الصين تستعد للحرب.. حملة تطهير واسعة في الجيش

قرر الرئيس الصيني، شي جين بينج، تغيير القيادة العليا لقوة الصواريخ الصينية، المسؤولة عن جميع الرؤوس النووية الصينية البالغ عددها 400 تقريبًا.

ونشرت مجلة نيوزويك الأمريكية، أمس الاثنين 14 أغسطس 2023، مقالًا للكاتب جوردون تشانج، يرى أن هذه التغييرات التي وصفت بغير المسبوقة، إنذارًا من الصين بالحرب لإعادة تايوان تحت سيادتها.

القضاء على الفساد

قال تشانج إن شي أقال عددًا من قادة القوة الصاروخية، منهم القائد لي يوتشاو، ولم يشاهدهما أحد مرة أخرى، وإن النائبين تشانج تشن تشونج وليو جوانجبين اختفيا.

وفي نفس الوقت تقريبًا، ورد أن نائب قائد قوات الصواريخ، وو جوهوا، انتحر في أوائل يوليو الماضي، ضمن حالات انتحار لكبار ضباط الجيش الصينيين. ووصفت المجلة الأمريكية أن بدائل الشخصيات المقالة غير متوقعة.

اقرأ أيضًا: شي جين بينج لكيسنجر: الصين لا تنسى أبدًا أصدقاءها القدامى

وأشارت نيوزويك إلى أن المحللين الأمريكيين يعتقدون أن هذه الإجراءات تهدف إلى القضاء على الفساد المستشري، المتمثل بالرتب العليا بجيش التحرير الشعبي، على سبيل المثال. زوصف كريس باكلي من صحيفة نيويورك تايمز تلك التغييرات بأنها “غير مبررة”.

الرئيس الصيني جي جين بينج

شي يطهر الجيش من الضباط المعارضين

قال مصدر تحدث دون الكشف عن هويته لصحيفة جنوب الصين الصباحية في هونج كونج: “كان جميع القادة يتمتعون بسمعة طيبة قبل ترقيتهم، في الواقع من غير المرجح أن يكون الفساد هو السبب وراء حملة التطهير التي ينفذها شي”.

وشددت نيوزويك على أن وراء ذلك سببًا آخر يكمن في أنه منذ بداية العام كان بينج يطهر الجيش من الضباط المعارضين لخوض الحروب، ودائمًا ما يتحدث بلغة الحرب في هذه الفترة.

اقرأ أيضًا: قادة غربيون يتوافدون إلى الصين.. هل انتقلت زعامة العالم إلى شي جين بينج؟

وأرجعت المجلة الأمريكية رغبة شي في خوض الحرب إلى سياساته التي تتسبب في تفاقم الأزمات في البلاد، مثل تفضيله مؤسسات الدولة على الشركات الخاصة والأجنبية.

زعيم الصين شي جين بينج

مواجهة الأزمات الخارجية

المقلق، حسب المقال، هو تسبب شي في انقطاع العلاقات مع الدول الأخرى، في الوقت الذي قال فيه الرئيس الأمريكي، جو بايدن، الأسبوع الماضي في ولاية يوتا: “الصين في مأزق”.

وأوضحت نيوزويك أن المخرج الوحيد للزعيم الصيني هو حشد شعبه لمواجهة الأزمات الخارجية، مشيرة إلى أن العقيدة الصينية هي التهديد باستخدام الأسلحة النووية، لمنع الولايات المتحدة والبلاد الأخرى من تقديم المساعدة لتايوان.

وخلال حكم شي، وجهت بكين دوريًّا تهديدات غير مبررة بقتل الأمريكيين، وبدءًا من عام 2021 هددت بقتل اليابانيين والأستراليين أيضًا، وعلاوة على ذلك حذرت الصين أيضًا من أنها ستقصف تايوان.

الجيش الصيني

عدم الاستقرار

يحتاج شي إلى قادة موالين له في القوة الصاروخية، لتنفيذ أوامر بخصوص إطلاق أسلحة نووية، خاصة إذا كانت المراحل الأولى من الحرب لا تسير على ما يرام بالنسبة إلى الصينيين، وهذا ما شدد عليه الباحث في المركز الدولي للتقييم والاستراتيجية، ريتشارد فيشر.

وقال الباحث من معهد ماكدونالد-لوريير (مقره أوتاوا)، تشارلز بيرتون، إن الصورة القائلة بأن شي يتولى بحزم قيادة الحزب الشيوعي، تتناقض مع تزايد الأدلة على عدم الاستقرار في صفوف القيادة العسكرية للصين، وإن الإقالات ما هي إلا إشارة إلى وجود استياء كبير داخل الجيش الصيني من شي.