يستبعد الهتيمي ردًّا إيرانيًّا مباشرًا على إسرائيل، متوقعًا استخدام الميليشيات الحليفة، وخاصة في العراق، كوسيلة للردّ غير المباشر.
أكد المرشد الأعلى الإيراني، آية الله علي خامنئي، بخطاب ألقاه في طهران، أن الولايات المتحدة وإسرائيل، سيتلقيان “ردًا حادًا” على الهجمات الأخيرة التي استهدفت إيران والجماعات المتحالفة معها في منطقة الشرق الأوسط.
وأشاد خامنئي بمجموعة من الطلاب الذين رددوا شعار “الدماء في عروقنا فداءً لزعيمنا”، كما قلّد بعضهم حركة اليد التي قام بها الزعيم الراحل لحزب الله حسن نصر الله في خطابه عام 2020، الذي هدد فيه الجنود الأمريكيين بأنهم “سيعودون في توابيت”.
تهديدات برد إيراني
جاء خطاب خامنئي في ظل تحذيرات من المسؤولين الإيرانيين بأن طهران ستسعى للانتقام من الهجوم الإسرائيلي الذي وقع في 26 أكتوبر على قواعد ومواقع عسكرية داخل إيران، والذي جاء ردًا على هجوم إيراني استهدف إسرائيل في 1 أكتوبر 2024.
ووفق ما نشرت صحيفة “ديلى ميل” البريطانية، اليوم السبت 2 نوفمبر 2024، لم يحدد المرشد الأعلى توقيت أو نطاق الهجوم المرتقب، لكن الجيش الأمريكي ينتشر في أنحاء الشرق الأوسط، ويتواجد بعض قواته حاليًا لتشغيل منظومة الدفاع الجوي “ثاد” في إسرائيل.
وكانت الولايات المتحدة قد أجرت “مشاورات وثيقة” مع إسرائيل قبل الهجوم الأخير، لكنها لم تشارك في أي دور عسكري، وقدمت إسرائيل تطمينات للولايات المتحدة بعدم استهداف مواقع حساسة، في محاولة واضحة لتجنب تصعيد أكبر.
3 أسباب وراء عدم الرد
في هذا الصدد، يقول الكاتب الصحفي أسامة الهتيمي، المتخصص بالشؤون الدولية والإقليمية، في تصريحات خاصة لـ”شبكة رؤية الإخبارية”، إنه لا يمكن الجزم باعتزام إيران الرد على الضربات الإسرائيلية الأخيرة من عدمه، فثمة دلائل تشير إلى كلا الاحتمالين، ولكن المرجح هو عدم الرد لاعتبارات عديدة يأتي في مقدمتها:
حديث إسرائيل عن أن ضرباتها طالت أنظمة الدفاع الجوي ومرافق إنتاج الصواريخ، فضلًا عن التخوف الإيراني من أن الرد الإسرائيلي سيكون مدعومًا من الولايات المتحدة وسيكون له أثره السلبي الكبير على الوضعين الأمني والاقتصادي في إيران، بالإضافة إلى التصريحات الإيرانية المستخفة بشأن آثار الضربات الإسرائيلية.
خيارات أخرى لرد إيران
يعتقد الهتيمي أن ذلك لا يعد ذلك تعارضًا أو تناقضًا مع التهديدات الصادرة على ألسنة عدد من المسئولين الإيرانيين باتجاه الرد على الضربات الإسرائيلية، إذ ثمة خيارات أخرى يمكن أن تلجأ إليها إيران بعيدًا عن الرد المباشر الذي ربما يدخل الطرفين في دوامة الرد والرد المتبادل.
يتمثل ذلك في لجوء إيران إلى أذرعها سواء كان ذلك حزب الله اللبناني أو الميليشيات الولائية في العراق أو حركة الحوثيين اليمنيين،
وحسب الهتيمي، فلم يعد هناك شك في أن إيران قادرة وبامتيار على تحريك هذه الميليشيات في الوقت وبالكيفية التي تريد، خاصة وأن هذه الميليشيات لا تملك استقلالية اتخاذ القرار في التحرك.
وهو ما يفسر مثلًا تباطؤ حزب الله اللبناني عن التصعيد ضد إسرائيل حتى تم اغتيال الأمين العام للحزب حسن نصر الله، والقيادي الحرسي عباس نيلفروشان وغيرهما في لبنان ثم جاء التصعيد لاحقًا، وهو التصعيد الذي ربما لو كان قبل ذلك لما وقعت العديد من حوادث الاغتيالات.
العراق وصراع مستتر
أشار الكتب الصحفي، في تصريحاته لـ”رؤية”، إلى أن الوقائع منذ 2003 تتحدث عن أن إيران تمكنت من ترسيخ أقدامها في العراق، وأن ترعى تشكيل العديد من التنظيمات السياسية والعسكرية الموالية لها، والتي أصبح العشرات منها وبحكم القانون جزء من الآلة العسكرية العراقية فيما عرف بـ”الحشد الشعبي”.
فيما عملت بعض التنظيمات على إنشاء ما أطلق عليه “تنسيقية المقاومة الإسلامية”، والتي، بحسب بياناتها، تشن عمليات ضد إسرائيل بالتنسيق مع بقية محور المقاومة الذي تقوده إيران، والتي أيضًا أعلنت مؤخرًا عن اتباعها إستراتيجية جديدة في الهجمات ضد إسرائيل بعد الهجوم على إيران.
ويختتم الهتيمي قوله إن أغلب أسلحة هذه الميليشيات الولائية في العراق هي إيرانية الصنع أو المصدر أو التقنية، وهو ما يعني أن الساحة العراقية وبعيدًا عن موقف الحكومة العراقية الرسمي هي إحدى ساحات إدارة الصراع بين إيران وإسرائيل.
رابط مختصر : https://roayahnews.com/?p=2032444