العودة الكبرى.. سوريّو الخارج وحسم معركة المصير

إسراء عبدالمطلب

تشهد سوريا مرحلة جديدة من تاريخها السياسي والاجتماعي بعد سنوات طويلة من الحرب والاضطرابات.

ومع الإطاحة بالرئيس بشار الأسد في ديسمبر 2024، بدأت مؤشرات على تحركات واسعة لعودة اللاجئين السوريين الذين فروا من ويلات الحرب، في مشهد يعكس الأمل بتحقيق الاستقرار بعد أكثر من عقد من المآسي.

عودة اللاجئين

عودة اللاجئين

إعلان الأمم المتحدة عن عودة اللاجئين

أعلنت الأمم المتحدة في تصريح رسمي يوم السبت، 18 يناير 2025، أن حوالي 200 ألف لاجئ سوري عادوا إلى بلادهم منذ الإطاحة بنظام بشار الأسد، وقالت المفوضية السامية لشؤون اللاجئين إن العودة تمت في الفترة بين 8 ديسمبر 2024 و16 يناير 2025، حيث بلغ العدد الإجمالي للعائدين نحو 195,200 لاجئ.

وعلق المفوض السامي لشؤون اللاجئين، فيليبو جراندي، على هذه التطورات عبر منصة “إكس”، قائلاً: “سأزور سوريا ودول الجوار قريبًا، في وقت تكثف فيه المفوضية السامية لشؤون اللاجئين دعمها للعائدين وللمجتمعات المضيفة”، موضحًا أن الدعم يشمل تقديم المساعدات الإنسانية الأساسية وضمان إعادة تأهيل المجتمعات المتضررة من الحرب.

الهجرة القسرية وأسباب العودة

غادر مئات الآلاف من اللاجئين السوريين لبنان خلال الحرب الأخيرة بين إسرائيل وحزب الله، حيث أدت القصف والمواجهات العسكرية إلى تهجير أعداد كبيرة. لكن عودة اللاجئين بدأت فعليًا قبل الإطاحة ببشار الأسد، خاصة بعد تصاعد هجمات الفصائل المعارضة بقيادة هيئة تحرير الشام، والتي نجحت في إنهاء أكثر من 13 عامًا من حكمه.

ورغم عودة اللاجئين، تسود حالة من عدم اليقين بينهم حول جدوى العودة بسبب العقبات العديدة التي تواجههم، منها:

– فقدان المنازل: تشير التقارير إلى أن نسبة كبيرة من العائدين فقدوا منازلهم نتيجة القصف والدمار الذي خلفته الحرب.

-تأمين الدخل: يشكل توفير فرص العمل والدخل أحد أبرز التحديات التي تواجه اللاجئين، خاصة في ظل الوضع الاقتصادي المتردي في البلاد.

أزمة النزوح منذ 2011

تتوقع الأمم المتحدة عودة نحو مليون لاجئ سوري خلال الأشهر الستة الأولى من عام 2025، ويرتبط هذا التفاؤل بتحسن الظروف السياسية والأمنية بعد الإطاحة بنظام الأسد الذي استمر 53 عامًا تحت حكم عائلته و61 عامًا من سيطرة حزب البعث.

ومنذ اندلاع الحرب في سوريا عام 2011، فرّ ملايين السوريين من بلادهم بسبب الحرب الأهلية، والانهيار الاقتصادي، والأوضاع الإنسانية المتفاقمة. استضافت الدول المجاورة أعدادًا ضخمة من اللاجئين، حيث تأتي تركيا في الصدارة باستضافة حوالي 2.9 مليون لاجئ، ما يجعلها من أكثر الدول تحمّلًا لعبء الأزمة السورية.

ومع استمرار عودة اللاجئين وتزايد الجهود الدولية لدعمهم، تبقى التحديات قائمة أمام تحقيق الاستقرار الكامل في سوريا. تبنّي خطط شاملة لإعادة الإعمار وتأمين سبل العيش للعائدين سيكون المفتاح لضمان عودة دائمة ومستدامة، ويُشكل التغيير السياسي بارقة أمل لملايين السوريين الذين يتطلعون لطي صفحة الماضي وبناء مستقبل أفضل.

ربما يعجبك أيضا