العالم في أسبوع| معاناة غزة.. ودعوات لتغيير نهج إيران النووي

بسام عباس
العالم في أسبوع

نستعرض في هذا التقرير أبرز الأحداث السياسية التي وقعت خلال الأسبوع الماضي، منها الاستراتيجيات الجديدة التي تبحثها إسرائيل لمواجهة حماس، وكيف سيواجه سكان غزة الحرب والمجاعة والشتاء في ثلاثية تفتك بالجميع.

وننتقل بعد ذلك إلى ملف النووي الإيراني لنرى عددًا من الدعوات لإيران لإجراء تغيير جذري باستراتيجيتها قبل عودة ترامب، ونناقش خيارات بايدن لضرب نووي إيران، وننطلق شرقًا لنناقش مستقبل العلاقات بين الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية، وما هي خيارات سيول لمواجهة تهديدات جارتها الشمالية.

ونفتح أيضًا في التقرير ملف القواعد الروسية بسوريا، وهل هي ثبات استراتيجي أم تكيّف سياسي، ونستكشف الدول التي تفتح الطريق أمام روسيا لتجاوز العقوبات الأوروبية، ثم نتساءل عن أسباب دعم إيلون ماسك لليمين المتطرف في ألمانيا، وننتقل إلى غرب إفريقيا لنتعرف على أسباب إنهاء ساحل العاج للوجود العسكري الفرنسي، وأخيرًا نطرح تساؤلًا بشأن مدى نجاح الثورة ببنجلاديش في بناء الديمقراطية.

إسرائيل تبحث عن استراتيجيات جديدة لمواجهة حماس

حركة حماس

عقد وزير الدفاع الإسرائيلي، إسرائيل كاتس، اجتماعًا وزاريًا، لمناقشة أفضل الطرق لتدمير القدرات الحاكمة لحركة حماس في قطاع غزة.

وأوضحت صحيفة “جيروزاليم بوست” الإسرائيلية، الخميس 2 يناير 2025، أن الاجتماع، الذي حضره عدد من كبار المسؤولين الإسرائيليين، استعرض جميع الاستراتيجيات التي تم اتباعها حتى الآن لإضعاف حكم حماس السياسي في غزة، كما ناقش مقترحات جديدة لتدمير البنية التحتية للحركة، وقدرتها على تنفيذ العمليات العسكرية والمدنية.

وناقش المشاركون في الاجتماع الخيارات الإضافية التي يمكن استخدامها للقضاء على قدرات حماس الحاكمة، بما يشمل تقويض بنيتها التحتية وقدرتها على إدارة العمليات العسكرية والمدنية، ومع ذلك، ظل الغموض يحيط بدور هذه اللجنة وفعاليتها، وما إذا كان سيتم التوصل إلى قرارات نهائية في المستقبل القريب.

الحرب والمجاعة والشتاء.. معاناة ثلاثية تفتك بسكان غزة

مساعدات غزة

مع تزايد الجهود الدولية للتوصل إلى هدنة بين إسرائيل وحركة حماس، تتفاقم الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة بصورة غير مسبوقة.

وتواجه غزة أزمة غذائية حادة، حيث أصبحت المواد الأساسية مثل الفول والعدس تعتمد على المساعدات الإنسانية، بينما تُباع البيضة الواحدة بـ15 شيكلًا (4 دولارات)، وأصبحت الفاكهة واللحوم خارج متناول معظم السكان.

وحذرت الأمم المتحدة من أن 1.95 مليون شخص في غزة مهددون بالمجاعة إذا لم يُرفع حجم المساعدات بشكل كبير، ومع ذلك، تُقيد إسرائيل دخول الإمدادات، لا سيما الوقود اللازم لتشغيل المستشفيات والملاجئ، بحجة مخاوف أمنية، ومع دخول فصل الشتاء، أصبحت الظروف أكثر قسوة على السكان، أدى البرد القارس في المخيمات المؤقتة إلى وفاة 4 أطفال خلال أسبوع واحد، وسط نقص حاد في الملابس والأغطية.

دعوات لإيران لإجراء تغيير جذري باستراتيجيتها قبل عودة ترامب

ترامب وخامنئي

مع اقتراب عودة الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب إلى البيت الأبيض في 20 يناير الجاري، تتعالى الأصوات المعتدلة داخل إيران مطالبةً بالحوار مع الإدارة الأمريكية الجديدة.

وأوضح مدير صحيفة “ستاره صبح” الإصلاحية الإيرانية، علي صالح آبادي، السبت 28 ديسمبر 2024، أن هناك مؤشرات جادة من داخل إيران تؤكد رغبة طهران في التغيير، محذرًا من مساع المتطرفين في الداخل، أو إسرائيل في الخارج، لإفشال الحوار بين واشنطن وطهران.

وأشار إلى وجود توافقات جانبية تجري بخصوص منطقة الشرق الأوسط وقضاياها مثل سوريا والعراق، وذلك بمشاركة حلفاء دوليين لطهران مثل روسيا والصين، ودون إشراك لإيران في تلك التوافقات، لافتًا إلى أن الصينيين يرحبون برفع الولايات المتحدة العقوبات عن إيران، وهو ما لا يتوافق مع رغبة موسكو، التي تعارض بشدة رفع العقوبات المفروضة على الطاقة والوقود، لأن إيران تنافسها في مجال الطاقة.

السيناريوهات والتحديات.. خيارات بايدن لضرب النووي الإيراني

النووي الإيراني

ناقش مستشار الأمن القومي الأمريكي، جيك سوليفان، مع الرئيس الأمريكي، جو بايدن، خيارات هجومية مُحتملة ضد المنشآت النووية الإيرانية، إذا قررت إيران الاقتراب من تطوير سلاح نووي قبل 20 يناير، وقد بقيت هذه المناقشات سرية حتى الآن.

وفي اجتماع سري عُقد قبل عدة أسابيع، قدّم سوليفان لبايدن عدة سيناريوهات بشأن كيفية الرد على احتمالات تقارب إيران من امتلاك سلاح نووي، ورغم أن الاجتماع لم يتضمن قرارًا حاسمًا من الرئيس، إلا أنه كان جزءًا من “تخطيط سيناريو حكيم” بشأن الخيارات المُتاحة في حالة اتخاذ إيران خطوات جديدة نحو تخصيب اليورانيوم إلى 90% قبل انتهاء ولاية بايدن.

أوضح موقع “أكسيوس” الأمريكي، الجمعة 3 يناير 2025، أن الاجتماع لم يكن نتيجة لمعلومات استخباراتية جديدة أو لتحديد قرار نهائي بشأن الضربة العسكرية، بل كان جزءًا من مناقشات لتقييم كيفية تصرف الولايات المتحدة في حال قررت إيران تخصيب اليورانيوم بمستوى عالٍ قبل مغادرة الرئيس بايدن البيت الأبيض.

الردع الأمريكي أم سلاح نووي.. خيارات سيول لمواجهة التهديدات

كوريا الجنوبية وسباق التسلح النووي
منذ عقود، اعتمدت كوريا الجنوبية على الولايات المتحدة لضمان أمنها في مواجهة تهديدات كوريا الشمالية النووية التي بدأت خطواتها الأولى نحو تطوير أسلحة نووية خلال فترة الحرب الباردة، واختبرت قنبلتها النووية الأولى عام 2006.

وأصبحت بيونج يانج تشكل تهديدًا متزايدًا من خلال تعزيز قدراتها النووية والصاروخية، حيث تطلق بشكل منتظم تهديدات ضد جارتها الجنوبية، بحسب تقرير لمجلة “فورين أفيرز” الأمريكية، الاثنين 30 ديسمبر 2024.

ومع تصاعد تهديدات كوريا الشمالية وضعف الضمانات الأمريكية، تجد كوريا الجنوبية نفسها أمام خيارات صعبة، والخيار النووي، رغم كونه محفوفًا بالمخاطر، قد يكون السبيل الوحيد لضمان أمنها القومي، وبينما يظل المستقبل غير واضح، فإن الاتجاه المتزايد نحو تأييد التسلح النووي يعكس إدراكًا متزايدًا للتحديات التي تواجهها البلاد في ظل بيئة أمنية متغيرة.

ما مستقبل تحالف كوريا الجنوبية والولايات المتحدة؟

القوات الأمريكية في كوريا الجنوبية

أثارت المساعي غير الناجحة للرئيس الكوري الجنوبي المعزول، يون سوك يول، بإعلان الأحكام العرفية، والتطورات السياسية في البلاد التي تلت تلك الخطوة، العديد من الأسئلة بشأن مستقبل علاقات الولايات المتحدة مع كوريا الجنوبية.

وجاء في مقال لمجلة “ريسبنسبول ستيت كرافت” الأمريكية، أن تجاهل هذه المسألة قد يكون خطأ كبيرًا، خصوصًا وأن الولايات المتحدة تعتمد بشكل كبير على كوريا الجنوبية ضمن استراتيجيتها في منطقة الإندو-باسيفيك.

وفق المقال المنشور، الجمعة 27 ديسمبر 2024، تمثل كوريا الجنوبية حجر زاوية في التزامات الدفاع الأمريكية بالمنطقة، حيث يتمركز 28.50 ألف جندي أمريكي على أراضيها بموجب معاهدة الدفاع المشترك لعام 1953، ومع تولي الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب منصبه، سيواجه تحديًا في إعادة تقييم التحالف مع كوريا الجنوبية، كما تشير المجلة الأمريكية.

ورغم أنه انتقد سابقًا العلاقة من زاوية تقاسم الأعباء المالية، فإن التطورات الأخيرة تفرض تساؤلات أعمق بشأن مدى تحقيق هذا التحالف للمصالح الأمريكية.

القواعد الروسية في سوريا.. ثبات استراتيجي أم تكيف سياسي؟

القواعد الروسية في سوريا

تعد القواعد العسكرية الروسية في سوريا، مثل طرطوس وحميميم، من أهم الأصول الاستراتيجية لموسكو في الشرق الأوسط.

ونقلت وكالة “سبوتنيك”، عن وزير الخارجية الروسي، سيرجي لافروف، الأحد 29 ديسمبر 2024، أن روسيا لم تتلق أي طلبات من السلطات السورية الجديدة بشأن مراجعة الاتفاقيات المتعلقة بالقواعد العسكرية، مشددًا على أن الوجود العسكري الروسي في سوريا قائم على اتفاقيات دولية شرعية تُبرم وفقًا للقانون الدولي، مشيرًا إلى أن أي تغييرات قد تحدث سيتم التفاوض بشأنها مع القيادة السورية.

وتعكس القواعد الروسية في سوريا التزام موسكو بالثبات الاستراتيجي رغم التحولات السياسية والتهديدات الخارجية، إلا أن مستقبل هذه القواعد يعتمد بشكل كبير على قدرة روسيا على التكيف مع المتغيرات، سواءً على المستوى السياسي أو الأمني.

3 دول تفتح الطريق أمام روسيا لتجاوز العقوبات الأوروبية

كيف أثرت العقوبات الغربية على قدرات روسيا عسكريًا في الحرب الروسية الأوكرانية

رغم العقوبات الصارمة التي فرضها الاتحاد الأوروبي على روسيا ردًا على حربها على أوكرانيا، تستمر شبكات التهريب في توريد السيارات الفاخرة من أوروبا إلى روسيا، حيث يدفع الأثرياء الروس عشرات الآلاف من اليوروهات للحصول على هذه المركبات.

وتمكنت صحيفة “فاينانشيال تايمز” البريطانية، في تقرير نُشِر الاثنين 30 ديسمبر 2024، من تحديد 5 شركات روسية تعرض تهريب سيارات أوروبية فاخرة بمحركات كبيرة تخضع للعقوبات التي فرضت في 2022، ضمن حظر تصدير السلع الفاخرة إلى روسيا.

وفق التقرير، تستغل شبكات التهريب دولًا ثالثة مثل قيرغيزستان وكازاخستان لتصدير السيارات من أوروبا إلى روسيا، وعلى سبيل المثال، تم تهريب سيارة Mercedes-Benz S350 عبر قيرغيزستان قبل أن تُسجّل لاحقًا في موسكو.

لماذا يدعم إيلون ماسك اليمين المتطرف الألماني؟

ماسكأشاد إيلون ماسك، مالك إكس وتسلا وسبيس إكس، والحليف السياسي للرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، بـ”حزب البديل من أجل ألمانيا” قبل الانتخابات الألمانية المُقرر إجراؤها في 23 فبراير المقبل، وفي منشور على إكس، قال ماسك: “فقط حزب البديل من أجل ألمانيا يمكنه إنقاذ البلاد”.

وأوضح موقع إذاعة “صوت أمريكا”، في تقرير نشرته 24 ديسمبر 2024، أن حزب البديل من أجل ألمانيا يحتل المركز الثاني في استطلاعات الرأي، بنحو 19٪، ويدعو مشروع البيان الانتخابي للحزب إلى اتخاذ إجراءات صارمة ضد الهجرة، وخروج ألمانيا من الاتحاد الأوروبي، وإنهاء الدعم الألماني لأوكرانيا في حربها ضد الغزاة الروس.

وأضاف أن “المكتب الفيدرالي الألماني لحماية الدستور” وصف حزب البديل من أجل ألمانيا بأنه منظمة يمينية متطرفة مشتبه بها، وهو ما يرفضه الحزب، فيما انتقد المشرعون من مختلف الطيف السياسي تدخل ماسك يوم الجمعة الماضي، ورغم ذلك، قال المستشار الألماني أولاف شولتز إنه جزء من الديمقراطية.

تحولات غرب إفريقيا.. ساحل العاج تنهي الوجود العسكري الفرنسي

ساحل العاج وفرنسا

أعلنت ساحل العاج رسميًّا، اليوم الثلاثاء 31 ديسمبر 2024، إنهاء الوجود العسكري الفرنسي على أراضيها، في تطور يعكس تحولات عميقة في العلاقات بين فرنسا ومستعمراتها السابقة في غرب إفريقيا، وحسب وكالة “سبوتنيك” الروسية، أعلن رئيس ساحل العاج، الحسن واتارا، انسحاب القوات الفرنسية، مشيدًا بقدرات القوات المسلحة لبلاده.

ولم تكن ساحل العاج الدولة الوحيدة التي اتخذت خطوة لإنهاء الوجود العسكري الأجنبي، فقد أعلن الرئيس السنغالي، باسيرو ديوماي فاي، عزم بلاده إنهاء وجود القوات الأجنبية بحلول 2025، وقال في كلمته بمناسبة العام الجديد: “لقد وجهت وزير القوات المسلحة باقتراح مبدأ جديد للتعاون في مسائل الدفاع والأمن مع جميع الأصدقاء كشركاء استراتيجيين”.

ومع تصاعد التحديات الأمنية نتيجة “الفراغ الأمني”، يبقى مستقبل العلاقات بين إفريقيا والقوى الدولية محكومًا بمدى قدرة هذه الدول على إيجاد بدائل مستدامة تحقق الأمن والاستقرار لشعوبها.

«بين الثورة والإصلاح» هل تنجح بنجلاديش في بناء الديمقراطية؟

احتجاجات بنجلاديش

مع تزايد الاحتجاجات، تحولت بنجلاديش إلى ساحة للمعركة بين السلطات والمتظاهرين، ومع تزايد العنف، قررت الشيخة حسينة الهروب إلى الهند على متن طائرة هليكوبتر، في خطوة أثارت موجة من الاستنكار بين المواطنين، وذلك حسب ما نشرت صحيفة “الاندبندنت” البريطانية منتصف الأسبوع.

من أبرز القضايا التي تواجه الحكومة الانتقالية هي الأزمة الاقتصادية، فقد انخفضت احتياطيات بنجلاديش من العملات الأجنبية بمقدار 1.23 مليار دولار بحلول نهاية نوفمبر 2024، وهو ما أثر سلبًا على استقرار الاقتصاد.

من بين النقاط التي تثير قلقًا كبيرًا في بنجلاديش هو غياب الجدول الزمني للانتخابات المقبلة، وتطالب العديد من الأحزاب السياسية، بما في ذلك “حزب بنجلاديش الوطني” بقيادة خليدة ضياء، الحكومة المؤقتة بضرورة وضع خطة واضحة لإجراء الانتخابات في أقرب وقت ممكن.

ربما يعجبك أيضا