الكشف عن مدينة صاروخية.. هل تستعد إيران لمواجهة عسكرية؟

أمام تهديدات ترامب.. إشارات للحوار من طهران

يوسف بنده

أمام دبلوماسية “السلام بالقوة” التي تمارسها إدارة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، مع إيران، إذ تدعوها إلى مفاوضات مباشرة، وإلا ستواجه تهديدًا عسكريًا.

تعزز إيران من استعراض قدراتها العسكرية في إطار سياسة الردع والتهديد بالرد العسكري إذا ما تعرضت أراضيها لضربة خارجية، خاصة أن إسرائيل تطمح للقيام بضرية وقائية ضد المنشآت النووية الإيرانية.

مدينة صاروخية

مدينة صاروخية

التفاوض أو العمل العسكري

حسب تقرير وكالة خبر اونلاين الإيرانية، الخميس 27 مارس 2025، يعتقد المحللون أن الضربات التي استهدفت جماعة الحوثي تزامنًا مع رسالة ترامب إلى طهران ليست مصادفة، فإن ترامب ينتهج استراتيجية العصا والجزرة. ويؤكد المراقبون السياسيون أن الهدف هو إضعاف محور المقاومة وفي الوقت نفسه فتح أبواب الدبلوماسية لمنع المواجهة المباشرة.

وأظهر تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية في فبراير أيضا أن إيران زادت مخزونها من اليورانيوم المخصب إلى 8294 كيلوجراما وقامت بتخصيب بعضه إلى 60 %. مستوى يبعد خطوة تقنية واحدة فقط عن مستوى الأسلحة. وقد أدى هذا التطور إلى زيادة الضغوط على إدارة ترامب للتحرك فورًا.

وأكد ترامب في مقابلة مع قناة فوكس نيوز: “هناك طريقتان: العسكرية أو الاتفاق. أفضّل التوصل إلى اتفاق لأنني لا أريد أن أضر بإيران. إنهم أشخاص عظماء.” وتعكس هذه التصريحات، التي تزامنت مع هجمات اليمن، محاولته إظهار القوة وفي الوقت نفسه تقديم خيار دبلوماسي . ويرى بعض الخبراء الغربيين أن هذه الخطوة بمثابة محاولة لاستغلال الوضع الحالي الذي تعيشه إيران بعد الضربة الإسرائيلية لحماس وحزب الله.

مدينة صاروخية

أزاح الحرس الثوري الإيراني الستار عن مدينة صاروخية جديدة التابعة له، تشتمل على ترسانة ضخمة من الصواريخ الباليستية، بما في ذلك: “خيبرشكن”، “حاج قاسم”، “عماد”، “سجيل”، “قدر H”، إلى جانب صواريخ كروز “باوه”.

وأفادت وكالة تسنيم الدولية للأنباء بأن مدينة الصواريخ التي كشف عنها سلاح الجو-الفضاء التابع للحرس الثوري تُعد واحدة من أكبر المنشآت من نوعها التي تم الإعلان عنها حتى الآن. وتضم عددًا هائلًا من الصواريخ الباليستية المذكورة، والتي تم استخدامها سابقًا في عمليات “الوعد الصادق 1 و2” ضد الأراضي المحتلة، بما في ذلك صواريخ “خيبرشكن”، “قدر”، و”عماد”.

يوم القدس

في الجمعة الأخيرة من شهر رمضان من كل عام، تدعو طهران إلى إحياء يوم القدس العالمي، وتأتي المناسبة هذا العام في ظل تصاعد الأحداث في الأراضي المحتلة والتهديدات التي تواجه الدولة الإيرانية، وتمثل هذه التظاهرات فرصة لاستعراض طهران قدرتها على التعبئة الجماهيرية.

فقد استعرض الحرس الثوري زوارقه وسفنه العسكرية في مياه الخليج. كما أعلن بيان لوزارة الدفاع الإيرانية على “إصرار المجاهدين على تدمير النظام الصهيوني”، حسبما نشرت وكالة ايران برس، الخميس 27 مارس.

مهاجمة إيران

حذر الخبير الاقتصادي الأمريكي، جيفري ساكس، في لقاء مصور، من التحركات العسكرية لواشنطن، قائلًا إن إدارة ترامب قد تدخل قريبًا في حرب مع إيران.

ويؤكد ساكس أن السياسات الأمريكية في الشرق الأوسط متأثرة كلياً بإسرائيل، ولا يوجد أي مؤشر على الاستقلال في صنع القرار الخارجي. ووصف ساكس الوضع بأنه “مقلق للغاية” واعتبر أن دور بنيامين نتنياهو محوري في تصعيد الأزمات الإقليمية.

ترامب 8

ترامب بعث برسالة إلى طهران تزامنًا مع ضربات ضد جماعة الحوثي اليمنية

إشارة للحوار

في إطار إشارات الاستعداد للحوار مع واشنطن من جانب طهران، قال كمال خرازي، رئيس المجلس الاستراتيجي للعلاقات الخارجية، أن إيران لم تغلق كل أبواب المفاوضات، لكنها مستعدة للمفاوضات غير المباشرة لتقييم الطرف الآخر وإعلان شروطه واتخاذ القرار المناسب.

وبحسب وكالة أنباء الطلبة الإيرانية، قال خرازي: “إن مواقف السيد ترامب الأخيرة والإشارات الغامضة لبعض المسؤولين الأمريكيين إلى رسالته ونشرها على نطاق واسع في وسائل الإعلام الغربية والإقليمية تهدف إلى خلق نوع من التفاؤل الوهمي والارتباك، وكذلك خلق جو ثنائي القطب في البلاد”.

وأضاف: “يعتقد بعض الناس داخل البلاد أن نافذة قد فتحت لحل المشاكل التاريخية بين إيران والولايات المتحدة، والسيد ترامب يريد بصدق تحسين العلاقات مع إيران، لكن بالطبع لديه أيضا معارضين داخل هيكل الحكومة الأمريكية”.

ربما يعجبك أيضا