الوساطة بين إسرائيل وإيران.. هل يمكن للصين تخفيف التوترات بالشرق الأوسط؟

جلوبال تايمز: الصين لا ترغب في ممارسة ضغوط على الدول أو تفرض عقوبات اقتصادية لإحلال السلام

بسام عباس
هل فقدت الولايات المتحدة مكانتها في الشرق الأوسط لصالح إيران؟

تعوّل طهران على بكين للتغلب على العقوبات الأمريكية المفروضة عليها، إلا أن الصين لا تملي على إيران أو أي دولة أخرى شروطًا أو تضغط على الدول كي تستجيب لمطالبها بذريعة استخدام العلاقات التجارية سلاحًا ضدها.

ومنذ العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، تشهد منطقة الشرق الأوسط توترات كبيرة، وتصاعدت الأحداث مع قيام إسرائيل باستهداف القنصلية الإيرانية في دمشق والرد الإيراني بإطلاق أكثر من 300 صاروخ وطائرة مسيرة.

مساعي لوقف الهجمات

أوضح موقع جلوبال تايمز، في تقرير نشره الأربعاء 17 إبريل 2024، أن الاتصالات المكوكية التي أجرتها الدول الغربية والولايات المتحدة، لثني طهران عن الرد، لم تفلح، فأطلقت إيران مئات الصواريخ والمسيرات باتجاه إسرائيل دفاعًا عن النفس.

وأضاف أنها المرة الأولى التي تشن فيها إيران هجومًا مباشرًا على إسرائيل من أراضيها في محاولة لردعها عن أعمالها وتصرفاتها المتهورة بعد فشل دول العالم ومجلس الأمن الدولي في ذلك، كما هدفت طهران إلى توجيه رسائل إلى واشنطن بأن صبرها بدأ ينفد، وأنها ستدافع بحزم عن سيادتها ضد من يعتدي عليها ويضر بأمنها وسيادتها.

وذكر أن الولايات المتحدة سعت للضغط على الصين لكي تقوم بدورها بالضغط على إيران لحث حركة حماس بداية على إطلاق الأسرى ووقف هجماتها على إسرائيل، ومن ثم طلبت من بكين الضغط على إيران لثني جماعة أنصار الله الحوثيين عن هجماتهم في البحر الأحمر.

تخفيف التوترات

قال الموقع إن التصعيد الأمني في المنطقة، والأضرار التي لحقت بالمصالح الصينية، وخوف بكين من أن تنزلق المنطقة إلى حرب، دفع إلى أن تكثف الصين من جهودها الدبلوماسية لتخفيف التوترات، لافتًا إلى أن بكين تدرك جيدًا أنها غير قادرة على التوسط لدى إسرائيل لمنع التصعيد مع إيران، لأن واشنطن هي الوحيدة التي يمكنها ردع إسرائيل.

وأضاف أن الدول الغربية تعتقد أن بكين، نظرًا لعلاقتها الجيدة مع إيران، تستطيع أن تضغط عليها لمنع التصعيد في الشرق الأوسط، مشيرًا إلى أن العلاقات التجارية والأمنية بين بكين وطهران شهدت تطورًا كبيرًا، فالصين هي الشريك التجاري الأول لإيران وأكبر مشترٍ للنفط الإيراني.

راعية السلام

أوضح جلوبال تايمز أن طهران تعوّل على بكين للتغلب على العقوبات الأمريكية المفروضة عليها، ومع ذلك فالصين لا تملي على إيران أو أي دولة أخرى شروطًا أو تضغط على الدول كي تستجيب لمطالبها تحت طائلة استخدام العلاقات التجارية سلاحًا ضدها، كما تفعل الولايات المتحدة.

وأضاف أن الصين لا تستخدم العلاقات التجارية سلاحًا، وإن كانت تقوم في بعض الحالات بتخفيف علاقاتها التجارية والاقتصادية مع الدول التي ترى أنها أضرت بمصالحها أو هددت أمنها القومي، مثلما حدث مع ليتوانيا عندما افتتحت مكتبًا تمثيليًّا لتايوان في العاصمة فيلنيوس، فحظرت الصين البضائع القادمة من ليتوانيا.

وأشار إلى أن الصين، التي تدعو إلى السلام وتعرض وساطتها لحل الخلافات والتوترات العالمية، لا ترغب في ممارسة ضغوطات على الدول أو تفرض عقوبات اقتصادية، لأن ذلك سيؤثر في صورتها وعلاقاتها مع دول الشرق الأوسط التي تنظر إلى الصين على أنها راعية للسلام في المنطقة بعد المصالحة الإيرانية السعودية.

عدم التصعيد

قال الموقع إن بكين تنظر إلى إيران على أنها الضحية، فإسرائيل هي التي اعتدت وشنّت هجمات على القنصلية الإيرانية في دمشق، وهجمات إيران على إسرائيل جاءت دفاعًا عن النفس، فليس من المعقول أن تضغط على إيران كي لا تُصعد في المنطقة، فيما تبقى إسرائيل تفعل ما تشاء دون ضغط أو محاسبة.

وأضاف أن الصين ترى أن على واشنطن أن تضغط على إسرائيل لمنع التصعيد، وتقوم هي بالحوار مع إيران، مشيرًا إلى أن بكين تدرك تمامًا أن طهران لا تسعى إلى التصعيد في المنطقة وتتبع سياسة الصبر الاستراتيجي إزاء كل ما تقوم به إسرائيل من هجمات ضدها.

واختتم الموقع تقريره بأن بكين وواشنطن يمكنهما منع التصعيد في المنطقة بأن تقوم الصين بالتواصل مع إيران، وفي المقابل، تضغط الولايات المتحدة على إسرائيل لإنهاء عدوانها على قطاع غزة وعدم التصعيد ضد إيران.

ربما يعجبك أيضا