تمكنت التنظيمات المسلحة السورية في 8 ديسمبر 2024 من السيطرة على العاصمة السورية دمشق وإسقاط نظام الرئيس السوري بشار الأسد.
هذه التنظيمات متنوعة في مكوناتها وتياراتها أبرزها هيئة تحرير الشام والتي كانت مرتبطة سابقًا بتنظيم القاعدة، كما أن هناك عدد من المقاتلين الأجانب الذين انضوا تحت ألويتها وهو ما يمثل عامل قلق متزايد للعديد من الدول، فمن هم هؤلاء المقاتلين؟
عناصر أجنبية
شاركت العديد من التنظيمات المسلحة في العملية التي قادتها هيئة تحرير الشام ضد النظام السوري، هذه المجموعات تنتمي لجنسيات مختلفة وليس سوريين فقط، أبرزها مقاتلون من آسيا الوسطى، مثل الإيجور والأوزبك والطاجيك.
وبعد إسقاط النظام السوري، قد يرغب العديد من هؤلاء العناصر إلى الاتجاه إلى “ساحات أخرى” أو فتح جبهات قتال جديدة.
وخلال السنوات الأخيرة، ومع تعزيز مواقعها في سوريا، أصبحت الهيئة نقطة جذب لمقاتلين أجانب، خصوصًا من آسيا الوسطى، الذين يتمتعون بخبرة قتالية مكتسبة من صراعات سابقة في أفغانستان ومناطق أخرى، وفق صحيفة “كاسيبان بوست” المعنية بشؤون آسيا الوسطى.
تحديات معقدة
رغم أن بعض التقارير تشير إلى دعم محدود من فصائل جهادية أخرى، إلا أن الهيئة تحافظ على طابعها المستقل وتسعى لتقوية حضورها العسكري والسياسي.
ومع ذلك تظل هناك أسئلة بشأن مستقبل التحالفات الجهادية في المنطقة والتحديات الأمنية التي تفرضها على الدول المجاورة.
تهديد متزايد
خلال الأشهر الأخيرة، شددت تركيا إجراءات الرقابة على جوازات سفر مواطني آسيا الوسطى، نتيجة مخاوف أمنية متزايدة عقب سلسلة هجمات إرهابية في موسكو.
وقد أولت الاستخبارات التركية اهتمامًا خاصًا للأفراد العابرين عبر حدودها، حيث استخدم العديد من الجهاديين من آسيا الوسطى تركيا كنقطة عبور إلى سوريا.
تشير البيانات المتاحة إلى أن حوالي 2000 شخص من آسيا الوسطى انضموا إلى الجماعات المسلحة في سوريا، مع انتماء عدد كبير منهم إلى الفصائل الجهادية.
تنوع مقلق
تعد “حركة تركستان الشرقية الإسلامية” من أبرز هذه الجماعات، والتي تتكون غالبًا من الأويجور القادمين من “تركستان الشرقية” (إقليم شينجيانج في الصين)، ويتمتع هؤلاء المقاتلون بخبرة قتالية اكتسبوها في أفغانستان.
إلى جانب الأويغور، يُعتقد أن هناك نحو 2000 طاجيكي ينتمون إلى جماعات بعضها متطرف، رغم عدم توفر أرقام دقيقة.
ماذا بعد؟
تعد الفئة الأكثر خبرة وتنظيمًا هي الأويغور، الذين يتميزون بمهارات قتالية متقدمة تجعلهم قوة بارزة داخل الحركات المتطرفة.
كما يبرز الأوزبكيون بين هؤلاء المقاتلين، حيث ينضمون في الغالب إلى تنظيمات مثل “حركة تركستان الشرقية الإسلامية”.
هذا التنوع العرقي الواسع يقلق العديد من الدول، الكثير من هؤلاء المقاتلين يرغبون في العودة إلى بلادهم، لكن ليس للحياة بشكل طبيعي بل للمشاركة في عمليات تهدد أمن هذه الدول، ما يمثل تحديًّا خطيرًا يتعين معالجته بدقة وحذر، خاصةً بعد انتهاء الحرب في سوريا.
دور الأيديولوجيا
أغلب المقاتلين من آسيا الوسطى لا ينضمون إلى التنظيمات السورية الأقل تطرفًا، مثل “الجيش الوطني السوري” المدعوم من تركيا، بل يلتحقون بالجماعات الجهادية.
وتؤكد العديد من التقارير أن بعض أعضاء “حركة تركستان الشرقية الإسلامية” انضموا سابقًا إلى تنظيم “داعش” الإرهابي، حاليًا، ينشط هؤلاء تحت غطاء تنظيمات أخرى بعضها مصنف إرهابيًّا.
الأيديولوجيا تُعد المحرك الرئيس لانضمام مواطني آسيا الوسطى إلى الجماعات المسلحة في سوريا، متقدمة على العوامل الاقتصادية، وقد ترك انهيار الاتحاد السوفيتي وصراعات أفغانستان بصمة عميقة على هذه الفئات، مما دفعها لتأييد حركات مماثلة.
رابط مختصر : https://roayahnews.com/?p=2073559