اليد اليمنى لـ«الجولاني».. من هو أبو الفتح فرغلي؟

يعد أبو الفتح فرغلي، المعروف أيضًا باسم يحيى طاهر الفرغلي، أحد الشخصيات البارزة في الصراع السوري.

كان دوره محوريًا في تنظيم “هيئة تحرير الشام” التابعة لتنظيم القاعدة، حيث تم تكليفه بالعديد من المهام الحساسة والمصيرية، وظل لفترة طويلة أحد المقربين من زعيم الهيئة أبو محمد الجولاني.

أبو الفتح فرغلي

من هو أبو الفتح فرغلي؟

تاريخ فرغلي يعكس التحولات الجذرية في الصراع السوري، وما بين تطوراته العسكرية والتشريعية والسياسية، شغل فرغلي مواقع حساسة داخل الهيئة، مما جعله يتصدر المشهد في سنوات الصراع الأخيرة.

ووُلد يحيى طاهر الفرغلي في مصر، وكان يتبع التيار السلفي الجهادي. وفي عام 2014، انتقل إلى سوريا حيث انخرط في صفوف “جبهة النصرة”، وهي الفرع السابق لتنظيم القاعدة في سوريا، والتي أصبحت لاحقًا هيئة تحرير الشام، وكانت سوريا في تلك الفترة تشهد اشتعالًا للصراع بين العديد من الفصائل المسلحة، وكان جبهة النصرة من أبرز القوى التي تقاتل ضد النظام السوري، وقد أسهم فرغلي بشكل كبير في توجيه العديد من العمليات العسكرية.

دوره كـ”اليد اليمنى” للجولاني

منذ انضمامه إلى جبهة النصرة، أثبت أبو الفتح فرغلي نفسه كأحد أبرز القادة العسكريين والسياسيين، وأصبح معروفًا كـ اليد اليمنى لـ أبو محمد الجولاني، زعيم هيئة تحرير الشام، وكان فرغلي يشغل العديد من المناصب الحساسة في الهيئة، ويُعتبر أحد الأشخاص الأكثر موثوقية من قبل الجولاني.

وتولى مسؤوليات ضخمة في تنظيم العمليات العسكرية، وكان له دور بارز في القضاء على الفصائل المسلحة المنافسة لجبهة النصرة، ما جعله لاعبًا رئيسيًا في تعظيم نفوذ الهيئة في مناطق الشمال السوري، وكان فرغلي يمتلك أكثر من 300 عنصر تحت إمرته، وأدار شبكة من العمليات العسكرية في العديد من المناطق، وخاصة في إدلب وريفها، وهذا العدد من العناصر كان يشير إلى ثقل وجوده داخل الهيئة، وتأثيره الكبير في صناعة القرار العسكري.

مسؤولياته في هيئة تحرير الشام

شغل فرغلي عدة مناصب حساسة في هيئة تحرير الشام، وكان يعتمد عليه الجولاني في التشريعات القضائية والسياسية والعسكرية، وقد أسهم في وضع الأسس القانونية التي تحكم المناطق التي تسيطر عليها الهيئة، فضلًا عن مشاركته في رسم السياسات العسكرية التي تضمن استمرار نفوذ الهيئة في مناطق الشمال السوري، كما كان له دور بارز في تكوين علاقات مع فصائل أخرى في المنطقة.

وفي عام 2022، انشق أبو الفتح فرغلي عن هيئة تحرير الشام، في خطوة مفاجئة كانت لها تبعات كبيرة على التنظيم، وجاء الانشقاق في وقت كان فيه الجولاني قد أصبح أحد أبرز الشخصيات في المشهد السوري، ويُنظر إليه كأحد القيادات التي كانت تستقطب العديد من الفصائل المسلحة إليها، ولم يُعرف تمامًا السبب وراء انشقاق فرغلي، إلا أن هناك تكهنات تشير إلى خلافات شخصية أو خلافات تتعلق بالاستراتيجيات المستقبلية للهيئة.

ظهوره مجددًا في دمشق

بعد انشقاقه، ظهر أبو الفتح فرغلي مجددًا في المسجد الأموي بدمشق بعد سقوط النظام، في مشهد اعتبره الكثيرون علامة على عودته إلى الساحة السياسية والعسكرية في سوريا، خاصة بعد تراجع نفوذ هيئة تحرير الشام بشكل ملحوظ في بعض المناطق.

ويُعد أبو الفتح فرغلي شخصية مثيرة للجدل في سياق الحرب السورية. منذ انضمامه إلى جبهة النصرة، مرّ بتطورات عدة جعلته أحد أبرز الشخصيات العسكرية والسياسية في الهيئة. كما ساهم في رسم السياسات الكبرى التي شكلت ملامح الصراع في شمال سوريا، بيد أن انشقاقه وظهوره مجددًا بعد فترة من الغياب يفتح الباب أمام تساؤلات بشأن مستقبله في الصراع السوري وأين ستكون محطاته القادمة.