انتخابات رواندا.. كاجامي على أعتاب ولاية جديدة رغم الفقر والتوترات

«الفقر والانتقادات الدولية».. كاجامي يواجه تحديات تهدد مستقبل رواندا

شروق صبري
انتخابات رواندا

تعاني رواندا من معدلات فقر مرتفعة وانتقادات متزايدة لتدخلها في الكونغو المجاورة.


وسط توقعات بفوز الرئيس الرواندي بول كاجامي في الانتخابات العامة التي ستُجرى الاثنين القادم، حيث يواجه نفس الخصمين الذين واجههم في الانتخابات السابقة عام 2017، والتي شهدت اكتساحه بنسبة 99% من الأصوات.

لكن خلف هيمنة الرئيس الانتخابية هناك مشاكل متنامية في الداخل، حيث فشل النمو الاقتصادي السريع خلال السنوات الأخيرة في تخفيف حدة الفقر بشكل كبير، وفي الخارج، يتعرض كاجامي لضغوط متزايدة بسبب تدخل جيشه في جمهورية الكونغو الديمقراطية المجاورة.

النمو الاقتصادي والفقر

رغم النمو الاقتصادي السريع الذي شهدته رواندا في السنوات الأخيرة، إلا أن هذا لم يساهم بشكل كبير في تخفيف حدة الفقر، ووفقًا لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، يعيش حوالي 49% من الروانديين في فقر متعدد الأبعاد، يشمل التعليم والسكن.

وتشير بيانات البنك الدولي إلى أن تقليص الفقر قد توقف في السنوات الأخيرة رغم النمو الاقتصادي القوي الذي بلغ 8.2% العام الماضي، بحسب “وول ستريت جورنال” الأمريكية، اليوم 15 يوليو 2024.

بول كاجامي

القمع السياسي

يتعرض كاجامي لانتقادات متزايدة بسبب القمع السياسي. في الانتخابات الحالية، قامت اللجنة الانتخابية بمنع ستة مرشحين من الدخول في السباق لأسباب إجرائية، واستبعدت المحكمة العليا اثنين من القادة السياسيين المخضرمين بسبب إدانات جنائية سابقة.

هذا الأمر ترك كاجامي في مواجهة نفس الخصمين الذين واجههم في 2017: فرانك هابينيزا، زعيم الحزب الديمقراطي الأخضر، وفيليب مباييمانا، الذي يترشح كمستقل.

الحرية السياسية

تصنف منظمة فريدوم هاوس، وهي مركز أبحاث ديمقراطي مقره واشنطن، رواندا على أنها “غير حرة”، حيث منحتها 8 من 40 نقطة في مجال الحريات السياسية.

وتقول المنظمة إن النظام الحاكم في رواندا حافظ على الاستقرار والنمو الاقتصادي ولكنه قمع المعارضة السياسية من خلال الرقابة المستمرة والترهيب والاحتجاز التعسفي والتعذيب والاغتيالات المشتبه بها للمعارضين في المنفى.

انتخابات رواندا

انتخابات رواندا

الأوضاع الداخلية

يعاني العديد من الروانديين من صعوبات اقتصادية كبيرة، إذ يقول دان ندايامويي، وهو موظف في مواقف السيارات في العاصمة كيغالي، إنه يكافح لجني ما يكفي من المال لدفع الإيجار ورعاية والدته المسنة.

ومع ذلك، قال إنه سيصوت لكاجامي لضمان بقاء بلاده مستقرة وآمنة. وتقول دافين كايتيسي، وهي معلمة في منطقة بوجيسيرا الشرقية، إن بعض القرى تفتقر إلى المدارس والكهرباء والمياه الجارية. كما أن المحاصيل الضعيفة تركت بعض الأسر بدون غذاء كافٍ.

العلاقات الإقليمية

تواجه رواندا انتقادات دولية بسبب تدخلات جيشها في جمهورية الكونغو الديمقراطية. في العقد الماضي، عثر على العديد من المعارضين البارزين مقتولين.

وكذلك جنوب إفريقيا طردت عدة دبلوماسيين روانديين في عام 2014 بعد مقتل رئيس المخابرات الرواندي السابق وهجوم على رئيس الجيش السابق هناك. وينفي كاجامي ومسؤولون روانديون آخرون تورطهم في هذه الحوادث.

قضية بول روسيساباجينا

في عام 2020، اعتقل بول روسيساباجينا، حامل البطاقة الخضراء الأمريكية، الذي ألهم فيلم “فندق رواندا” وأصبح لاحقًا ناقدًا بارزًا لكاجامي.

و بعد استدراجه في رحلة دولية خفضت الحكومة حكم روسيساباجينا بالسجن لمدة 25 عامًا العام الماضي بعد أن أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية أنه محتجز بشكل خاطئ وتعهد بالبقاء خارج السياسة الرواندية.

انتخابات رواندا

انتخابات رواندا

الضغط الدولي

الأسبوع الماضي، قال خبراء الأمم المتحدة الذين يدرسون الصراع في شرق الكونغو إن رواندا نشرت بين 3.000 و4.000 جندي لدعم تمرد مجموعة التوتسي المتمردة، مما أدى إلى نزوح حوالي 2.5 مليون كونغولي من منازلهم.

وشاركت وزارة الخارجية الأمريكية مخاوف خبراء الأمم المتحدة ودعت رواندا إلى وقف دعمها لمتمردي “إم23” وسحب قواتها والأسلحة المتقدمة من الكونغو.

ردود الفعل الحكومية

لم ترد متحدثة باسم الحكومة الرواندية على طلبات التعليق على تقرير خبراء الأمم المتحدة. ومع ذلك، قالت سابقًا إن رواندا كانت تتصرف للدفاع عن سلامة أراضيها وأشارت إلى التهديدات المستمرة ضد التوتسي من جماعة مسلحة هوتية كونغولية.

خلال فعاليات حملته الانتخابية، أكد كاجامي أن حكومته تركز على حماية رواندا وشعبها. وقال أمام حشد في مدينة روبيفو على الحدود مع الكونغو: “بلدنا آمن من التهديدات الخارجية. في 15 يوليو، سنختار الوحدة والتنمية، وكلما بنينا، كلما عززنا قدراتنا على تعزيز نظامنا الأمني لضمان استمرارية تنميتنا.”

ربما يعجبك أيضا