الخليج بين «اللاعبين الكبار».. هل يدشن النظام العالمي الجديد «القرن العربي»؟ 

ما مستقبل الخليج في ظل نظام عالمي جديد؟

محمد النحاس

التحولات التي نشهدها مع تغير المناخ والتقدم التكنولوجي وارتفاع أسعار الفائدة تعمل على تشكيل نظام عالمي جديد".. كيف يؤثر ذلك في دول الخليج؟


بلغت العلاقات بين الولايات المتحدة والصين، في اجتماع سان فرانسيسكو بين الرئيس الأمريكي جو بايدن والزعيم الصيني شي جين بينج “حد القاع”. 

وذلك حسب وصف مراقب “للعلاقات الممزقة” بين الجانبين، ونقله عنه مقال رأي نشرته مجلة “ذا ناشيونال”، والفكرة وراء هذا الحكم تنبع من اعتراف الجانبين بأنهما لا يستطيعان الاستغناء عن بعضهما البعض، إذ يرسمان مسارًا أفضل للنمو لأكبر اقتصادين في العالم، فيما يأملان ألا تتزايد التوترات بشكل كبير.

توتر علاقات بكين وواشنطن

 لعقودٍ من الزمن، كانت العولمة بمثابة الضامن أن تبذل الولايات المتحدة والصين قصارى جهدهما لإبقاء جسر التجارة بينهما موصول، والتبادل التجاري يمضي قدمًا، لكن بدأ هذا الرابط يصعب رويدًا رويدًا على مدار السنوات الأخيرة مع إعادة كتابة قواعد سلاسل التوريد على أسس إقليمية وتوسع السياسات الحمائية والشعبوية.

ولم تؤد جائحة كوفيد-19 إلا إلى تسريع “ما لا مفر عنه” وهو أن المنافسة المتزايدة بين الولايات المتحدة والصين ستؤدي في النهاية إلى كسر النظام الذي دفعهما إلى توليد ثروات غير مسبوقة، وفق المقال المنشور بالمجلة الناطقة بالإنجليزية. 

التحولات العالمية وبروز الخليج 

وبحسب المقال، لن يهدأ التنافس المحتدم بين البلدين فجأة، لكن خريطة الأعمال العالمية باتت منفتحة، فيما ترى العديد من البلدان فرصتها للنهوض.

ويصف المقال الأمر بأن “التحولات التي نشهدها مع تغير المناخ والتقدم التكنولوجي وارتفاع أسعار الفائدة تعمل على تشكيل نظام عالمي جديد”. وفي خضم ذلك، تظهر دول مثل الإمارات العربية المتحدة وجيرانها في الخليج العربي على الساحة.

أفول المراكز الاقتصادية التقليدية

بعيدًا عن المراكز الاقتصادية التقليدية، كالولايات المتحدة وأوروبا، يجري اجتذاب المواهب الفريدة ورؤوس الأموال إلى المنطقة، فقد أصبحت ممارسة التجارة في الغرب أكثر صعوبة، مع بروز تعقيدات سياسية واجتماعية.

ويلفت المقال إلى أنه بات من اليسير، توظيف الأشخاص الذين تحتاجهم وإحضارهم إلى الإمارات، بدلاً من توظيفهم في البلدان التي تتقلص فيها أعداد السكان في سن العمل وتتزايد فيها الحواجز، التي تحول دون المواهب الأجنبية.

الخليج أكثر نجاحًا

وبدوره، أثبت الخليج أنه أكثر نجاحًا في رفع مستويات الوصول إلى التعليم الجيد والرعاية الصحية بأسعار مواتية، دونًا عن الفرص الاقتصادية الفردية للعديد من المهنيين المقيمين بالمنطقة، حسب المقال. 

 ويمثل تحفيز الابتكار أولوية، وبالنسبة للأجيال الشابة من الكوادر المهنية توفر المشاريع والشركات والمؤسسات فرصًا قيمة،حيث تقع الأسواق سريعة النمو في آسيا وإفريقيا على مقربة، ويخلص المقال، إلى أن الخليج إذا ما ظل على ذات المنوال التصاعدي، فإن ما يقدمه سوف يتجاوز في نهاية المطاف ما هو متوفر في الغرب.

 ومتساءلاً يردف: لماذا إذن -في ظل هذه المعطيات- لا يرغب أي شخص لديه تطلعات لتحسين حياته القدوم إلى الخليج؟ وختامًا يؤكد بأن “هذا الاتجاه الملحوظ قد يكون تدشينًا لـ”القرن العربي”. 

ربما يعجبك أيضا