الحوار بين السعودية وإيران.. التفاهم بات قريبًا

يوسف بنده

التحولات العالمية والإقليمية والتحديات الاقتصادية ومساعي انفراج الأزمة اليمنية.. عوامل قد ساعدت على استئناف الحوار بين إيران والسعودية، وسط تفاؤل بتبادل فتح السفارات بعد اجتماع قادم قريبًا.


عقدت السعودية وإيران، يوم الخميس 21 إبريل 2022، “جولة خامسة” من المفاوضات بمشاركة مسؤولين كبار من الأمن القومي الإيراني، ورئيس جهاز المخابرات السعودي.

المفاوضات بين الجانبين انطلقت في العراق قبل عام دون أن تحدث تقدمًا حقيقيًا. لكن مصلحة دول الإقليم في إصلاح علاقات البلدين ساعدت على استكمال المفاوضات. خصوصًا في ظل قطع العلاقات بين البلدين منذ 6 سنوات، بعد هجوم متظاهرين على السفارة السعودية في طهران احتجاجًا على إعدام الزعيم الشيعي السعودي، آية الله نمر.

أهمية الجولة الخامسة

تبرز أهمية الجولة الخامسة بعد 4 جولات سابقة لم تحمل هذا القدر من التفاؤل الإيجابي، فأعلنت الخارجية العراقية، أن رئيس الوزراء، مصطفى الكاظمي، حضر جولة المفاوضات والتي قد تكون بداية لعودة العلاقات الدبلوماسية، وقال وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين، إن البلدين توصلا لاتفاق.

وتأتي هذه الجولة في ظل التغيرات الإقليمية والدولية المتسارعة في أعقاب الأزمة الروسية الأوكرانية، وتراجع الدور الأمريكي عن المنطقة وانشغاله باستراتيجية التوجه نحو أسيا، فضلًا عن الضغوط الأمريكية على منطقة الخليج فيما يتعلق بأسواق النفط، وتقارب الصين مع دول الخليج وإيران. وأيضًا المرونة التي أبدتها طهران والرياض نحو حل الأزمة في اليمن، التي تمثل المعضلة الأكبر.

خريطة للمفاوضات

كشف السفير الإيراني لدى بغداد، إيرج مسجدي، لوكالة “ارنا” أمس الجمعة، أن البلدين اتفقتا خلال جولة المفاوضات على خريطة مفاوضات مستقبلية، وأن الاتفاق العام يتضمن “بناء الثقة، والتعاون الثنائي في أمور مثل الحج والعمرة، وسفارات الجانبين، والتعاون في قضايا إقليمية ودولية أخرى”، مبينًا أن تبادل فتح السفارتين في البلدين مرهون بما ستصل إليه المفاوضات المستقبلية.

وشدد رئيس الوزراء العراقي، خلال حواره مع صحيفة الصباح العراقية، اليوم السبت، على تفاؤله بالمحادثات، متابعًا: “الإخوة في السعودية وإيران يتعاملون مع ملفِّ الحوار بمسؤولية عالية ومتطلبات الوضع الحالي للمنطقة، ونحن واثقون بأنَّ التفاهم بات قريبًا. وتوجد انفراجة حقيقية واسعة في العلاقات بين كلِّ دول المنطقة، فلا يمكن التفرغ للبناء الاقتصادي دون أنْ حل المشكلات”.

وساطة أخرى

إلى جانب وساطة العراق وسلطنة عمان في المفاوضات بين السعودية وإيران، التي تتولى فيها بغداد إدارة ملفات أمنية محددة للحوار، بينما مسقط قريبة من الملف اليمني، كشفت صحيفة «الجريدة» الكويتية، أن وزير الخارجية الكويتي، الشيخ أحمد الناصر، خلال نظيره الإيراني، أمير عبداللهيان، الخميس الماضي، طلبت طهران من الكويت الدخول على خط الوساطة مع السعودية.

وتناول الاتصال، مسألة حقل “الدرة” للغاز، الذي تتداخل حدوده مع إيران والسعودية والكويت، وسط عرقلة طهران للاستفادة من الحقل قبل ترسيم الحدود بين البلدان الثلاثة، فتسعى الكويت للاستفادة من المحادثات بين إيران والسعودية لبحث مسألة الترسيم.

ربما يعجبك أيضا