العقاقير الأولية.. مخدرات خفية لا تنشط إلا داخل الجسم

بسام عباس
عقاقير أولية تسبب الهلوسة

توصل تجار المخدرات إلى وسيلة جديدة لخداع وكالات إنفاذ القانون باستخدام عملية التمثيل الغذائي في الجسم عن طريق العقاقير الأولية.

وتعرف العقاقير الأولية بأنها مواد لا يمكن أن تسبب تأثيرًا إلا بعد تكسيرها بواسطة إنزيمات في الجهاز الهضمي، أو تفاعلات كيميائية أخرى في الجسم.

العقاقير أولية

قال موقع كونفرزيشن الأمريكي إن “معظم الأدوية غير المشروعة تعمل من خلال التفاعل مع مستقبلات محددة لخلايا الدماغ، ما يؤدي إلى تحفيز أو منع إطلاق مواد كيميائية تسمى الناقلات العصبية”.

وأضاف، في تقرير نشره الجمعة 25 يوليو 2023، أن هذه العملية تستمر لفترة قصيرة قبل أن تتحول إلى مواد كيميائية غير نشطة أو أقل نشاطًا، وتخلص منها الجسم بعدها في البول.

محاولات دولية للحظر

أشار إلى أنه يجب إزالة جزء صغير من جزيء العقاقير الأولية أو استبداله قبل أن يعمل على المستقبلات داخل الجسم، عن طريق عمليات طبيعية. موضحًا أن مادة (ALD-52) هي دواء أولي يحوله الجسم إلى مخدر الهلوسة (LSD) بعد إزالة ذرتين من الكربون وذرة أكسجين واحدة.

ذكر الموقع أن مادة ALD-52 موجودة منذ الستينيات، إلا أنها اكتشفت رسميًّا لأول مرة عام 2016 في فرنسا، وسارعت الحكومة البريطانية إلى إدراج هذا الدواء الأولي على أنه مادة خاضعة للرقابة عام 2014، على الرغم من عدم وجود تقارير عن مضبوطات مخدرات أو أضرار معروفة، ومنذ هذا الحين، اكتشفت العديد من العقاقير الأولية الأخرى.

وفي إيطاليا، زاد الإقبال على العقاقير الأولية لـLSD، مثل ALD-52، في ذروة جائحة كورونا، أما في اليابان، فتتعامل السلطات مع عدد متزايد من مركبات العقاقير الأولية المماثلة لـ(LSD)، وفي البرازيل، قدمت التقارير الأولى عن هذه الأدوية الأولية في عام 2022.

وفي العام نفسه، أدخلت المملكة المتحدة ضوابط أكثر صرامة على مادة (GBL) التي تباع كمادة مساعدة على التنظيف، وبعد توصيات قوية من المجلس الاستشاري للحكومة بشأن إساءة استخدام العقاقير، صنفت بريطانيا GBL الآن كعقار من الفئة B، إلى جانب القنب والكيتامين.

 صعوبة الاكتشاف

أفاد الموقع الأمريكي بأن المشكلة الرئيسة في العقاقير الأولية تكمن في صعوبة اكتشافها، فقوات الشرطة تحتاج إلى عينات مرجعية لمقارنة العقار، أو معدات متطورة لاكتشاف تركيبته الجزيئية، ولأن قائمة هذه المركبات غير معروفة، ويمكن أن تؤدي التغييرات الكيميائية الدقيقة إلى أنماط مختلفة حين تحليلها، فمن الصعب اكتشافها.

وأشار إلى وجود صعوبات أخرى في العينات البيولوجية (مثل الدم أو البول أو اللعاب)، فعلى الرغم من أن العقاقير الأولية يجب أن تتحول داخل الجسم قبل أن تصبح نشطة، فهي تختفي في حالات الجرعات الزائدة المميتة، فالمادة التي تسبب والموت هي الناتجة عن هذا التحول.

علامة تحذير

قال الموقع إن “ظهور هذه المواد في السوق غير المشروعة يجب أن يكون بمثابة علامة تحذير على الاتجاهات المتغيرة في سوق المخدرات غير المشروعة، حتى إذا كانت هذه المضبوطات نادرة، ولا تصل إلى أرقام المخدرات الأكثر شيوعًا، مثل الكوكايين أو الحشيش أو الهيروين”.

ولفت إلى أن وصول مادة واحدة جديدة ذات تأثير نفسي إلى السوق غير القانونية كل أسبوع تقريبًا في عام 2021، يطلق تحذيرًا من التنوع الهائل للأدوية في السوق باعتباره أحد التحديات الرئيسة لعلماء السموم والكيميائيين الشرعيين.

اقرأ أيضًا: بمشاركة الإمارات.. ضبط مخدرات بقيمة 750 مليون دولار في عملية دولية

اقرأ أيضًا: «مخدرات متنكرة».. تحذيرات من انتشار الأدوية المزيفة على الإنترنت

اقرأ أيضًا: البحرية المصرية تحبط محاولة تهريب مواد مخدرة بنطاق البحر الأحمر

ربما يعجبك أيضا