يدرس الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب خيارات عدة لمنع إيران من امتلاك سلاح نووي، بما في ذلك شن ضربات جوية وقائية.
ويأتي ذلك فيما تعمل إسرائيل على وضع خطط محتملة لضرب المنشآت النووية الإيرانية، وسط تزايد المخاوف من احتمال اندفاع طهران نحو إنتاج قنبلة نووية، وتبدو إيران ووكلاؤها الإقليميون في موقف ضعيف بعد عام من المواجهة مع إسرائيل.
ترامب ونتنياهو
ذكرت الصحيفة “تايمز أوف إسرائيل” أن ترامب أبلغ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أنه يسعى إلى تجنب “الاختراق النووي” الإيراني خلال فترة ولايته المقبلة، وأكد ترامب رغبته في إيجاد طريقة فعّالة لوقف طموحات إيران النووية دون التورط في حرب جديدة قد تتسبب في إشراك القوات الأمريكية.
سياسة الضغط القصوى
تعمل الإدارة الأمريكية الجديدة حاليًا على خطة “الضغط الأقصى 2.0” عبر إعادة فرض العقوبات القاسية على إيران، وهي السياسة التي اعتمدها ترامب خلال ولايته الأولى بعد انسحابه من الاتفاق النووي الذي أبرم في عهد أوباما.
وحسب ما نشرت الصحيفة اليوم الجمعة 13 ديسمبر 2024، تشمل الخطة خيارات متعددة لتعزيز الضغط العسكري على طهران، وفق ما نقلت مصادر مطلعة.
تعزيز القوة العسكرية في المنطقة
من بين الخيارات التي يتم النظر فيها، زيادة التواجد العسكري الأمريكي في المنطقة عبر إرسال قوات إضافية وسفن حربية وطائرات مقاتلة.
كما تدرس واشنطن تعزيز القدرات الهجومية لإسرائيل من خلال بيع قنابل خارقة للتحصينات. وإذا فشلت هذه الإجراءات في ردع إيران، قد تلجأ الولايات المتحدة إلى تهديد صريح باستخدام القوة العسكرية المباشرة ضد طهران.
احتمالية تصعيد جديد
خلال مقابلة مع مجلة “تايم” الأمريكية، لم يستبعد ترامب إمكانية اندلاع حرب مع إيران، مؤكدًا أن الوضع الحالي “متقلب للغاية”. وكانت إدارة ترامب السابقة قد درست توجيه ضربات وقائية ضد المنشآت النووية الإيرانية في أواخر فترتها الأولى لكنها تراجعت.
ومع ذلك، تشير التقارير إلى أن الإدارة الجديدة أكثر انفتاحًا على دعم هجوم إسرائيلي محتمل ضد إيران. وأحد الأسباب الرئيسية التي تجعل ترامب أكثر استعدادًا للتحرك العسكري هو ما تردد عن محاولات إيرانية لاغتياله، مما زاد من التوتر بين الطرفين.
إسرائيل تستغل الفرصة
صرح مسؤولون عسكريون إسرائيليون أن هناك فرصة سانحة حاليًا لضرب المنشآت النووية الإيرانية، خاصة بعد سقوط نظام بشار الأسد في سوريا، الذي كان حليفًا رئيسيًا لإيران.
وترى إسرائيل أن طهران قد تسارع في تطوير سلاح نووي لتعويض خسارة حلفائها الإقليميين وضعف حزب الله اللبناني.
النووي الإيراني تحت المجهر
رغم أن إيران تنفي سعيها لامتلاك أسلحة نووية وتؤكد أن برامجها النووية والفضائية مخصصة للأغراض المدنية، فإن الوكالة الدولية للطاقة الذرية وأجهزة المخابرات الأمريكية تؤكد أن إيران كانت تدير برنامجًا نوويًا عسكريًا منظمًا حتى عام 2003.
كما تشير تقارير إلى استمرار تطوير إيران لقدراتها النووية بما يتجاوز الاستخدامات المدنية. وتصر إسرائيل على أن إيران لم تتخلّ أبدًا عن طموحها للحصول على سلاح نووي.
الضربات الإسرائيلية
على مدار العام الماضي، أطلقت إيران عدة هجمات صاروخية واسعة ضد إسرائيل، التي ردت بضربات على منشآت عسكرية إيرانية، دون استهداف مباشر للمواقع النووية.
ومع ذلك، شملت الهجمات الإسرائيلية مواقع بحثية مرتبطة بتطوير الأسلحة النووية، كما أدت إلى تدمير منظومات الدفاع الجوي الإيرانية.
إيران بين العزلة والتصعيد
تواجه إيران عزلة متزايدة بعد انهيار نظام الأسد وتراجع نفوذ حزب الله، ما قد يدفعها إلى تسريع العمل على امتلاك سلاح نووي. وتعتبر طهران أن امتلاكها للسلاح النووي يمثل وسيلة لتعزيز قوتها الردعية في مواجهة إسرائيل والولايات المتحدة، في حين تتعهد إسرائيل بعدم السماح لإيران بامتلاك هذا السلاح بأي ثمن.
وتؤكد التحليلات أن الوضع الإقليمي الحالي، بما في ذلك ضعف إيران وحلفائها، يوفر لإسرائيل فرصة غير مسبوقة للتصعيد ضد البرنامج النووي الإيراني. ومع تزايد المخاطر، يبقى التحدي الأكبر لإسرائيل والولايات المتحدة هو إيجاد توازن بين ردع إيران وتجنب حرب إقليمية شاملة.
مستقبل المواجهة
في ظل السياسة الأمريكية الجديدة بقيادة ترامب، قد تشهد المنطقة تصعيدًا حادًا إذا لم تستجب إيران للضغوط المتزايدة.
ومع استمرار التحضيرات الإسرائيلية، يبقى احتمال توجيه ضربة عسكرية ضد المنشآت النووية الإيرانية خيارًا مطروحًا على الطاولة، مما قد يعيد تشكيل خريطة التحالفات والصراعات في الشرق الأوسط.
رابط مختصر : https://roayahnews.com/?p=2075245