الوقت ينفد.. لماذا تحاول إسرائيل تسريع الضربة الاستباقية ضد إيران؟

هل تضرب إسرائيل إيران عسكرياً بسبب الأسلحة الروسية؟

التصريحات والمساعي الإسرائيلية توحي بأنها تعد ضربة عسكرية ضد إيران، لكن حتى الآن يخضع الأمر لموافقة الإدارة الأمريكية أولًا.


تسعى إيران للحصول على أنظمة دفاع جوي متطورة من روسيا، لعرقلة احتمالية توجيه إسرائيل ضربة محتملة لبرنامجها النووي.

ونقلت وكالة بلومبرج الأمريكية، اليوم الخميس 2 مارس 2023، عن مصادر في إسرائيل والولايات المتحدة على دراية بالأمر، أن احتمالية حصول إيران على أنظمة إس 400، ستسرع من اتخاذ قرار بشأن هجوم محتمل ضد منشآتها النووية.

هل تضرب إسرائيل إيران عسكرياً؟

هل تضرب إسرائيل إيران عسكرياً؟

 إيران تتطلع للأسلحة الروسية

حسب تقرير بلومبرج، فإن روسيا لم تقل علنًا ما إذا كانت ستزود إيران بالأسلحة، لكن موسكو وطهران تقاربتا منذ بداية الحرب الروسية الأوكرانية، وسيستغرق تشغيل أنظمة إس 400 أقل من عامين.

وأعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، احتمالية شن هجوم على إيران، في مؤتمر أمني في تل أبيب، الأسبوع الماضي، قائلًا إنه “كلما طال الانتظار، أصبح الأمر أكثر صعوبة، ونحن انتظرنا طويلًا، وسأفعل كل ما في وسعي لمنع إيران من حيازة أسلحة نووية”.

 تهديدات موجهة

التهديدات، التي توجهها إسرائيل يوميًّا، هي مزيج معقد من النوايا والرسائل الموجهة إلى طهران وواشنطن، على الرغم من أن تل أبيب قصفت مواقع نووية في العراق عام 1981 وسوريا عام 2007، وقد يؤدي نزاع عسكري مفتوح مع طهران إلى اندلاع صراع إقليمي يؤثر في إمدادات النفط العالمية.

وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي، جون كيربي، في 24 فبراير 2023، إن روسيا عرضت على إيران “تعاونًا دفاعيًّا غير مسبوق، بما في ذلك في مجال الصواريخ والإلكترونيات والدفاع الجوي”، مضيفًا أن روسيا قد تزود طهران بطائرات مقاتلة، ورفض مكتب نتنياهو والكرملين ووزارة الدفاع الروسية التعليق على تلك الأنباء.

يورانيوم مخصب لصنع الأسلحة

تزايد القلق بشأن برنامج إيران النووي، منذ أن اكتشف مراقبون دوليون يورانيوم مخصب إلى درجة نقاء 84%، وهو أقل بقليل من 90% اللازمة لصنع سلاح نووي، وسيكون لدى إيران ما يكفي من اليورانيوم المخصب بنسبة 60% لإنتاج 10 قنابل بحلول نهاية عام 2023، وفق ما ذكر مسؤول إسرائيلي كبير ومسؤول أمريكي كبير سابق، لم تصرح بلومبرج باسميهما.

ولا تزال إسرائيل تأمل أن تأخذ الولايات المتحدة زمام المبادرة، في أي ضربة محتملة، وعلى الرغم من أن إدارة الرئيس الأمريكي، جو بايدن، لم تستبعد العمل العسكري، لكنها تفضل الدبلوماسية.

تهم إيرانية لإسرائيل

تتهم إيران إسرائيل باغتيال علمائها النوويين، وكان آخرها أواخر عام 2020، فضلاً عن القرصنة وعمليات التخريب النووي الأخرى، ولم تعلن إسرائيل مسؤوليتها عن أي واقعة، لكن المسؤولين في الولايات المتحدة وإسرائيل يعترفون بها على نطاق واسع.

وتقول إيران إنها ألقت القبض على حلقة تجسس لمحاولة تخريب نووي، وإن برنامجها النووي الممتد لعقود من الزمن مخصص للأغراض السلمية، لكن القوى الغربية تقول إنها تبني القدرات اللازمة لصنع قنبلة نووية.

هل تضرب إسرائيل إيران عسكرياً بسبب الأسلحة الروسية؟

هل تضرب إسرائيل إيران عسكرياً بسبب الأسلحة الروسية؟

 طائرات مسيرة

في ديسمبر 2022، قالت الولايات المتحدة إن روسيا تعمق دعمها العسكري لإيران، مقابل إمدادات الطائرات المسيرة للحرب في أوكرانيا، في الشهر التالي، في حين قال نائب إيراني إن طهران تنتظر طائرات مقاتلة من طراز سو 35 من موسكو بحلول منتصف مارس الحالي.

وقالت الخبيرة في شؤون الشرق الأوسط في موسكو، إلينا سوبونينا، إن روسيا تتمتع بعلاقات جيدة للغاية مع إيران، وأن طهران تتطلع إلى مزيد من الدعم.

أكبر تدريبات عسكرية

قال الباحث في منتدى الدفاع والأمن الإسرائيلي، يوسي كوبرفاسر، والمسؤول السابق في المخابرات العسكرية الإسرائيلية: “نحن نحلل الوقت الأكثر ملاءمة لاتخاذ الإجراءات.”

وأجرت الولايات المتحدة وإسرائيل مؤخرًا تدريبات عسكرية حظيت بدعاية كبيرة في البحر الأبيض المتوسط​​، وهي أكبر تدريبات على الإطلاق بين الحليفين في استعراض للقوة الجوية. ومن المحتمل أن طائرات التزود بالوقود الأمريكية الجديدة، التي من المقرر أن يتلقاها الإسرائيليون بحلول عام 2025، ستزيد بقدر كبير من قدراتها بعيدة المدى.

استغلال إيراني للحرب

قال خبير الشؤون الإيرانية وآسيا الوسطى، الدكتور يوسف بدر، في تصريح ل شبكة رؤية الإخبارية إن إيران تستغل الحرب في أوكرانيا لمقايضة روسيا، والحصول على الأسلحة التي تنقصها، وأهمها المنظومات الدفاعية المتطورة والطائرات الهجومية المتطورة.

وأضاف أن الهدف هو تعزيز قدرة إيران على توجيه ضربات استباقية، وحماية منشآتها النووية من أي هجوم عسكري تتعرض له من إسرائيل، موضحًا أن التصريحات والمساعي الإسرائيلية توحي بأنها تعد ضربة عسكرية ضد إيران، والأمر يبدو غير مستبعد، لكن حتى الآن يخضع لموافقة الإدارة الأمريكية أولًا.

هل تنفذ إسرائيل ضربتها تجاه إيران؟

أشار خبير الشؤون الإيرانية إلى أن ما تفعله إسرائيل هو الضغط على إيران، في إطار تعاونها مع أوروبا، لتحييد طهران في الحرب الروسية الأوكرانية، مشيرصا إلى أن نتنياهو كثف تحركاته نحو واشنطن لإقناعها بممارسة مزيد من الضغط على إيران. وكذلك تضخيم المسألة الإيرانية للهروب من أزمات الداخل لديه.

الدكتور يوسف بدر

الدكتور يوسف بدر

ولفت بدر إلى أنه هذا الضغط يضع إيران عمليًّا أمام خيارين، إما العودة للمفاوضات النووية والقبول بالشروط الغربية، أو إعادة ملفها لمجلس الأمن الدولي، وتصبح عرضة لضربة عسكرية إسرائيلية، لكنه استبعد في الوقت نفسه تنفيذ تلك الضربة، لامتلاك إيران دفاعات جوية قوية، على حد قوله.

وأوضح أن الهجوم سيكون في حالة أنه تبين فعليًا أن إيران قادرة على امتلاك السلاح النووي، الذي يهدد الأمن الإسرائيلي. وهو ما تضغط تل أبيب على واشنطن من أجله، على أمل إجبار إيران على العودة إلى نسب تخصيب اليورانيوم المنخفضة، والسماح للمفتشين الدوليين بمراقبة جميع منشآتها النووية.

ربما يعجبك أيضا