المركز الأوروبي يكشف دور المقاتلين الشيشان في أوكرانيا

يوسف بنده

تختبر الحرب في أوكرانيا انتماءات الشيشان المسلمين في روسيا وخارجها أيضاً. كما تهدد بفتح ملفات قديمة، أبرزها الحرب الروسية في القوقاز في التسعينيات. 


ناقش تقرير للمركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات، الزج بالمقاتلين الأجانب في الصفوف الأمامية لجبهة القتال سواء في صفوف القوات الروسية أو الأوكرانية.

وقال التقرير، إنه بمجرد إعلان روسيا إطلاق عمليتها العسكرية في أوكرانيا، سارع القائد الشيشاني رمضان قديروف، إلى إرسال قوات خاصة إلى أوكرانيا، ولم يكف الحديث عن إنجازات رجاله كما حدث حينما أعلن في 3 مارس 2022 احتلال قواته قاعدة عسكرية كبرى كانت تابعة لـ”قوميين متطرفين أوكرانيين”.

أدور للمقاتلين الشيشانيين

لا يعرف عدد المقاتلين الشيشان في أوكرانيا على وجه اليقين، لكن متوقع أن تستخدم موسكو القوات الشيشانية في قتال الشوارع المُحتمل أن يصاحب الاستيلاء على كييف أو غيرها من المدن، وتقول تقارير إن القوات الشيشانية تخوض معارك شرسة في مدن الساحل الأوكراني الاستراتيجية.

وتحاول موسكو “إرهاب” كييف بصور الجنود الشيشان المنتشرين على أراضيها. وتستغل روسيا الصور النمطية للوحشية الشيشانية لاستخدامها كسلاح نفسي ضد الأوكرانيين وإجبار كييف على الاستسلام.

شيشانيون ضد الروس

في جانب آخر من المشهد، ظهر مقاتلون شيشانيون آخرون في أوكرانيا، لم يسامحوا قديروف على دعمه موسكو في 1999-2000 وعلى سحق مطالبهم بالاستقلال عن روسيا، فوجدوا في الحرب الدائرة في أوكرانيا فرصة للقتال ضد روسيا التي يعتبرونها عدوهم الأول.

بعد يومين من الغزو الروسي، سارع القائد الشيشاني المعادي لروسيا، أحمد زكاييف، والذي شغل منصب نائب رئيس الوزراء في حكومة الشيشان إشكيريا، قبل أن يتولى رئاسة الحكومة في المنفى لعدة سنوات، لدعوة المقاتلين الشيشان من جميع أنحاء أوروبا للذهاب للقتال من أجل أوكرانيا وصد عدوان روسيا.

كتيبة “الشيخ منصور”

سميت الكتيبة بهذا الاسم نسبة إلى الإمام منصور الشيشاني، الذي قاد المقاومة ضد القوات الروسية في القوقاز أواخر القرن الثامن عشر مدة 9 سنوات، قبل أن يُؤسر ويُقتل في السجن. وتضم الكتيبة مقاتلين شيشانيين مسلمين معارضين لروسيا تفرقوا إثر نجاح روسيا في إسقاط جمهورية الشيشان وضمها إلى أراضيها.

وسافر بعضهم إلى سوريا لقتال القوات الروسية هناك، ثم قرروا الانضواء في كتيبة تابعة للجيش الأوكراني لمحاربة الانفصاليين شرقي أوكرانيا عام 2014. وبرز اسم الكتيبة في الحرب الأخيرة بعد نشر مقطع فيديو لأفرادها وهم يقاتلون القوات الروسية على حدود العاصمة الأوكرانية، وهم يكبّرون ويهلّلون.

كتيبة “جوهر دوداييف”

تُنسب إلى اسم أول رئيس للشيشان، والذي اغتيل عام 1994، وأسّس الكتيبة القائد العسكري الشيشاني عيسى موناييف، الذي قاتل الروس أثناء حرب الشيشان الثانية عام 1999، وبعد اندلاع القتال شرقي أوكرانيا، شكل موناييف الكتيبة من مئات المتطوعين، لكنه قُتل خلال إحدى المعارك عام 2015. ويقود الكتيبة حاليًا آدم عثماييف، وهو أوكراني من أصول شيشانية.

تشارك الكتيبة حاليُا في القتال ضد القوات الروسية، ففي 27 فبراير، تعهّد زعيم كتيبة جوهر دوداييف آدم عثماييف القتال إلى جانب أوكرانيا، وقال في مقطع فيديو نُشر في مواقع التواصل الاجتماعي، في إشارة إلى جنود قديروف: “أعزائي الأوكرانيين، من فضلكم لا تنظروا إلى هؤلاء الناس على أنهم شيشان، إنهم خونة.. دُمى في يد روسيا”.

للاطلاع على التقرير الأصلي، اضغط هنا

ربما يعجبك أيضا