هيمنة الذكاء الاصطناعي حقيقية؟

بسام عباس
الذكاء الاصطناعي يحل معادلة معقدة

تتزايد المخاوف من الذكاء الاصطناعي مع التطور الهائل، إذ حذر “الأب الروحي” للذكاء الاصطناعي، جيفري هينتون، من أن الذكاء الاصطناعي قد يتفوق على الذكاء البشري، ولا توجد طريقة سهلة للحفاظ على أمان التكنولوجيا.

وقال هينتون في حوار أجراه معه الكاتب الأمريكي، فريد زكريا، إن مخاطر الذكاء الاصطناعي تلوح في الأفق، ممثلة في أسراب الطائرات المُسيَّرة القاتلة، وفقدان الوظائف البشرية باعتبارها مخاطر أقل وجودية، بالإضافة إلى سيطرة الآلة على الوجود البشري.

آراء متضاربة

قال الكاتب الأمريكي فريد زكريا في برنامجه “GPS على شبكة CNN”، إن هذه مجموعة من الأسباب التي تجعلك متشككًا في الذكاء الاصطناعي، ولكن هناك سببًا آخر معاكسًا تقريبًا، وهي فكرة أن الذكاء الاصطناعي ببساطة غير قادر على القيام بأي شيء ذي معنى كما يوحي الضجيج.

وأضاف أن هذه قد تكون وجهة نظر الأقلية، حيث لا يزال الأمل والخوف والانبهار يسود مناقشة الذكاء الاصطناعي، لافتًا إلى مقالين حديثين يبرزان قضية المخاوف وعدم الإعجاب، أحدهما للكاتبة مولي وايت، نشرته على موقعها (Citation Needed)، والآخر للكاتبة جوليا أنجوين في صحيفة نيويورك تايمز.

غير مفيدة

كتبت “مولي وايت”، المتشككة في العملات المشفرة والبلوكتشين، في مقال لها نشرته على موقعها (Citation Needed) 17 أبريل 2024، أن هناك فجوة واسعة بين “أدوات الذكاء الاصطناعي التي يمكن أن تكون مفيدة لبعض الأشياء” وأنواع القصص التي ترويها شركات الذكاء الاصطناعي، وتقوم وسائل الإعلام بإعادة نشرها دون تمحيص.

وأضافت أنها تجد مشاعرها تجاه الذكاء الاصطناعي تشبه إلى حد كبير مشاعرها تجاه سلاسل الكتل (البلوكتشين)، فهي تؤدي عملاً سيئًا في الكثير مما يحاول الناس فعله بها، ولا يمكنها فعل الأشياء التي يدعي منشئوها أنها تستطيع فعلها، ومن الممكن أن يحدث ذلك يومًا ما.

وتابعت وايت أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يساعد في الكتابة والبرمجة، لكنه لا يستطيع القيام بالمهمة الكاملة، فيمكنه التعامل مع بعض مهام البرمجة الروتينية والمتكررة، لكنه لا يمكن أن يحل محل مطور البرامج ذي الخبرة، كما أن العديد من الأشياء التي يستطيع القيام بها قد لا تكون مفيدة على الإطلاق.

مستقبل مثالي

من جانبها، قالت كاتبة الرأي، جوليا أنجوين، في مقال نشرته صحيفة نيويورك تايمز، الأربعاء 15 مايو 2024، إن الشركات التي يمكنها التعامل مع عمل بجودة روبوتات Roomba، التي تقوم بالأعمال المنزلية، ستظل تحاول استبدال العمال البشريين بالآليين.

وأضافت أن الذكاء الاصطناعي، في أماكن العمل حيث الجودة مهمة، وحيث القوى العاملة مثل كتاب السيناريو والممرضات، قد لا يحقق نجاحات كبيرة، موضحةً أننا لا يمكننا أن نتخلى عن العمل على تحسين الذكاء الاصطناعي، ولكن علينا أن نحسب احتمالية أننا نستثمر في مستقبل مثالي قد لا يتحقق.

ربما يعجبك أيضا