«الهجوم الحوثي الأخير» يفاقم التحديات الأمنية الإسرائيلية

هل يعيد الهجوم الحوثي تشكيل موازين القوى في الصراع الإقليمي؟

شروق صبري
هجمات الحوثيين على إسرائيل

 تواجه إسرائيل تحديات متعددة بعد الهجمات الأخيرة من الحوثيين وحزب الله، تتطلب استراتيجيات تتجاوز الردود التكتيكية المتناسبة.


تفرض الهجمات الأخيرة، سواء من الحوثيين أو حزب الله، تحديات متعددة على إسرائيل تتطلب استراتيجيات تتجاوز الردود التكتيكية المتناسبة.

وتحتاج إسرائيل إلى نهج جديد لكبح التهديدات الإيرانية المتزايدة في المنطقة. وفي أعقاب الهجوم الصاروخي الذي نفذته جماعة الحوثيين أمس الأحد على وسط إسرائيل، تبرز خمس تحديات رئيسية تواجهها إسرائيل بينما تستمر في مواجهة إيران ووكلائها الإقليميين.

تحدي ردع الأعداء

الهجوم الذي شنته جماعة الحوثيين المدعومة من إيران في اليمن على إسرائيل في 15 سبتمبر 2024 هو مثال آخر على التهديدات الجديدة والمتعددة التي تواجهها إسرائيل في الحرب المستمرة التي بدأت مع إطلاق حركة حماس هجومها في 7 أكتوبر 2024. حسب ما نشرت جيروزاليم بوست الإسرائيلية أمس 15 سبتمبر 2024.

عقب الهجوم الحوثي، أطلقت جماعة حزب الله عشرات الصواريخ على شمال إسرائيل. وتتمثل التحديات الرئيسية في كيفية ردع إسرائيل لأعدائها المدعومين من إيران مثل حماس في غزة، والجهاد الإسلامي، والحوثيين، وحزب الله، والميليشيات العراقية، وغيرها من الجماعات التي تهاجم إسرائيل.

حاليًا، لا يبدو أن هذه الجماعات تخشى العواقب. فقد كانت إسرائيل تعتمد في السابق على قدراتها المتفوقة في الردع، ولكن هذا الردع يتآكل بسرعة. جماعات مثل حزب الله أصبحت واثقة من أنها قادرة على الهجوم دون تحمل تكاليف كبيرة.

الردود التكتيكية المتناسبة

منذ بدء الحرب في 7 أكتوبر، ركزت إسرائيل جهودها بشكل أساسي على غزة، ما أدى إلى اتباع سياسة الردود المتناسبة على الجبهات الأخرى. هناك تساؤلات حول فعالية هذه الاستراتيجية حيث يبدو أن إسرائيل تخوض حروبًا تكتيكية على عدة جبهات.

الجبهة في الضفة الغربية هي مثال على ذلك، حيث تقوم القوات الإسرائيلية بعمليات تكتيكية لمكافحة الإرهاب، ما يثير تساؤلات حول مدى استدامة هذه العمليات وما إذا كانت ستحقق الهزيمة النهائية للجماعات المسلحة أم تؤدي إلى جولات أخرى من القتال.

الدفاعات الجوية ليست استراتيجية

واجهت الدفاعات الجوية الإسرائيلية تحديات متزايدة على عدة جبهات، فقد شهدت هذه الحرب اختبارًا غير مسبوق لهذه الأنظمة. ورغم أن تهديد الصواريخ من حماس قد تم احتواؤه إلى حد كبير، إلا أن الجماعة تواصل إطلاق صواريخ بين حين وآخر، مما يواصل تهديد المدن الإسرائيلية مثل أشكلون.

على الجانب الآخر، الدفاعات الجوية مثل القبة الحديدية وأنظمة “مقلاع داوود” و”السهم 2 و3″ أثبتت فعاليتها، لكن هذه الأنظمة ليست حلاً نهائيًا للتعامل مع التهديدات المتغيرة باستمرار.

حرب غزة والتهديد المتعدد الجبهات

استمرت الحرب في غزة لأكثر من 11 شهرًا. يبدو أن حماس قد سعت من خلال هجومها في 7 أكتوبر إلى جر إسرائيل إلى حرب طويلة الأمد في غزة. هذا يشغل إسرائيل عن التهديدات الأخرى مثل الحوثيين وحزب الله.

كلما طالت الحرب دون إنهاء حماس، كلما تأثرت قدرة إسرائيل على التركيز على التهديدات الأخرى، مما يؤدي إلى استنزاف مواردها العسكرية والبشرية.

اتفاقيات إبراهيم والتصعيد الإيراني

يهدف التصعيد الإيراني ضد إسرائيل منذ 7 أكتوبر إلى عزل إسرائيل ومنعها من تحقيق أجندتها الاقتصادية والدبلوماسية حيث تحاول طهران عرقلة نجاح اتفاقيات إبراهيم من خلال إجبار إسرائيل على الانخراط في حروب مستمرة على حدودها.

بينما تشن إيران هجمات من اليمن ولبنان، تبدو إسرائيل في موقف حرج حيث يتم مطالبتها بعدم التصعيد في حين يتم تجاهل الهجمات التي تتعرض لها من قبل المجتمع الدولي.

ربما يعجبك أيضا