انتظروا المساعدات فجاءتهم القنابل.. إسرائيل تستهدف النازحين جنوب غزة

إسراء عبدالمطلب

إسرائيل استخدمت بشكل متكرر أسلحة متفجرة ذات آثار واسعة النطاق في أحياء مكتظة بالسكان في غزة.


تصاعدت النداءات الدولية من أجل دفع إسرائيل للسماح بدخول المزيد من شاحنات الإغاثة إلى غزة والتحذيرات الأممية من شبح مجاعة يلوح في القطاع الفلسطيني المحاصر.

واستهدف قصف إسرائيلي، اليوم الخميس 29 فبراير 2024، جنوب غربي مدينة غزة، بينما كان المئات ينتظرون الحصول على المساعدات. و أدى القصف الإسرائيلي الذي استهدف دوار النابلسي شمال القطاع إلى مقتل أكثر من 100 مدني، وإصابة نحو 1000 آخرين.

اشتباكات عنيفة بين الجيش السوداني و«الدعم السريع» شمال مدينة بحري

انتظروا المساعدات فأتتهم القنابل

حسب قناة العربية، قدم آلاف الفلسطينيين إلى الدوَّار من مدينة غزة ومن جباليا وبيت حانون انتظارًا لوصول شاحنات مُحملة بالمساعدات الإنسانية عند طريق هارون الرشيد الساحلي في منطقة الشيخ عجلين بغرب مدينة غزة.

وأشارت إلى أن القوات الإسرائيلية أطلقت النار بشكل مباشر على بعض المدنيين أثناء انتظارهم المساعدات، وأوضحت أن أعدادًا كبيرة من الجرحى نقلوا إلى مستشفى الشفاء، ما فاق قدرة الطاقم الطبي على التعامل معهم، كما نقل عدد من الجثامين والمصابين إلى مستشفيي المعمداني في مدينة غزة، وكمال عدوان في جباليا.

مذبحة النازحين

قال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان إن فريقه الميداني “وثَّق إطلاق الدبابات الإسرائيلية النيران بشكل مباشر تجاه آلاف المدنيين الجياع” في غزة، وكشف الإعلام الحكومي في غزة أن القوات الإسرائيلية كانت لديها “نية مبيتة” للهجوم على النازحين.

وإلى ذلك قال مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان، فولكر تورك، إن ما يحدث في غزة “مذبحة” يجب وقفها، مضيفًا في بيان أنه “لا توجد حدود “للأهوال التي تتكشف أمام أعيننا في غزة ولا توجد كلمات لوصفها”، مشددًا على أن “قتل وتشويه المدنيين في غزة بلغ مستوى غير مسبوق”، وفقًا لوكالة أنباء العالم العربي AWP.

فشل المفاوضات

أردف تورك، أن “إسرائيل استخدمت بشكل متكرر أسلحة متفجرة ذات آثار واسعة النطاق في أحياء مكتظة بالسكان في غزة”، فيما علقت حركة “حماس” على الحادثة، وقالت إن إسرائيل تتحمل تبعات فشل المفاوضات بسبب استمرار جرائم الإبادة، وأضاف أن “المفاوضات ليست عملية مفتوحة على حساب دماء الشعب الفلسطيني”.

وفي المقابل قال متحدث باسم الجيش الإسرائيلي إن الجيش ليس على علم بقصف منطقة غرب مدينة غزة اليوم، مضيفًا أنه “لا توجد معلومات عن قصف إسرائيلي في المنطقة”، حسب رويترز.

ضحايا تحت الركام

أعلنت وزارة الصحة في غزة أن عدد قتلى الهجوم الإسرائيلي منذ السابع من أكتوبر ارتفع إلى أكثر من 30 ألفًا، فيما وصل عدد المصابين إلى أكثر من 70 ألفًا. بينما لا يزال عدد غير معروف من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات.

بدوره قال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم جيبريسوس، عدد قتلى الحرب في قطاع غزة تجاوز 30 ألفًا، غالبيتهم العظمى من النساء والأطفال، في حين تخطى عدد المصابين 70 ألفًا، وشدد في تغريدة عبر حسابه على منصة إكس اليوم على ضرورة وقف إطلاق النار وإنهاء “هذا العنف المروع والمعاناة” في غزة.

وبالتزامن حذرت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) اليوم أيضًا من أن الأنباء المتعلقة بوفاة 6 أطفال نتيجة الجفاف وسوء التغذية في شمال غزة مروعة، وأضافت عبر منصة إكس أن “المطلوب الآن إتاحة الوصول لأنحاء القطاع، مشددة على أن وقف إطلاق النار الفوري يمثل “مسألة حياة أو موت”.

جفاف وسوء التغذية

كانت وزارة الصحة في قطاع غزة أعلنت أمس الأربعاء وفاة طفلين بمجمع الشفاء الطبي بسبب الجفاف وسوء التغذية، ما يرفع عدد وفيات الأطفال في شمال القطاع نتيجة ذلك إلى 6 وفيات، ويُذكر أن الأمم المتحدة كانت حذرت مرارًا وتكرارًا في السابق من ارتفاع أعداد القتلى المدنييين من الأطفال والنساء جراء الحرب في القطاع، مؤكدة أنهم يدفعون الفاتورة الأغلى ثمنًا.

كما نبهت هذا الأسبوع من “مجاعة واسعة النطاق لا مفرّ منها تقريبًا” تهدد 2,2 مليون شخص يشكّلون الغالبية العظمى من سكان القطاع، لا سيما في شماله، مع تعثّر وصول المساعدات جراء الغارات الإسرائيلية التي استهدفت أكثر من مرة شحنات مساعدات أممية.

ربما يعجبك أيضا