المحادثات بين واشنطن وطهران تمضي بطريقة صعبة لكن الطرفين يحافظان على مبدأ المفاوضات.
توالت زيارات مسؤولين عمانيين وقطريين لطهران، الأيام الماضية، لتحريك ملف المحادثات بين الولايات المتحدة وإيران في إطار اتفاق مؤقت.
لكن يبدو أن واشنطن التي عززت وجودها العسكري بمنطقة الخليج تسعى لتباع سياسة مع طهران تضمن بها التزامها تجاه نزع التوتر والحفاظ على استقرار المنطقة، بما يمهد لاتفاق نووي دائم بين الطرفين.
اقرأ أيضًا: وسط استعراض للقوة.. واشنطن وطهران تسعيان لحوار أوسع
الخطة «ج»!
كتبت صحيفة آرمان امروز الإيرانية، اليوم الأحد 30 يوليو 2023، أن إدارة الرئيس الأمريكي، جو بايدن، انتقلت إلى الخطة “ج” في التعامل مع إيران، بهدف التوصل إلى اتفاق مؤقت غير مكتوب، تمهيدًا لخطوة تالية، وذلك لتخفيف التوتر ولخلق ظروف أكثر ملائمة للمفاوضات بين الطرفين.
وأوضحت الصحيفة أن الخطة الجديدة لا تخلو من الاستمرار في الحرب الناعمة وعملية الضغط على إيران، لكنها تعتمد على مبدأ التجميد مقابل التجميد، ما يعني عرقلة آليات العقوبات الأمريكية مقابل وقف التصعيد النووي الإيراني.
وأشار التقرير إلى التنسيق بين الولايات المتحدة وأوروبا بشأن العقوبات على طهران، خاصة وأن إيران على موعد في أكتوبر المقبل مع رفع العقوبات الأممية عن أسلحتها التقليدية، في حين أن أوروبا تعتزم فرض عقوبات على صواريخ إيران الباليستية وطائراتها المسيّرة.
اقرأ أيضًا: جهود عُمان وقطر للتهدئة بين واشنطن وطهران تؤتي ثمارها
خطة معادية في الكونجرس
حسب آرمان ملي، أقرت لجنة السياسة الخارجية يالكونجرس خطة لجعل العقوبات على إيران دائمة. وأوضحت أن الملف النووي الإيراني أصبح تحديًا خطيرًا بين الجمهوريين والديمقراطيين، لدرجة أن لوبي لجنة الشؤون العامة الأمريكية الإسرائيلية (إيباك) يسعى لضم ديمقراطيين من الحزب الحاكم إلى معارضة الاتفاق.
وحسب تقرير الصحيفة الإيرانية، لا قلق من هذه الخطة، لأن تفعيلها يحتاج إلى موافقة الرئيس الأمريكي، الذي يصر على خفض التوتر مع إيران، وتدل المؤشرات على رغبة متبادلة بين واشنطن وطهران للتوصل إلى اتفاق، قد يتزامن مع انتخابات الرئاسة الأمريكية، وضربت الصحيفة مثالًا بإصرار بايدن على الحوار الدبلوماسي مع الصين.
ويبدو أن الرئيس الأمريكي يلتزم بسياسة العصا والجزرة مع إيران، خشية غضب الجمهوريين الذين يتربصون بالاتفاق مع إيران، في الوقت الذي يواجه فيه بايدن حربًا إعلامية شرسة قبيل الانتخابات الرئاسية القادمة.
اقرأ أيضًا: في بريد الدوحة.. رسالة من واشنطن إلى طهران بشأن الاتفاق المؤقت
أزمة الأموال المجمدة
يبدو أن اتفاق السجناء الأمريكيين مقابل أموال إيران المجمدة لا يمضي بنحو سلس بين واشنطن وطهران، فحسب وكالة ارنا الإيرانية، فإن حصول إيران على أموالها المجمدة في كوريا الجنوبية لا يزال يواجه صعوبات.
وأرسل الرئيس الإيراني، إبراهيم رئيسي، لائحة إحالة النزاع بين البنك المركزي الإیرانی وحكومة كوريا الجنوبیة إلى البرلمان الإيراني، بهدف اتخاذ الإجراءات القانونية بهذا الشأن.
وكانت طهران أعلنت أن كوريا الجنوبية قدمت الوعود بالإفراج عن 7 مليارات دولار من أموال إيران المجمدة بالخارج، تودع في البنوك القطرية، إلى جانب 10 مليارات دولار تودع في بنوك سلطنة عمان، وذلك في إطار محادثات عبر وسطاء مع الولايات المتحدة الأمريكية.
اقرأ أيضًا: تحالف روسيا وإيران.. هل تضغط واشنطن على طهران في الخليج؟
رابط مختصر : https://roayahnews.com/?p=1574825