الصين ترسل حاملة طائرات قرب تايوان.. بماذا ردت أمريكا؟

محمد النحاس

حلقة جديدة من حلقات التوتر بين واشنطن وبكين، على خلفية طبيعة العلاقة مع جزيرة تايوان، ما التفاصيل؟


أرسلت الصين حاملة طائرات قبالة الساحل الجنوبي الشرقي لجزيرة تايوان، وفقًا لما نقلت وكالة أنباء رويترز.

ويتزامن هذا مع زيارة رئيسة تايوان تساي إنج ون، للولايات المتحدة، حيث التقت كما كان مقررًا خلال رحلتها، رئيس مجلس النواب الأمريكي كيفن مكارثي، في لوس أنجلوس، وهي الزيارة التي أغضبت بكين وحذرت من تبعاتها.

توترات بمضيق تايوان

قالت وزارة الدفاع التايوانية، أمس الأول الأربعاء 5 إبريل 2023، إن مجموعة سفن صينية وحاملة طائرات، تحركت في المياه المقابلة للساحل الجنوبي الشرقي للجزيرة، وفقًا لرويترز.

ووفق بيان لوزارة الدفاع التايوانية، كانت السفن في طريقها للتدريب، غرب المحيط الهادئ، وكانت القوات البحرية والجوية التايوانية وأنظمة الرادار الأرضي تراقبها من كثب، وتتابع تحركها.

وحسب وزارة الدفاع التايوانية، مرت السفن الصينية التي كانت تقودها حاملة الطائرات شاندونج، عبر قناة باشي التي تفصل تايوان عن الفلبين، ثم إلى المياه الواقعة جنوب شرق تايوان.

لا حاجة إلى الرد

في وقت سابق، قال نائب وزير الدفاع التايواني بو هورنج هوي، إن وزارة الدفاع التايوانية لديها “خطط طوارئ” لأي تحركات من جانب الصين خلال زيارة رئيسة تايوان تساي إنج ون للولايات المتحدة، وفقًا لما نقلت شبكة “سي إن إن” الأمريكية.

وآنذاك، شدد المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية وانج وين بين، على معارضة بكين للزيارة “تحت أي مسمى ولأي سبب”، ليرد منسق الاتصالات الاستراتيجية في مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض، جون كيربي، على التصريحات الصينية، بأنه “لا يوجد ما يستدعي من بكين أي رد مبالغ فيه”، لأن عمليات العبور عن طريق الولايات المتحدة “معتادة”وفقًا لوكالة “فرانس برس”.

وتدين الصين العلاقات الأمريكية التايوانية، وتزعم أن تايوان جزء من البر الرئيس لها، محتفظة بحقها في السيطرة عليها، ولا تستبعد في ذلك الطرق العسكرية، وقد ظهر هذا النهج في الأشهر الأخيرة، لكن من الممكن أن تكون تجربة روسيا في أوكرانيا جعلت الصين أكثر تريثًا في هذا الصدد، خاصةً بعد العقوبات غير المسبوقة التي فرضها الغرب على موسكو.

مناورات بحرية دورية

تجري الصين بانتظام مناورات بحرية وجوية بالقرب من الجزيرة، وأحيانًا تخترق المجال الدفاعي لتايوان. وكان أكبر هذه المناورات، التدريبات الضخمة التي أجرتها الصين في شهر أغسطس من العام الماضي، بعد زيارة رئيسة مجلس النواب الأمريكي السابقة، الديموقراطية، نانسي بيلوسي لتايوان، خلال توليها المنصب.

وعلى غرار بيلوسي، يشدد مكارثي على عزمه زيارة الجزيرة، رغم الإدانات الصينية الواسعة. وقال مكارثي في وقت سابق إن لقاءه رئيسة تايوان في الولايات المتحدة “لا علاقة له بالزيارة التي يعتزم إجراءها”.

ومن المعتاد أن تلتقي الرئيسة التايوانية نوابًا من الكونجرس الأمريكي، ولطالما شدد المسؤولون بالولايات المتحدة على “عدم رسمية الزيارة”، ومع ذلك ترفضها الصين بنحو قاطع، وتصر على عدم وجود علاقات دبلوماسية تجمع أي دولة بالجزيرة، وتفرض على أي بلد له علاقات مع الصين قطع علاقاته مع تايوان.

مواصلة الجهود التايوانية

قالت وزارة الدفاع التايوانية، في بيانها حول مهمة شاندونج الأخيرة بالقرب من الجزيرة، إن “الضغط الخارجي لن يعيق عزمنا على الذهاب إلى العالم”، وأضاف بيان الوزارة إن “الشيوعيين الصينيين يواصلون إرسال طائرات وسفن للتوغل في البحار والمجال الجوي حول تايوان”.

وأضافت الدفاع التايوانية: “التحركات الصينية تمثل تهديدًا كبيرًا لأمننا القومي، وكذلك تقوض الأمن والاستقرار الإقليميين”، متابعة: “هذه الأعمال ليست بأي حال من الأحوال أفعال دولة مسؤولة”.

ربما يعجبك أيضا