الذخائر غير المنفجرة.. تهديد خطير قد يجعل غزة غير صالحة للسكن

الذخائر غير المنفجرة أكبر تهديد على جهود إعادة إعمار غزة

آية سيد
الذخائر غير المنفجرة.. تهديد خطير قد يجعل غزة غير صالحة للسكن

الأمر قد يتطلب الاستعانة بما يصل إلى 30 مقاولًا للحفر في الأنقاض لأكثر من شهر للعثور على قنبلة واحدة وإبطال مفعولها، بتكلفة تصل إلى 40 ألف دولار للقنبلة الواحدة.


حذرت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية من أن العدوان الإسرائيلي الحالي قد يجعل أجزاء كبيرة من قطاع غزة غير صالحة للسكن.

وكشفت الصحيفة، في تقريرها المنشور اليوم الأربعاء 6 ديسمبر 2023، عن أن آلاف الذخائر غير المنفجرة، ومعظمها من الأسلحة الأمريكية عالية التكنولوجيا، قد تشكل أخطر تهديد على جهود إعادة إعمار غزة بعد الحرب.

مهمة شاقة

قال خبير إزالة المتفجرات لدى دائرة الأمم المتحدة للإجراءات المتعلقة بالألغام، تشارلز بيرش، الذي كان موجودًا في غزة في ذروة حملة القصف الإسرائيلية، إن حجم التلوث لا يُصدق، وكأنه من الحرب العالمية الثانية.

وقدّر بيرش أن الأمر سيتكلف عشرات الملايين من الدولارات وسنوات كثيرة لجعل المنطقة آمنة، موضحًا أن الأمر قد يتطلب الاستعانة بما يصل إلى 30 مقاولًا للحفر في الأنقاض لأكثر من شهر للعثور على قنبلة واحدة وإبطال مفعولها، بتكلفة تصل إلى 40 ألف دولار للقنبلة الواحدة.

الذخائر غير المنفجرة.. تهديد خطير قد يجعل غزة غير صالحة للسكن

ذخائر غير منفجرة في قطاع غزة

وأشارت واشنطن بوست إلى أن العدوان الإسرائيلي تسبب بنزوح 80% من سكان غزة، واستشهاد وإصابة حوالي 3%، وتدمير المباني والبنية التحتية، كما أن الكثير من الأسلحة التي استُخدمت في غزة، ومن ضمنها ذخائر الفسفور الأبيض، يمكن أن تتسرب إلى إمدادات المياه.

التهديد الأخطر

تُعد الذخائر غير المنفجرة التهديد الأكثر انتشارًا في غزة. وحتى في أثناء أوقات السلم النسبي، كانت بقايا القنابل من الجولات السابقة من القتال تقتل وتشوه الأشخاص باستمرار. والآن، تفاقمت المشكلة، وسيزداد الخطر مع تحلل المتفجرات وعدم استقرارها.

وحسب الصحيفة الأمريكية، تفشل بعض القنابل في الانفجار، وقد تُدفن على مسافة عميقة تحت الأرض وتنفجر دون قصد أثناء جهود إعادة الإعمار، ما يؤدي إلى سقوط ضحايا بعد وقت طويل من انتهاء الصراع.

عدم الانفجار

يقول خبراء دائرة الأمم المتحدة للإجراءات المتعلقة بالألغام وغيرها من الجماعات إنه بنحو عام، تفشل واحدة من كل 10 ذخائر في الانفجار، ويختلف الرقم حسب نوع السلاح. وقد ينخفض في الذخيرة الأحدث، ويتأثر بعوامل أخرى مثل مدة وظروف التخزين، والطقس والهدف.

وفي هذا السياق، قال مدير منظمة “هالو تراست”، وهي منظمة غير ربحية تعمل على إزالة الألغام، جيمس كوان: “ستكون معدلات الفشل في الانفجار أعلى في المناطق الحضرية لأن معظم أنواع الذخيرة ستهبط بسلاسة عبر السقف أولًا، ثم عدة طوابق”.

إنفوجراف| إسرائيل تستهدف النساء والأطفال في غزة

إنفوجراف| إسرائيل تستهدف النساء والأطفال في غزة

وضع معقد

رغم أن الوضع في غزة يشبه مدينة الموصل العراقية نوعًا ما، عقب معركة تحريرها من تنظيم داعش في 2017، قد تمثل غزة مشكلة أكثر تعقيدًا، وفق خبير إزالة الألغام بمنظمة “الإنسانية والشمول” غير الربحية، سايمون إلمونت، الذي عمل في الموصل والمدن الأخرى المحررة من داعش.

وقال إلمونت إن غزة ستصبح “غير صالحة للسكن إلى حد كبير أثناء عمليات التطهير”. وأوضحت الصحيفة الأمريكية أن تطهير المباني المرتفعة، والأزقة الضيقة، والأنفاق في غزة سيتطلب عملية شاقة.

وحسب واشنطن بوست، الكثير من الأسلحة التي يُعتقد أنها استُخدمت في غزة مصممة بحيث لا تنفجر عند ملامستها، ولديها فتيل تأخير يتيح لها الانفجار تحت الأرض أو داخل المباني. ومن الصعب تحديد مواقع هذه الذخيرة إذا فشلت في الانفجار.

القنابل الأمريكية

رغم أن إسرائيل لم تنشر أرقامًا دقيقة للذخيرة التي استخدمتها في غزة، يقول الخبراء إن تدمير البنية التحتية الثقيلة يشير إلى استخدام قنابل ضخمة مثل “مارك 84″، وهي قنبلة غير موجهة يبلغ وزنها 907 كيلوجرام، جرى تعديلها بمنظومة ذخائر الهجوم المباشر المشترك الأمريكية لتصبح سلاحًا دقيق التوجيه.

أسلحة-زودت-بها-أمريكا-إسرائيل-في-حرب-غزة (1)

أسلحة-زودت-بها-أمريكا-إسرائيل-في-حرب-غزة (1)

وفي تصريح للصحيفة الأمريكية، قال خبير الأسلحة بمنظمة العفو الدولية، براين كاستنر، إنه جرى العثور على شظايا من ذخائر هجوم مباشر مشترك من تصنيع بوينج في غزة، موضحًا أن هذه المنظومات غالبًا ما تتصل بقنابل يبلغ وزنها 453 كيلوجرام أو 907 كليوجرام، مثل “مارك 84”.

غياب الشفافية

انتقد المشرعون الأمريكيون إدارة الرئيس جو بايدن بسبب غياب الشفافية بشأن عدد الأسلحة المرسلة لإسرائيل، وفق واشنطن بوست. وفي هذا الشأن، قال بيرش، من دائرة الأمم المتحدة للإجراءات المتعلقة بالألغام: “ليس لدينا فكرة عن الموجود هناك”.

ويقلق خبراء إزالة الألغام من استخدام إسرائيل الواسع لأسلحة حديثة قد يشكل تحديات. وفي حين أنهم لديهم بعض الدراية بذخائر الهجوم المباشر المشترك أو الذخيرة المتفجرة أمريكية الصنع، لم يعمل معظمهم مع الأسلحة دقيقة التوجيه إسرائيلية الصنع، مثل صواريخ سبايك.

ربما يعجبك أيضا