انحياز للمتطرفين وتجاوز للحد.. نائب ترامب يُغضب ساسة ألمانيا

محمد النحاس

في مؤتمر ميونيخ الأمني السنوي، أثار نائب الرئيس الأمريكي، جي دي فانس، جدلًا واسعًا بتصريحاته التي وصف فيها أوروبا بأنها تشكل تهديدًا للقيم الديمقراطية أكثر من روسيا أو الصين.

وانتقد فانس أوروبا على قمع حرية التعبير وفشلها في وقف الهجرة الجماعية، مستخدمًا مصطلحات مثل “المعلومات المضللة”، هذه التصريحات أثارت استياء وزير الدفاع الألماني، بوريس بيستوريوس، الذي عبّر عن انزعاجه قائلاً: “هذا غير مقبول”، موضحًا أن القادة الأوروبيين كانوا ينتظرون توضيحات حول القضايا الحيوية مثل إنهاء الحرب الروسية على أوكرانيا وتعزيز التحالف الغربي.

تجاوز الحدود

لم يقف نائب الرئيس الأمريكي عند هذا الحد، فقد دعا إلى إنهاء “العزلة” المفروضة على حزب البديل من أجل ألمانيا اليميني المتطرف، كما التقى بقائدته أليس فايدل.

تصريحات فانس تأتي في وقت حساس لألمانيا، التي تستعد لانتخابات تشريعية وسط تصاعد اليمين المتطرف، وفق ما أشار مقال نشرته صحيفة فاينانشال تايمز البريطانية في 15 فبراير 2025.

كما يأتي ذلك في وقت تزداد فيه شعبية اليمين المتطرف في ألمانيا، بما في ذلك حزب البديل من أجل ألمانيا، الذي كان يُعتبر سابقًا منبوذًا في الأوساط السياسية، لكن تجاوز دعمه داخل البلاد، ليجد دعمًا من شخصيات مثل إيلون ماسك ورئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان.

منحى غير متوقع

على مدار عقود، كان التحالف الغربي أساسًا لنهضة ألمانيا الديمقراطية والاقتصادية، لكن كلمات نائب الرئيس الأمريكي أثارت ردود فعل غاضبة، حتى من قبل أكثر المؤيدين للعلاقات الألمانية الأمريكية.

واتهم زعيم الحزب الديمقراطي المسيحي، فردريش ميرتس، إدارة ترامب بالتدخل العلني في الانتخابات.

وتوقع المسؤولون الألمان انتقادات بعد عودة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، لكن لم يكونوا مستعدين لهجمات تستهدف أسس نظامهم السياسي ودعم اليمين المتطرف.

تدخل في الانتخابات

المستشار الألماني، أولاف شولتز، شدد على أن ألمانيا “لن تقبل بتدخل خارجي في ديمقراطيتنا وانتخاباتنا”، مؤكدا “أننا سنقرر بأنفسنا مستقبل ديمقراطيتنا”.

كل هذه التعقيدات، تأتي في توقيت دقيق، حيث تشهد ألمانيا حالة من الاضطراب، بعد الهجمات الدامية التي نفذها طالبو لجوء، ما أثار نقاشًا حادًا حول الهجرة.

نقطة تحوّل

وفق المقال فإن هذه التطورات تثير تساؤلات حول مستقبل العلاقات الألمانية الأمريكية، ويرى بعض المسؤولين الأوروبيين في تصريحات فانس إشارة إلى ضرورة تقليل الاعتماد على الدعم الأمريكي.

وفي المقابل اعتبر آخرون أن التصريحات كانت استفزازية وليست تغييرًا جذريًا في السياسة؛ ووصف نائب المستشار الألماني، روبرت هابيك، خطاب فانس بأنه “نقطة تحول” في العلاقة بين أوروبا والولايات المتحدة، مشيرًا إلى أن الحكومة الأمريكية “انحازت خطابيًا وسياسيًا إلى جانب المستبدين”.

ربما يعجبك أيضا