شهد الأسبوع الماضي سلسلة من الأحداث الجيوسياسية المؤثرة في مستقبل العالم، أبرزها فوز دونالد ترامب برئاسة الولايات المتحدة، وخسارة هاريس، ما يفتح التساؤلات بشأن أسباب خسارة النساء في انتخابات الرئاسة الأمريكية، مع تساؤلات عن اتجاهات السياسة الأمريكية الخارجية في ولاية ترامب الثانية.
وتنتقل الأحداث إلى إفريقيا، حيث كشفت صحيفة “نيويورك تايمز” عن معركة قاسية في صحراء مالي دمرت سمعة فاجنر، والتنافس المُحتدم بين الهند والصين في إفريقيا، بالإضافة إلى صعوبة تدمير حماس، وكيف تخدم إيران وإسرائيل مشروع أمريكا؟، فضلًا عن تسريبات نتنياهو وماذا يعني فوز ترامب، وهل يشعل التحالف بين كوريا الشمالية وروسيا توترات دولية جديدة.
الانتخابات الأمريكية 2024.. ترامب رئيسًا للولايات المتحدة
حسم المرشح الجمهوري دونالد ترامب انتخابات الرئاسة الأمريكية لعام 2024، متفوقًا على منافسته الديمقراطية كامالا هاريس، بعدما تجاوز حاجز الـ270 صوتًا في المجمع الانتخابي.
وقالت صحيفة “ذا هيل” الأمريكية، الأربعاء 6 نوفمبر 2024، إن الفوز بعد معركة انتخابية حامية وملاحقات قضائية لا تزال مستمرة، وبهذا الانتصار، يعود ترامب إلى البيت الأبيض ليصبح الرئيس الـ47 للبلاد، ويبدأ فترة ولايته الجديدة لمدة 4 سنوات اعتبارًا من يناير المقبل.
الانتخابات الأمريكية.. ماذا تعني عودة ترامب إلى البيت الأبيض؟
وعد المرشح الجمهوري للرئاسة، دونالد ترامب، بإصلاح شامل في سياسة الهجرة الأمريكية حال فوزه بالانتخابات، معززًا خططه لتطبيق تدابير أكثر صرامة من تلك التي اتخذها خلال ولايته الأولى، ما يعكس انقسامًا أوسع نطاقًا في المجتمع الأمريكي.
وتركز وعوده الجديدة على مجموعة من التدابير التي يعتبرها ضرورية لمعالجة ما يسميه “أزمة وطنية”، ما أثار نقاشات واسعة عن الجوانب القانونية والأخلاقية لهذه السياسات، حسب إذاعة صوت ألمانيا “دويتشه فيله” الأربعاء 6 نوفمبر 2024.
أمريكا والسقف الزجاجي.. متى تكسر النساء حاجز الرئاسة؟
بعد خسارة كامالا هاريس أمام دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية، تبرز من جديد التساؤلات عن الصعوبات التي تواجهها النساء في الوصول إلى أعلى منصب سياسي بالبلاد، ورغم التقدم الكبير الذي حققته النساء في جميع مجالات الحياة الأمريكية، فإن حلم الوصول إلى الرئاسة لا يزال بعيد المنال.
من أهم العوامل التي تعيق فرص النساء في الفوز بالرئاسة هي الثقافة السياسية السائدة في الولايات المتحدة، والدعم المالي المحدود، والتحيزات الثقافية والإعلامية، وتحديات الهيمنة الذكورية، وصورة الإعلام المنحازة ضد النساء، ما يجعل فوز امرأة برئاسة الولايات المتحدة هدفًا لم يتحقق بعد.
ترامب رئيسًا.. أين تتجه سياسة أمريكا الخارجية؟
سيكون تأثير دونالد ترامب على السياسة الخارجية الأمريكية كبيرًا، إذ سيتعامل مع قضايا مثل حرب أوكرانيا والشرق الأوسط والعلاقات مع الصين وكوريا الشمالية بشكل مختلف عما كان عليه في فترة حكمه الأولى، ومن المحتمل أن يسعى ترامب إلى إجبار كييف وموسكو على التوصل إلى هدنة على الأقل على طول خطوط المواجهة الحالية، وهو ما قد يشمل قبول روسيا بمكاسبها الإقليمية، وفقًا لتقرير نشرته شبكة “سي إن إن” الأمريكية، الأربعاء 6 نوفمبر 2024.
وفي الشرق الأوسط، أبدى ترامب دعمًا قويًا لإسرائيل، ويبدو أنه سيواصل هذه السياسة في ولايته الثانية، وفيما يتعلق بالصين، فإن ترامب سيواصل على الأرجح سياسة الضغط الاقتصادية، وفيما يتعلق بكوريا الشمالية، ستتبنى إدارة ترامب سياسة الغموض نفسها.
السباق الأغلى تاريخيًا.. كم أنفق ترامب وهاريس في الانتخابات؟
مع انتهاء عملية الاقتراع شهدت الانتخابات الرئاسية الأمريكية إنفاقا تاريخيا من كلا المرشحين، حيث وصل الإنفاق لـ 3.5 مليار دولار في سباقهما للبيت الأبيض، وفق تحليل صحيفة “فاينانشيال تايمز” البريطانية، الأربعاء 6 نوفمبر 2024، وأظهرت التقديمات النهائية في منتصف أكتوبر 2024 أن الحملات والمجموعات الخارجية ولجان الأحزاب قد جمعت معًا حوالي 4.2 مليار دولار.
وتمكنت هاريس من جمع المزيد من الأموال مقارنة بمنافسها، حيث جذب فريقها أكثر من 2.3 مليار دولار وأنفقوا 1.9 مليار دولار، في المقابل، جمعت مجموعات ترامب ولجنة الحزب الجمهوري الوطنية أكثر من 1.8 مليار دولار وأنفقت 1.6 مليار دولار، فيما ذهب نحو نصف إجمالي الإنفاق خلال الحملة الرئاسية نحو الإعلانات ووسائل الإعلام.
كيف انهارت صورة «فاجنر» القاسية في صحراء مالي؟
لسنوات طويلة روجت روسيا لمجموعة فاجنر، كقوة لا تقهر يمكنها حماية قبضة القادة المتحالفين معها على السلطة، ومساعدة جيوشهم في استعادة الأراضي من الجماعات المسلحة، وكشفت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية، في تقرير نشرته الجمعة 1 نوفمبر 2024، عن أحداث الهزيمة الكبرى التي منيت بها “فاجنر” في يوليو 2024، شمالي مالي.
وأطاحت الهزيمة المريرة بسمعة فاجنر ووعودها بأن يكون وجودها في مالي أكثر أمانًا وربحًا من أوكرانيا، وقتل في المعركة ما لا يقل عن 46 مقاتلًا من فاجنر، و24 جنديًّا من الجيش المالي.
«الفكرة لا تموت».. ما تبقى من حماس يصعب تدميره
رغم اعتقاد المسؤولين الإسرائيليين أنهم دمروا جزءًا كبيرًا من القوة العسكرية لحركة حماس، إلا أن ما تبقى منها سيكون من الصعب تدميره، وفق تقرير صحيفة “فاينانشيال تايمز” البريطانية، الثلاثاء 5 نوفمبر 2024.
وتعمل خلايا حماس بشكل مستقل وتحاول إعادة تنظيم صفوفها بطرق مفاجئة، بما في ذلك ما حدث مؤخرًا في مخيم جباليا للاجئين في شمال غزة، ولكن حماس كانت دائمًا أكثر من مجرد قوة شبه عسكرية مخيفة، فهي جزء من النسيج الاجتماعي الفلسطيني الذي يدير بشكل رسمي وغير رسمي مجموعة متنوعة من الوزارات والخدمات الاجتماعية.
تسريبات نتنياهو.. هل عاقبت واشنطن «بيبي» قبل الانتخابات؟
مع زيادة التوترات الإسرائيلية الداخلية، يأتي تسريبا أمنيا يُعدّ من أكبر الفضائح منذ بدء الحرب على غزة، بعدما اعتقل عدة مشتبهين، بينهم مساعد لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ما يثير تساؤلات بشأن الدوافع والجهات المستفيدة من هذه التسريبات.
ووفقًا لما نشره موقع “أكسيوس” الأمريكي، في 1 نوفمبر 2024، من الممكن أن تكون الإدارة الأمريكية وراء هذه التسريبات، حيث شهدت العلاقات بين واشنطن وتل أبيب تباينات ملحوظة بشأن استراتيجية إسرائيل في الحرب، ومرارًا وتكرارًا أبدت الولايات المتحدة استياءها من حجم الأضرار التي أحدثتها العمليات الإسرائيلية.
تحالف المصالح.. كيف تخدم إيران وإسرائيل مشروع أمريكا؟
تتبادل إيران وإسرائيل الأدوار لتحقيق الفوضى في الدول العربية، بينما تهدف إيران للضغطـ، وفق تصريحات الباحث المتخصص في الشؤون السياسية والاقتصادية في آسيا، أبوبكر أبو المجد، لـ”شبكة رؤية الإخبارية”.
وهناك عملية تبادل أدوار بينهما، فتارة تقدم الطغمة الحاكمة في إيران خدمات تعزز مفهوم القوة والسيطرة، سواء على المستوى الاستخباراتي أو العسكري أو الأمني لصالح الكيان الصهيوني، وأحيانًا تقدم دولة الاحتلال هذه الخدمات للطغمة الحاكمة في إيران.
هل يشعل تحالف كوريا الشمالية وروسيا توترات دولية جديدة؟
تشير تقارير إلى احتمال تواجد جنود من كوريا الشمالية في روسيا لدعم العمليات العسكرية في أوكرانيا، وتعرف كوريا الشمالية بميلها لدعم حلفائها عبر تقديم المعدات العسكرية والموارد اللوجستية، لكن إشراك جنودها فعليًّا في ساحة القتال يعد تصعيدًا لافتًا، بحسب صحيفة “التايمز” في تقرير نشرته الاثنين 4 نوفمبر 2024.
وتعد مشاركة كوريا الشمالية في الصراع الروسي الأوكراني تحديًّا واضحًا للمجتمع الدولي وللأمم المتحدة، التي تدين التدخل العسكري الروسي في أوكرانيا وتفرض عقوبات قاسية على كل من موسكو وبيونج يانج.
رابط مختصر : https://roayahnews.com/?p=2040569