الطائرات المُسيرة الإيرانية.. من التقنية إلى أداة تهديد

يوسف بنده

بعد رفض إيران النقاش حول برنامجها الصاروخي الذي يهدد أمن المنطقة، بدأت الطائرات المُسيرة الإيرانية تظهر كأداة تهديد أخرى، أكثر منها كتقنية قد توصلت إليها تكنولوجيا إيران.


كان نجاح الطائرات المسيرة التابعة للقوات الأمريكية في منطقة الخليج، في تنفيذ مهام معقدة من القتال والاغتيال والمراقبة، السبب الرئيس في اهتمام إيران بامتلاك هذا النوع من السلاح.

والطائرة المسيّرة أو الطائرة بدون طيار أو الدرون، هي طائرة تُوجه عن بعد أو تبرمج مسبقًا لطريق تسلكه. في الغالب تكون محملة بأجهزة الكاميرا أو القذائف أو الأسلحة. والاستخدام الأكبر لها هو الأغراض العسكرية كالمراقبة والتجسس والهجوم والاغتيالات والمهام الانتحارية.

مشروع المُسيرات الإيرانية

رغم أن تاريخ استخدام الطائرات المسيَّرة في إيران يعود إلى ما قبل ثورة عام 1979، حيث استُخدمت في جيش الشاه، فإن الحرب العراقية-الإيرانية التي وقعت بعد الثورة الإيرانية، لها الدور الأكبر في تطوير مشروع الطائرات المُسيرة الإيرانية. ففي تقرير لمركز “حرمون“، استخدمتها إيران لمهام تجسسية، وأخذ الحرس الثوري الإيراني بعض هواة صناعة تلك الطائرات إلى هذه الحرب.

ووسط تلك المعارك تعاون الحرس مع مصمميها لحل عيوب هذه الطائرات التي كانت لبنة الأساس في مشروع صناعة الطائرات المسيَّرة الإيرانية. وبعد انتهاء الحرب، بدأ الاهتمام في الجامعات والمصانع الإيرانية لتطويرها وتصنيعها. وتُعدّ الشركة الإيرانية لصناعة الطائرات (هسا)، وصناعات القدس الفضائية، من أهم المراكز في إيران لتصميم وإنتاج عائلات الطائرات المسيَّرة والنسخ المتطورة منها.

Shahed 129 4

أشهر المُسيرات الإيرانية

تعد الطائرة المُسيرة مهاجر 6 أشهر المسيرات، وهي طائرة قتالية واستطلاعية، مزودة بقنابل ذكية دقيقة الإصابة، وترسل المعلومات مباشرة، وهي المتوسطة المدى، يبلغ مداها 200 كم، وحمولتها 40 كجم، وقدرة تحليقها 12 ساعة، أيضًا، الطائرة شاهد 129، وهي طائرة قتالية بإمکانها تنفيذ مهامّها لمسافة تصل إلى 2000 كم من القاعدة التي تنطلق منها، وقادرة على حمل الصواريخ الذکية والتحليق لمدة 24 ساعة.

والطائرة غزة شاهد 129، وهي نسخة مماثلة للمسيرة الأمريكية إم كيو 9، ويصل مداها إلى 4000كم وتعمل حتى 35 ساعة متواصلة وسرعتها المتوسطة 350 كيلومترًا في الساعة. ويمكنها حمل 500 كجم من الأسلحة والمتفجرات. والطائرة فطرس، الكبيرة الحجم، تقوم بهام استطلاعية ومهام قتالية ضد المدرعات والدبابات، ويصل مداها إلى 2000كم، والتحليق لمدة 30 ساعة مستمرة، حسب تقرير “ايران دبلوماسي“.

سلاح استراتيجي

بدأت إيران تتعامل مع برنامج إنتاج المُسيرات بصفته سلاحًا استراتيجيًّا إلى جانب برنامجها الصاروخي، خاصة أنها تستفيد هذه البرامج في دعم ميليشياتها في المنطقة والعالم، كقوة ردع بديلة للسلاح النووي. إذ يقول مستشار القائد العام للجيش الإيراني، أمير حاتمي: إن كان العالم قد أدرك الدور الذي أداه سلاح المُسيرات خلال الحربين في أذربيجان وفي أوكرانيا، فنحن قد أدركنا ذلك منذ مرحلة مبكرة، حسب “تيتربرتر“.

وبعد ما أصبحت الصواريخ الإيرانية في متناول الحلفاء، حماس في غزة وحزب الله في لبنان، والحوثيين في اليمن، والميليشيات الشيعية في العراق، ظهرت الطائرات المسيرة الإيرانية أيضًا في يد هؤلاء الحلفاء بما يشكل تهديدًا لأمن المنطقة واستقرار دولها، حتى أن الكونجرس الأمريكي ناقش قوانين للتصدي للمُسيرات الإيرانية، إلى جانب قيام الإدارة الأمريكية بتفعيل شبكة عملية من المُسيرات الجوية والبحرية لاحتواء التهديدات الإيرانية.

ربما يعجبك أيضا