«السراب الأحمر».. هل يعوق طريق ترامب نحو البيت الأبيض؟

إسراء عبدالمطلب
ترامب

تشهد الانتخابات الرئاسية الأمريكية منافسة قوية بين المرشحين الجمهوري والديمقراطي، وسط ترقب وقلق متزايد حول نتائجها النهائية.

وفيما تستعد الولايات المتحدة للانتخابات المقررة في 5 نوفمبر 2024، لا تزال المؤشرات متقاربة بين الرئيس السابق دونالد ترامب، المرشح الجمهوري، ونائبة الرئيس كامالا هاريس، المرشحة الديمقراطية، ويتحدث البعض عن ظاهرة متوقعة قد تؤثر على مسار الانتخابات وتعيد للأذهان سيناريوهات سابقة، وهي ظاهرة “السراب الأحمر” أو ما يعرف بـ “التحول الأزرق”.

السراب الأحمر وتأثيره على نتائج الانتخابات

حسب شبكة “سي إن إن” الأمريكية، فإن ظاهرة “السراب الأحمر” التي قد تلعب دوراً بارزاً في الانتخابات الحالية، تُعرف بتحقيق الجمهوريين تقدماً ملحوظاً في بداية فرز الأصوات، بمجرد إغلاق صناديق الاقتراع ليلة الانتخابات، قبل أن تتبدل الأوضاع لصالح الديمقراطيين مع بدء فرز بطاقات الاقتراع المُرسلة عبر البريد.

أكثر الولايات زيارةً

وتُظهر البيانات أن هذا التحول يحدث عادة في الساعات الأخيرة من ليلة الانتخابات أو في اليوم التالي، بعد فرز الأصوات البريدية التي يميل الديمقراطيون إلى التصويت بها بشكل كبير.

الخلفية التاريخية لظاهرة “السراب الأحمر”

برزت هذه الظاهرة بشكل لافت في الانتخابات الرئاسية لعام 2020، حيث أشار الرئيس السابق ترامب إلى “السراب الأحمر” لدعم مزاعمه بشأن تزوير الانتخابات، ورغم تقدمه في بداية الفرز إلا أن نتائج الاقتراع عبر البريد التي كانت مرتفعة لصالح الديمقراطيين قلبت الموازين في وقت لاحق.

كما شهدت الانتخابات السابقة عام 2016 تحولات مشابهة، إلا أنها لم تكن كافية لإيصال هيلاري كلينتون إلى البيت الأبيض رغم فوزها بالتصويت الشعبي.

تحديات فرز الأصوات وإعلان النتائج

في انتخابات 2020، استمر فرز الأصوات لعدة أيام، حيث كانت النتائج النهائية غير واضحة في العديد من الولايات الرئيسية مثل جورجيا، ميشيجان، بنسلفانيا، وويسكونسن، وواجهت عملية الفرز تحديات بسبب الاقتراع المبكر والبريدي، الذي استغرق وقتاً أطول مقارنةً بأوراق الاقتراع المفرزة في يوم الانتخابات.

وحسب تقرير لمعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، فإن المقاطعات التي فاز بها بايدن كانت تُحصى بشكل أبطأ من تلك التي فاز بها ترامب، خاصة في الولايات التي يسيطر عليها الديمقراطيون، مما أضاف مزيداً من التعقيد لعملية الإعلان عن النتائج النهائية.

التغيرات المحتملة في 2024

يوجد مؤشرات على أن عملية فرز الأصوات قد تكون أسرع هذا العام في بعض الولايات، فمثلاً، في ولاية جورجيا أدت التعديلات على قانون الانتخابات إلى زيادة نسبة التصويت الشخصي المبكر، مما قد يساهم في تسريع فرز بطاقات الاقتراع البريدية، كما ألغت ولاية كارولينا الشمالية قبول بطاقات الاقتراع عبر البريد التي تصل بعد يوم الانتخابات، ما قد يحد من التأخيرات.

أما في ولايات مثل بنسلفانيا وويسكونسن، فلا يمكن معالجة بطاقات الاقتراع إلا في يوم الانتخابات، لكن المسؤولين يأملون في أن تساهم الخبرات المكتسبة منذ 2020، بالإضافة إلى عدد أقل من الأوراق، في تسريع العملية، وفي ميشيجان، تأمل وزيرة الخارجية الديمقراطية جوسلين بنسون أن تنتهي عملية الفرز خلال اليوم التالي للانتخابات.

لا توجد مؤشرات واضحة

لا يمكن لأحد حتى الآن أن يتنبأ بنتائج الانتخابات الرئاسية الأمريكية لعام 2024، كما لا توجد مؤشرات واضحة حول الفترة التي ستستغرقها عملية فرز الأصوات. ومع ذلك، يبقى الانتظار والترقب سيدا الموقف، فيما يواصل المرشحون حملاتهم حتى اللحظة الأخيرة.

ومن المتوقع أن تظل النتائج غير مؤكدة حتى انتهاء فرز جميع الأصوات الرسمية، الذي قد يمتد إلى ما بعد 11 ديسمبر 2024، الموعد النهائي لاعتماد النتائج.

ربما يعجبك أيضا