القواعد الروسية في سوريا.. ثبات استراتيجي أم تكيف سياسي؟

إسراء عبدالمطلب
القواعد الروسية في سوريا

تعد القواعد العسكرية الروسية في سوريا، مثل طرطوس وحميميم، من أهم الأصول الاستراتيجية لموسكو في الشرق الأوسط.

وتعمل هذه القواعد كمحطات دعم لوجستي ومراكز لتوجيه العمليات العسكرية، ما يعزز نفوذ روسيا الإقليمي والدولي، إلا أن التطورات السياسية المتسارعة، بما في ذلك الإطاحة بالنظام السوري الحالي وتزايد التهديدات الخارجية، تثير التساؤلات حول مستقبل هذه القواعد ودورها في ظل التحولات الجديدة.

القواعد الروسية في سوريا

القواعد الروسية في سوريا

موقف روسيا في سوريا

نقلت وكالة “سبوتنيك”، عن وزير الخارجية الروسي، سيرجي لافروف، اليوم الأحد 29 ديسمبر 2024، أن روسيا لم تتلق أي طلبات من السلطات السورية الجديدة بشأن مراجعة الاتفاقيات المتعلقة بالقواعد العسكرية، مشددًا على أن الوجود العسكري الروسي في سوريا قائم على اتفاقيات دولية شرعية تُبرم وفقًا للقانون الدولي، مشيرًا إلى أن أي تغييرات قد تحدث سيتم التفاوض بشأنها مع القيادة السورية.

وأضاف لافروف أن التغيير في السلطة والوضع الميداني قد يؤدي إلى تعديلات في ظروف تشغيل القواعد العسكرية الروسية، ولكن هذا لا يعني التخلي عنها، بل التكيف مع الوضع الجديد، وذكرت الاستخبارات الروسية أن الولايات المتحدة وبريطانيا تخططان لهجمات على القواعد الروسية بهدف زعزعة استقرار الوضع في سوريا.

وأشارت الاستخبارات الروسية إلى أن هذه التحركات تهدف لإجبار موسكو على سحب قواتها، مع اتهام السلطات السورية بالفشل في مواجهة التطرف، تعتبر روسيا هذه القواعد ضمانة لاستقرار المنطقة ومواجهة خطط الغرب الرامية لفرض الهيمنة الجيوسياسية.

القواعد الروسية في سوريا

1- قاعدة طرطوس البحرية:

– التاريخ والتأسيس: أنشئت عام 1971 باتفاق بين الرئيس حافظ الأسد والاتحاد السوفيتي.

– الأهمية الاستراتيجية: تعد القاعدة الوحيدة لموسكو في المتوسط، وتوفر الدعم اللوجستي للسفن الروسية دون الحاجة للمرور عبر المضائق التركية.

– التوسع الحديث: مع صعود بوتين، زادت روسيا من قدرات القاعدة لاستقبال السفن الكبيرة، خاصة بعد تدخلها العسكري في سوريا عام 2015.

2- قاعدة حميميم الجوية:

– الموقع والدور: تقع على بعد 60 كيلومترًا جنوب طرطوس وتعمل كنقطة انطلاق للعمليات الجوية الروسية.

– الحماية والتقنيات: مزودة بأنظمة دفاع جوي متطورة تغطي مساحات واسعة، وتتمتع بحماية أمنية مشددة.

– القدرات الحالية: شهدت القاعدة تقليصًا كبيرًا في العدد والعتاد منذ 2022، حيث تم تحويل جزء من القدرات لدعم العمليات في أوكرانيا.

وتعكس القواعد الروسية في سوريا التزام موسكو بالثبات الاستراتيجي رغم التحولات السياسية والتهديدات الخارجية. إلا أن مستقبل هذه القواعد يعتمد بشكل كبير على قدرة روسيا على التكيف مع المتغيرات، سواءً على المستوى السياسي أو الأمني.

ربما يعجبك أيضا