الخروج من المستنقع السوري.. طهران تركز على أزماتها

إيران تغادر سوريا وتركز على أهدافها القومية

يوسف بنده

استحسن الداخل الإيراني الموقف الهادئ الذي اتخذته طهران بالانسحاب من سوريا، في إطار مناقشات مسار آستانه (إيران وروسيا وتركيا)، بجانب مشاركة قوى إقليمية.

فيما يبدو أن طهران اختارت عدم المضي عكس التيار وحدها، خاصة أن روسيا حليفتها في دعم نظام الأسد، تراجعت هي الأخرى عن مساندته، فيما يبدو أن الطرفين الفاعلين في سوريا اختارا التحضير لمرحلة إدارة ترامب الجمهورية القادمة إلى البيت الأبيض.

كارد 6 1

موقف حكيم

حسب تقرير صحيفة آرمان امروز، اليوم الاثنين 9 ديسمبر 2024، رأي النائب السابق في البرلمان الإيراني، علي مطهري، أن موقف إيران من التطورات الأخيرة في سوريا كان حكيمًا، لأنها لم تواجه قسما كبيرًا من الشعب السوري الذي سأم من حكم الأسد.

كما كتب محسن رضائي، عضو مجمع تشخيص مصلحة النظام، على منصة إكس: مصير سوريا يجب أن يقرره شعب هذا البلد. موضحًا، أن استغلال الجهات الفاعلة الأجنبية للاقتتال في سوريا، بما في ذلك الولايات المتحدة وإسرائيل، لن يؤدي إلى نتيجة سوى تكرار النمط الذي حدث في ليبيا وأفغانستان والعراق.

علیرضا کفشکنان

علی رضا کفشکنان

المستنقع السوري

بنظرة إيجابية، أشار السياسي الإيراني، علی رضا کفشکنان، في صحيفة ستاره صبح، اليوم الاثنين 9 ديسمبر، إلى أن رحيل الأسد قد أتى بعد اجماع دولي وإقليمي، بما فيهم إيران وروسيا اللاعبان الرئيسان في مساندة حكومة الرئيس بشار الأسد.

واعتبر کفشکنان، أن طهران قد اتخذت المسار الصحيح بمساندتها الموقف الإقليمي، وهو ما اتضح من خلال بيان خارجيتها الذي اعتمد على اجتماع مسار آستانه في الدوحة.

وأضاف، أنه بالرغم من أن قرار السياسة الخارجية بيد مكتب المرشد الأعلى، لكن لا شك أن هناك تأثير لطبيعة الحكومة الموجودة، وأن الرئيس مسعود بزشكيان الإصلاحية تفضل الخروج من المستنقع السوري للتفرغ لأزمات إيران الداخلية، خاصة أن النظام في سوريا كان قد فقد قاعدته الشعبية.

آخرها سقوط نظام الأسد ضربات موجعة للنفوذ الإيراني في الشرق الأوسط

في مصلحة الأهداف القومية

أشار علی رضا کفشکنان إلى أنه خلافاً للتحليلات الشائعة، فإن ما حدث في سوريا يصب في مصلحة إيران وأهدافها القومية، ويمضي بالمرحلة المقبلة في اتجاه ديمومتها وتماسكها.

وأوضح أن إيران خلال المرحلة السابقة قد انغمست في دعم محور المقاومة، بينما مؤشراتها الاقتصادية قد وصلت إلى حد الإنذار أكثر من أي فترة أخرى. وكان على طهران أن تخرج من مستنقع سوريا الأسد التي لم يعد لها مستقبل. خاصة أن حكومة طهران الحالية تركز على الخروج من أزمة العقوبات الغربية.

الدور التركي

خطاب جديد

المحلل السياسي، سياوش بور علي، في صحيفة آرمان ملي، أشار إلى أن الخسائر التي تكبدها محور المقاومة منذ اندلاع عملية طوفان الأقصى، ستمهد إلى خطاب إيراني جديد تجاه السياسة الخارجية، خاصة أن أمريكا قد استفادت على أفضل وجه من حدث 7 أكتوبر في اتجاه ما يسمى بالنظام العالمي الجديد.

وأوضح الخبير الإيراني، أن السيناريو الذي وضعه الغرب الآن على الطاولة ضد إيران يحاول وضع طهران في موقف مسدود. وهذا الوضع سيخلق بيئة جديدة ستفرض على أساسها الضغوط الاقتصادية الداخلية والخارجية على إيران، إما أن تستخدم أدوات الدبلوماسية لتخفيف التوترات والتوصل إلى اتفاق، أو أن تضع نشاطاً ميدانياً متجدداً وحيوياً على جدول الأعمال.

وأضاف بور علي: بحسب الإشارات الواردة في خطاب طهران، نقول إننا على الأرجح سنرى مرونة أكبر منها. لكن سيظل الموقف الروسي من التعامل مع القوى الغربية محددًا لطبيعة السياسة الإيرانية أيضًا تجاه الغرب.

ربما يعجبك أيضا