«العقوبات والتهديات والتفاوض» أسلحة ترامب في الشرق الأوسط

شروق صبري
ترامب

يعود الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب إلى الساحة السياسية هذه المرة بخبرة أكبر واستعداد أوضح للتعامل مع تعقيدات النظام الحكومي الأمريكي.

وبخلاف فترته الأولى، يدرك ترامب الآن حدود السلطة الرئاسية وأهمية التعاون مع المؤسسات المختلفة لتحقيق أهدافه. وبالنظر إلى تقدمه في السن، يدرك ترامب أن هذه قد تكون فرصته الأخيرة لترك بصمة تاريخية لا تُنسى، خصوصًا في الشرق الأوسط.

ولاية ترامب الأولى

خلال ولايته الأولى، حقق ترامب إنجازات مهمة مثل اتفاقيات إبراهيم، ومقتل قائد قوات فيلق القدس التابعة للحرس الثوري الإيراني، قاسم سليماني، وصفقة القرن.

ومع ذلك، لم تحقق هذه المبادرات النتائج المأمولة، ما يدفعه الآن للعمل بجدية أكبر لتعزيز إرثه السياسي، خاصة في الشرق الأوسط. وذلك حسب ما نشرت صحيفة ماريف الإسرائيلية اليوم الثلاثاء 14 يناير 2025.

الاقتصاد والهجرة

يضع ترامب تحسين الاقتصاد الأمريكي كأولوية قصوى. يتطلع إلى خفض تكاليف المعيشة، ومعالجة الهجرة غير القانونية، التي يعتبرها تهديداً للهوية والاقتصاد الأمريكي.لتحقيق هذه الأهداف، من المتوقع أن يعتمد ترامب على السياسة الخارجية كأداة لتعزيز موقفه الداخلي.

وقد سبق أن أطلق تهديدات مثيرة مثل استعادة السيطرة على قناة بنما، ومحاولته شراء جرينلاند، والتصريحات الاستفزازية لكندا باعتبارها “الولاية 51” للولايات المتحدة. هذه التصرفات تعكس استعداده لاستخدام نفوذ الولايات المتحدة الاقتصادي والسياسي لتعزيز أولويات إدارته.

سياسة التفاوض

يشتهر ترامب بنهجه القائم على الضغط والتفاوض من موقف قوة. يسعى من خلال ذلك إلى تحقيق مكاسب اقتصادية تخدم مصالح بلاده، مثل تخفيض الرسوم الجمركية على السلع الأمريكية، والسيطرة على الممرات التجارية المهمة، وتقليص الالتزامات العسكرية الأمريكية في الخارج.

ومن المتوقع أن يعيد ترامب التركيز على إنهاء الحروب المكلفة في أوكرانيا والشرق الأوسط. ويرى أن استمرار هذه النزاعات يستنزف الموارد الأمريكية ويحول الانتباه عن القضايا التي يعتبرها ذات أولوية قصوى، مثل الاقتصاد والهجرة.

الشرق الأوسط

يرى ترامب أن تحقيق الاستقرار في الشرق الأوسط هو مفتاح النجاح في هذه المنطقة المضطربة. ولتحقيق ذلك، حدد أهداف رئيسية وهي:

إنهاء الحرب في غزة وضمان عودة جميع الأسرى. ومنع إيران من الحصول على أسلحة نووية، من خلال السعي لاتفاق نووي جديد يعيد ضبط التوازنات الإقليمية.

الضغط الأقصى مجدداً

من المتوقع أن يعيد ترامب إحياء استراتيجيته المعروفة بـ”الضغط الأقصى” ضد إيران. تشمل هذه الاستراتيجية فرض عقوبات اقتصادية شديدة، والتلميح إلى احتمال استخدام القوة العسكرية إذا لزم الأمر.

وتهدف هذه الضغوط إلى إجبار إيران على قبول اتفاق نووي جديد يحد من قدرتها على تخصيب اليورانيوم، ويمنعها من التحول إلى قوة نووية تهدد الاستقرار الإقليمي. ويرى ترامب أن هذا الاتفاق قد يكون خطوة أساسية لإعادة الاستقرار إلى المنطقة.

فرصة إسرائيلية لإعادة ترتيب الأولويات

بالنسبة لإسرائيل، عودة ترامب تمثل فرصة لإعادة صياغة الوضع الأمني والسياسي. يمكن أن تستفيد إسرائيل من الضغوط الأمريكية لتعزيز موقفها ضد إيران، وضمان عدم قدرتها على الحصول على أسلحة نووية.

ومع ذلك، يتطلب تحقيق هذه المكاسب اتخاذ قرارات استراتيجية شجاعة من جانب القيادة الإسرائيلية، خاصة فيما يتعلق بإنهاء الحرب في غزة وإعادة الأسرى.

النتائج المحتملة لعودة ترامب

من الواضح أن عودة ترامب إلى البيت الأبيض ستعيد تشكيل السياسة الأمريكية، ليس فقط على الصعيد الداخلي، ولكن أيضًا على المستوى الدولي. من المتوقع أن يكون الشرق الأوسط محورًا أساسيًا في سياساته، مع تركيز على تحقيق الاستقرار الإقليمي والحد من النزاعات.

في نهاية المطاف، قد تمثل عودة ترامب فرصة لإحداث تغييرات جوهرية في المنطقة، لكنها تأتي أيضًا مع تحديات كبيرة. يجب على الدول الإقليمية الاستعداد للتعامل مع سياسة أمريكية قد تكون أكثر حدة واندفاعًا، لكنها في الوقت نفسه تحمل آمالًا بتحقيق الاستقرار والسلام.

ربما يعجبك أيضا