الرئيس لا يُحاكم. سباق إنهاء قضايا ترامب الجنائية قبل تنصيبه

إسراء عبدالمطلب

تدرس وزارة العدل الأمريكية سبل إنهاء القضايا الجنائية الفيدرالية المرفوعة ضد الرئيس المنتخب، دونالد ترامب، قبل موعد تنصيبه في يناير المقبل، وفق ما أفادت به شبكة “إن بي سي نيوز” الأمريكية، يوم الأربعاء 6 نوفمبر 2024.

وذكرت وكالة “أسوشيتد برس”، عن مصدر مطلع أن المحقق الخاص جاك سميث يواصل بحث الخيارات المتاحة لإنهاء القضايا الجنائية المرفوعة ضد ترامب، بما يتماشى مع أعراف وزارة العدل التي تنص على عدم جواز محاكمة الرئيس خلال فترة رئاسته.

ماذا سيحدث لقضايا ترامب الآن؟

حسب شبكة “إن بي سي” يبحث مسؤولون في وزارة العدل كيفية إنهاء القضيتين الجنائيتين ضد ترامب قبل التنصيب، وذلك لضمان استقرار الرئاسة الجديدة ومنع أي تعارض محتمل مع التقاليد القانونية الأمريكية التي تحمي الرؤساء من المحاكمات الجنائية أثناء توليهم المنصب، وكان المحقق الخاص جاك سميث وجه اتهامات رسمية العام الماضي لترامب بالتآمر لتغيير نتائج انتخابات 2020، بالإضافة إلى تهم تتعلق بتخزين وثائق سرية بشكل غير قانوني في منتجعه الخاص مارالاجو.

كيف تحول الناخبون الأمريكيون من هاريس لترامب؟

ومع فوز ترامب في الانتخابات الأخيرة أمام المرشحة الديمقراطية ونائبة الرئيس كامالا هاريس، أصبح من المتوقع أن تتوقف المحاكمات الجنائية ضده استنادًا إلى الفتاوى القانونية الصادرة عن وزارة العدل، والتي تقضي بحصانة الرؤساء خلال فترة ولايتهم من التهم الجنائية.

آراء قانونية حول إيقاف المحاكمات

علقت أستاذة القانون الدستوري جيسيكا ليفينسون من كلية لويولا للحقوق، بأن الدفع القوي لتأجيل هذه القضايا قد أتى بثماره بالفعل، مشيرة إلى أن المناخ القانوني الآن يشهد جدلًا حول إمكانية مواصلة أي قضايا ضد الرئيس المنتخب.

وفي سياق متصل، من المقرر أن يصدر قاضٍ في نيويورك حكمًا على ترامب في إحدى القضايا في وقت لاحق من هذا الشهر، بعد أن تم تأجيل العقوبة قبل يوم الانتخابات لتجنب التأثير على نتيجتها. ومن المتوقع أن يتقدم محامو ترامب بطلب لإلغاء الحكم استنادًا إلى انتخابه رئيسًا جديدًا للولايات المتحدة.

إقالة المحقق

أعرب ترامب في عدة مناسبات عن نيته إقالة المحقق الخاص جاك سميث وإغلاق القضايا الفدرالية ضده، واصفًا هذه القضايا بأنها حملة سياسية تهدف إلى التشويش على إنجازاته الانتخابية. وقد أكد ترامب في تصريحات سابقة أنه يعتبر يوم الانتخابات حكمًا من الشعب لصالحه، مشيرًا إلى أن الانتصار في الخامس من نوفمبر كان بمثابة “الحكم النهائي”.

وفي خطاب أمام مؤيديه في مركز المؤتمرات بالقرب من منتجعه مار إيه لاجو، قال ترامب: “لقد تغلبنا على عقبات لم يعتقد أحد أنها ممكنة”، وأكد التزامه بتحقيق “العصر الذهبي” لأمريكا.

انتقادات حول فوز ترامب

في تحليل لمجلة “نيوزويك”، اعتبرت فوز ترامب نهاية لفترة طويلة من التحديات التي واجهها، بدءً من رفضه الاعتراف بالهزيمة في الانتخابات السابقة، إلى الهجوم العنيف على مبنى الكابيتول من قِبل أنصاره، ومن ثم ملاحقته بأربع لوائح اتهام جنائية، وحكم مدني بقيمة 354 مليون دولار، وإدانة بـ 91 تهمة جنائية، وأشارت المجلة إلى أن فوزه يعني إما موت القضايا المعلقة ضده أو تعطيلها بشكل كبير.

كما ذكرت مجلة “تايم” أن ترامب قد فاز رغم إدانته بـ34 تهمة احتيال من قبل هيئة محلفين في نيويورك، ومواجهته اتهامات بالتدخل في انتخابات 2020 في جورجيا، وتورطه في تحقيقات جنائية فدرالية تتعلق بقلب نتائج انتخابات 2020 وتعامله مع وثائق سرية. ورغم عدم سيطرته على التهم الموجهة إليه على مستوى الولايات، فإنه من المرجح أن يغلق القضايا الفدرالية المرفوعة ضده.

ويعتبر هذا الفوز إنجازًا نادرًا، حيث لم يتم انتخاب رئيس لفترتين غير متتاليتين منذ جروفر كليفلاند في 1892. ويعود الفضل في نجاح حملة ترامب إلى استراتيجياتها المبتكرة، حيث ركزت على تجنب الصحافة التقليدية والاعتماد على وسائل الإعلام البديلة، مستهدفة جذب الناخبين الشباب والأقليات الساخطين عبر منصات التواصل الاجتماعي والبودكاستات الشهيرة، مدعومة بتأثيرات شخصيات مؤثرة حلت محل الإعلام التقليدي لدى هذه الفئات.

ربما يعجبك أيضا