تحدثت وكالة بلومبرج الأمريكية عن فوز الرئيس الأمريكي المنتخب، دونالد ترامب، واسترجعت كيف كانت فترة رئاسته السابقة، خاصة على الصعيد الدولي وتعامله مع الدول، وتصنيفه لقادتها.
وقالت الوكالة الأمريكية في تقرير، إنه سيتحدد في ولاية ترامب الجديدة، موقفه من عدد من القادة الآخرين وفقًا لمدى تقربهم منه، والعلاقات التي تجمعهم به مسبقًا، وبالنسبة لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ستكون عودة ترامب إلى البيت الأبيض أمر عظيم، على عكس الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الذي لا يبدو أن الأمر يسير لصالحه ويجب مواجهة ما حدث بشجاعة.
وفيما يلي نظرة على القادة الذين قد يُصنفون كأصدقاء أو أعداء في عالم ترامب:
الفائزون
بنيامين نتنياهو
كان لبنيامين نتنياهو علاقات ليست على أفضل ما يرام مع الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته جو بايدن، وسيستقبل بحفاوة عودة حليفه القديم إلى البيت الأبيض.
وفقًا لبلومبرج، من المتوقع أن يعزز ترامب الدعم الأمريكي لإسرائيل، خاصة بعد أن قام بايدن بتعليق جزء من المساعدات العسكرية بسبب القلق حول معاناة المدنيين الفلسطينيين جراء الحرب الإسرائيلية ضد حماس، التي تصنفها الولايات المتحدة كمنظمة إرهابية.
ناريندا مودي
ستمثل عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض دفعة قوية لرئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، الذي واجه انتقادات بسبب سياساته القومية الهندوسية في الداخل واتهامات بعمليات قتل خارج نطاق القانون في الخارج، ويرتبط مودي وترامب بعلاقات شخصية وثيقة، وغالبًا ما يتبادلان الإشادة العلنية، ويصفان بعضهما البعض بالأصدقاء.
وذكرت بلومبرج أن إدارة ترامب قد لا تدعم الجهود الكندية لمحاسبة الحكومة الهندية على ما يُزعم من عمليات قتل معارضين، كما أن وعد ترامب بالتفاوض على إنهاء الحرب الروسية في أوكرانيا يوفر لمودي فرصة للحفاظ على علاقاته الوثيقة مع موسكو، التي تزود الهند بالنفط الرخيص والمعدات العسكرية.
وعلى النقيض من ذلك، أعربت إدارة بايدن عن استيائها من نيودلهي عندما التقى مودي بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين في موسكو في يوليو الماضي.
فلاديمير بوتين
يرى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض فرصة لاستغلال الانقسامات داخل الغرب وتحقيق مكاسب إضافية في أوكرانيا.
وقالت بلومبرج إن ترامب من المتوقع أن يُضعف وحدة حلفاء الناتو ويضع مستقبل الدعم المقدم لأوكرانيا تحت الشك، مستندا إلى سياسة “أمريكا أولاً”.
ومع ذلك، فإن عدم التنبؤ بخطوات ترامب يثير قلقًا في الكرملين، حيث يخشى البعض أن يقوم ترامب على المدى القصير بتصعيد الصراع في محاولة لفرض تسوية على بوتين، وهو ما قد يؤدي إلى عواقب كارثية مثل مواجهة نووية.
جيورجيا ميلوني
أصبحت رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني مؤيدة بقوة للحلف الأطلسي (الناتو)، لكنها لا تزال سياسية يمينية متشددة، ورغم تعهدها بالتعاون مع الفائز في الانتخابات الأمريكية، فإن علاقتها الوثيقة مع إيلون ماسك قد تساعدها في كسب ود الرئيس الأمريكي الجديد.
وستسعى ميلوني إلى لعب دور الوسيط بين الناتو، والاتحاد الأوروبي، والبيت الأبيض.
وفي هذا السياق، قال فرانشيسكو تالّو، المستشار الدبلوماسي السابق لميلوني: “إذا عاد ترامب إلى البيت الأبيض، فلن يتضرر الناتو، فقد مررنا بذلك من قبل، لكن الأمور ستصبح أصعب، فالقضية الكبرى الأخرى هي الصين، لكن علينا أن ندرك أن الأوروبيين لا يمكن أن يكونوا وسيطًا بين الولايات المتحدة والصين، نحن جزء من الغرب، ويجب أن يبقى الغرب موحدًا، مما يعني ضرورة تجنب الحروب التجارية بأي ثمن.”
رجب طيب أردوغان
قد تظهر تركيا تفاؤلها ولكن بحذر، إذ يتمتع الرئيسان رجب طيب أردوغان ودونالد ترامب بتاريخ من التواصل الودي، حيث تحدثا هاتفيًا مرارًا، بل وأشار أردوغان إلى ترامب بوصفه “صديقي”، وعلى عكس فترة حكم بايدن، قد توفر رئاسة ترامب لأردوغان وصولًا مباشر بشكل أكبر إلى واشنطن.
وقد تكون سياسة ترامب المناهضة للحروب وتركيزه على التجارة في مصلحة أردوغان أيضًا، ومع ذلك، قد تتسبب خطابات أردوغان المعادية لإسرائيل في توتر العلاقات، كما أن الجهود التركية الأخيرة لتعزيز التعاون مع الصين قد تشكل تحديات في العلاقة بين البلدين.
كيم جونج أون
ربما رئيس كوريا الشمالية، كيم جونج أون، الأكثر ترحيبًا بعودة ترامب، فقد نشأت بين كيم وترامب علاقة ودية خلال تبادل الرسائل وعقد قمّتين في فترة ترامب الرئاسية الأولى، على الرغم من أن هذه العلاقة لم تؤدِ في النهاية إلى اتفاق لوقف سعي كوريا الشمالية للحصول على صواريخ نووية قادرة على الوصول إلى الأراضي الأمريكية.
ومنذ ذلك الحين، تجاهل كيم جميع المحاولات الأمريكية للحوار، وتوطدت علاقاته مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بينما وسعت كوريا الشمالية ترسانتها من أسلحة الدمار الشامل.
ومع عودة ترامب،لا يأمل كيم في استغلال الفرصة لتقليص الوجود العسكري الأمريكي في المنطقة، وكذلك لإضعاف العلاقات العسكرية المتنامية بين الولايات المتحدة واليابان وكوريا الجنوبية. وخلال فترة ترامب الأولى، قللت الولايات المتحدة من التدريبات العسكرية المشتركة مع كوريا الجنوبية كنوع من بادرة حسن النية.
فيكتور أوربان
راهن رئيس وزراء المجر، الذي يحكم البلاد منذ خمس فترات ويمثل التيار القومي، في أوروبا على فوز ترامب، حيث أشاد به حتى عندما كان عودته إلى السلطة تبدو غير مرجحة في ظل التحقيقات الجنائية التي كانت تجري في الولايات المتحدة.
ويضع أوربان نفسه كـ”رجل ترامب” في أوروبا، آملاً أن تعزز روابطه الشخصية مع الرئيس الأمريكي المقبل مكانته داخل الاتحاد الأوروبي، حيث كان يعتبر “الخروف الأسود” بسبب ميوله الاستبدادية ومواقفه المؤيدة لروسيا.
ويتوقع أوربان أن يعجل ترامب بإنهاء الحرب الروسية في أوكرانيا ويقلل الضغط الأمريكي على المجر فيما يتعلق بتراجعها الديمقراطي.
خافيير ميلي
راهن رئيس الأرجنتين، بشكل كبير على فوز ترامب، وخرج منتصرًا من هذا الرهان، ويأمل ميلي أن تسهم فترة رئاسة ثانية لترامب في دعم الأرجنتين في صندوق النقد الدولي، خاصة مع سعي البلاد لإبرام اتفاق جديد يحل محل البرنامج الحالي الذي يبلغ قيمته 44 مليار دولار.
كما بدأ الرئيس الأرجنتيني في تعزيز علاقاته مع إيلون ماسك، حيث التقى الثنائي ثلاث مرات على الأقل هذا العام، وأكد ماسك أن شركاته تبحث عن طرق للاستثمار في الأرجنتين.
الخاسرون
فولوديمير زيلينسكي
كان من أوائل القادة العالميين الذين هنأوا ترامب، لكن ذلك لا يخفي القلق في كييف من فوز ترامب، وتشعر أوكرانيا بالقلق من أن ترامب قد يمارس ضغطًا عليها للتنازل عن الأراضي في مفاوضات السلام مع روسيا وتقليص الدعم المالي والعسكري.
وتأتي التغيرات في الإدارة الأمريكية في وقت تحقق فيه روسيا تقدمًا بطيئًا في حملتها للاستيلاء على المزيد من الأراضي الأوكرانية في المناطق الأربع التي ضمتها.
وبينما ظل بايدن مترددًا في دعم طموحات أوكرانيا في الانضمام إلى حلف الناتو ورفض السماح لها بشن ضربات عميقة في الأراضي الروسية باستخدام الأسلحة الغربية، فإن تعهد ترامب بإنهاء الحرب في “24 ساعة” يوضح أن أولويته هي الخروج من الأزمة.
مسعود بزشكيان
تجاهلت إيران، علنًا، حتى الآن تأثير عودة ترامب إلى الرئاسة، وهذا يقطع الطريق أمام الدبلوماسية بشأن برنامجها النووي الذي كانت تأمل طهران أن يساعد في تخفيف الضغوط على اقتصادها المتأثر بالعقوبات.
وكان ترامب، وهو داعم رئيسي لإسرائيل، قد طبق سياسة “الضغط الأقصى” تجاه إيران عندما كان في البيت الأبيض في فترته الأولى.
ومن المحتمل أن يسعى إلى عزل إيران أكثر من خلال تشديد العقوبات الأمريكية التي فرضها في ولايته الأولى، لكن ترامب سيواجه منطقة تغيرت في السنوات الأخيرة، وعودة العلاقات بين إيران وعدد من الدول في الشرق الأوسط.
شي جين بينج
سيشكل فوز ترامب يشكل تحديًا بالنسبة للرئيس الصيني شي جين بينج في توقيت غير مناسب، فتهديدات ترامب بفرض رسوم جمركية بنسبة 60% على الواردات من الصين قد تؤدي إلى تدمير التجارة بين البلدين، وهو ما سيؤثر بشكل كبير على الاقتصاد الصيني.
كما أن هذا النوع من عدم اليقين يمثل تحديًا للحزب الشيوعي الصيني، الذي لا يفضل مثل هذه الأوضاع، ومع ذلك، هناك بعض النقاط الجيدة، فقد أظهر إيلون ماسك، الذي يمتلك مصالح تجارية كبيرة في الصين، قدرته على التأثير على ترامب، كما أن الجمهوريين قد تساءلوا في مناسبات عدة حول ما إذا كانت الولايات المتحدة ستدعم تايوان، التي تعتبرها بكين جزءًا من أراضيها.
شيجيرو ايشيبا
يضيف فوز ترامب ضغطًا جديدًا على رئيس وزراء اليابان الجديد، شيجيرو ايشيبا، الذي يسعى للحفاظ على تماسك المجموعة بعد أن فقد التحالف الحاكم غالبية مقاعده في الانتخابات الوطنية الأخيرة.
وقد أشار ترامب مرارًا إلى الفائض التجاري الكبير لليابان مع الولايات المتحدة كإحدى القضايا، مطالبًا اليابان بدفع المزيد مقابل الوجود العسكري الأمريكي في البلاد، الذي يقدر بحوالي 55,000 جندي أمريكي، وهو أكبر نشر دائم للقوات الأمريكية في الخارج.
وكانت اليابان قد تجنبَت في السابق مطالبات بدفع المزيد للولايات المتحدة مقابل وجود قواتها، لكن الاتفاق الحالي سينتهي في عام 2026.
كلوديا شينباوم
تنتظر المكسيك لمعرفة كيفية تنفيذ ترامب لخطة التعريفات الجمركية الخاصة به، والتي قد تشكل عائقًا أمام هدفها في زيادة صادراتها إلى جارتها الشمالية من خلال تقليص الاعتماد على الخارج.
وهناك مصدر آخر للقلق هو المراجعة المرتقبة لاتفاقية التجارة الحرة بين دول أمريكا الشمالية في عام 2026، كما أن الهجرة تشكل قضية حساسة، حيث هدد ترامب بفرض ضغوط مالية على المكسيك رغم حملتها الأمنية التي ساعدت الولايات المتحدة في تقليص تدفق المهاجرين عبر الحدود قبيل الانتخابات.
وكان للرئيس السابق أندريس مانويل لوبيز أوبرادور علاقة جيدة مع ترامب، حتى أنه وصفه بأنه “رجل قوي” قبل أشهر من مغادرته منصبه، أما خليفته كلوديا شينباوم، فلن تكون سعيدة بوصول ترامب.
كير ستارمر
سيكون العديد من زعماء العالم في وضع ليس بالجيد مع وصول ترامب، ومنهم زعيم حزب العمال البريطاني كير ستارمر، فبعد أقل من أربعة أشهر على توليه المنصب، نشب خلاف حاد بينه وبين ترامب، حيث اتهمت حملة ترامب حزبه اليساري بإرسال متطوعين للترويج للمرشحة الديمقراطية كامالا هاريس.
ووصف ستارمر اقتحام الكابيتول الأمريكي في 6 يناير 2021 بأنه “هجوم مباشر على الديمقراطية”، كما وصف وزير خارجيته، ديفيد لامي، الرئيس الأمريكي آنذاك بأنه “مؤيد للنازيين الجدد وكاره للنساء”.
وفي وقت لاحق، دخل ستارمر في مشادة علنية مع إيلون ماسك، بعد أن تساءل الأخير عبر تويتر عن إمكانية أن تؤدي أعمال الشغب اليمينية المتطرفة في المملكة المتحدة إلى حرب أهلية.
إيمانويل ماكرون
يمتلك الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون خبرة سابقة في التعامل مع ترامب، مما يمنحه تجربة قيمة مقارنة بنظرائه الأوروبيين، ففي ولاية ترامب الأولى، أظهرت العلاقة بين الزعيمين تحالفًا لافتًا، بما في ذلك عشاء مميز على قمة برج إيفل. وكتب ماكرون على منصة “إكس”: “مستعد للعمل معًا كما فعلنا خلال أربع سنوات”.
وقد تمنح عودة ترامب أيضًا دفعة إضافية لدفع ماكرون نحو تعزيز الاتحاد الأوروبي من خلال تكامل أعمق بين اقتصاده.
رغم الصورة العامة والاحتمالات التي قد تتيح مزيدًا من النفوذ الأوروبي، إلا أن فرنسا لا تستطيع أن تجني الكثير من المكاسب الاقتصادية من عودة ترامب، وقد تخسر الكثير إذا تجددت التوترات التجارية.
لويس ايناسيو لولا دا سيلفا
يعد حليف ترامب في البرازيل هو الرئيس السابق جاير بولسونارو، المنافس السياسي الرئيسي للرئيس الحالي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، ويخشى لولا أن تكون عودة ترامب قد تعزز حركة اليمين المتطرف التي يقودها بولسونارو، خاصة بعد أن حاول أنصار الأخير القيام بانقلاب ضد حكومته بعد أسبوع واحد فقط من تنصيبه العام الماضي.
وفي عشية الانتخابات الأمريكية، قال لولا إنه كان يصلي من أجل فوز كامالا هاريس، مضيفًا أن ترامب شجع على أعمال الشغب غير الديمقراطية في الكابيتول بعد خسارته في الانتخابات لعام 2021.
كما أن وزارة المالية والبنك المركزي في البرازيل يشعران بالقلق من تأثير خطط ترامب الضريبية والإنفاق العام، في ظل المخاطر التي قد تزيد التضخم وتضاعف تكاليف التمويل على مستوى العالم.
أولاف شولتس
لقد وضعت كراهية ترامب للمستشارة أنجيلا ميركل عبئًا كبيرًا على العلاقات الأمريكية الألمانية، وكان أولاف شولتس وزيرًا للمالية في حكومتها ومن ثم خلفها في المنصب، مما يجعل من الصعب عليه التخلص من تلك الصلة. وقد كانت ألمانيا على مر السنين هدفًا لهوس ترامب الطويل بسياراتها وفائضها التجاري، ومن المتوقع أن تجد نفسها في مرمى الانتقادات مرة أخرى.
ويعتبر قطاع السيارات في ألمانيا أكبر صناعة في أكبر اقتصاد أوروبي وهو معرض بشكل كبير للرسوم الجمركية الأمريكية المرتفعة التي يخطط ترامب لفرضها.
كما أن شولتز وتحالفه الحاكم قد أبدوا دعمًا علنيًا لكامالا هاريس بدلاً من ترامب كمرشحة للرئاسة الأمريكية. ومن غير المرجح أن يكون ترامب قد نسى تلك التصريحات، لذا، فإن رسالة شولتز التي هنأ فيها ترامب عبر منصة “إكس” لن تكون كافية لتخفيف التوترات.
رابط مختصر : https://roayahnews.com/?p=2038517