انتخابات برلمانية مبكرة في فرنسا.. هل يستعيد ماكرون الأغلبية؟

عمر رأفت
انتخابات برلمانية مبكرة في فرنسا.. هل يستعد ماكرون الأغلبية أم يفوز اليمين المتطرف؟

يتواصل صدى دعوة الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، إلى انتخابات تشريعية مبكرة في فرنسا، ردًا على فوز حزب التجمع الوطني اليميني المتطرف بعدد كبير من مقاعد البرلمان الأوروبي.

وبحسب هيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي”، اليوم الثلاثاء 11 يونيو 2024، حذر وزير المالية الفرنسي، برونو لومير، من أن التصويت على جولتين، والذي سيبدأ 30 يونيو الجاري، قد يكون له عواقب هي الأخطر في تاريخ فرنسا الحديث.

سيطرة اليمين المتطرق بالانتخابات الأوروبية

تعرض الحزب الاشتراكي الديمقراطي في ألمانيا، بزعامة المستشار أولاف شولتس لهزيمة كبيرة في الانتخابات الأوروبية التي جرت الأحد الماضي على يد المعارضة المحافظة، لكنه استبعد إجراء انتخابات مبكرة، وقال رئيس وزراء مقاطعة بافاريا المحافظ، ماركوس سودر، إن حكومة شولتز انتهت وتحتاج إلى اتباع النموذج الفرنسي.

ومن غير المقرر أن تجري ألمانيا انتخابات جديدة حتى عام 2025، لكن سودر، قال إن البلاد بحاجة إلى بداية جديدة.

وشدد حليف ماكرون، ورئيس الجمعية الوطنية، يائيل براون بيفيت، على أنه كان هناك بديلًا لإجراء انتخابات جديدة، لكن الرئيس قرر أن هذا الطريق ليس مفتوحًا أمامه، وبدون أغلبية في البرلمان، تعتمد الحكومة على دعم الأحزاب الأخرى لتمرير التشريعات.

إيمانويل ماكرون

إيمانويل ماكرون

صدمة لجميع الأطياف السياسية

حصل حزب التجديد بزعامة ماكرون على أقل من 15% من الأصوات الأحد الماضي، في حين حصل حزب التجمع الوطني المناهض للهجرة بزعامة مارين لوبان والزعيم جوردان بارديلا على أكثر من 31%، بانتخابات البرلمان الأوروبي.

وجاء قرار إجراء انتخابات تشريعية مبكرة في فرنسا، بمثابة صدمة لجميع الأطياف السياسية، فيما قال ماكرون إنه واثق من أن الناخبين الفرنسيين سيتخذون الخيار الصحيح .

فيما قال محللون لقناة فرانس 24، اليوم الثلاثاء، إن ماكرون أقدم على خطوة “محفوفة بالمخاطر” بحل البرلمان في محاولة لإبقاء حزب التجمع الوطني اليميني المتطرف خارج السلطة عندما تنتهي ولايته الثانية عام 2027.

ماكرون

ماكرون

اتخاذ القرار الصحيح

كتب ماكرون على موقع التواصل “إكس” أمس الاثنين: “أنا واثق من قدرة الشعب الفرنسي على اتخاذ القرار الصحيح لنفسه وللأجيال القادمة”، فيما كتبت صحيفة “لوموند” الفرنسية في افتتاحيتها: “ماكرون يلعب بالنار، ويمكن أن ينتهي به الأمر إلى حرق نفسه وجر البلاد بأكملها إلى النيران”.

وأدت حالة عدم اليقين المحيطة بالانتخابات إلى إضعاف ثقة السوق، حيث أغلق مؤشر “كاك 40” في باريس منخفضًا بنسبة 1.35 % وارتفع سعر الفائدة على ديون الحكومة الفرنسية بمقدار 10 نقاط أساس إلى 3.22 %.

ويأمل ماكرون في استعادة الأغلبية التي فقدها في مجلس النواب الفرنسي في الانتخابات التشريعية عام 2022 بعد فوزه بولاية ثانية، لكن هناك مخاوف من فوز حزب الجبهة الوطنية المناهض للهجرة، مما يجبر ماكرون على العمل في ائتلاف غير مرغوب فيه بالنسبة له مع رئيس وزراء يميني متطرف.

ربما يعجبك أيضا