بأقراص اليود والملاجئ.. 4 دول أوروبية تجهز مواطنيها للحرب

شروق صبري
الحروب الحديثة..هل يمكن التحكم في الذكاء الاصطناعي الفتاك؟ 

في الوقت الذي قد يبدو فيه من غير المُحتمل أن يتسع نطاق الصراع في أوروبا، إلا أن بعض الدول قد بدأت تأخذ هذه الاحتمالات على محمل الجد.

وفي ظل تصاعد التوترات الأمنية بمنطقة البلطيق بسبب الحرب الروسية على أوكرانيا، قررت فنلندا والسويد التخلي عن سياسة الحياد التي استمرت لعقود قبل أن يقررا الانضمام إلى حلف الناتو، لكن الاستعداد العسكري ليس العامل الوحيد المهم، بل لابد من استعداد المواطنين أيضًا.

تأهيل المواطنين للحروب

تتفاوت الاستعدادات من التطبيقات التي تساعد الناس في العثور على أقرب ملجأ إلى نشر منشورات تحتوي على إرشادات بشأن كيفية التحضير للطوارئ، إذ تكثف الدول جهودها لتأمين استعدادات المواطنين لمجابهة الأوقات الصعبة.

في ألمانيا، يتم تطوير تطبيق يساعد المواطنين على تحديد مواقع الملاجئ في حال حدوث هجوم، بينما في السويد يتم توزيع كتيب بعنوان “إذا جاءك الأزمة أو الحرب”، وقد قام نصف مليون فنلندي بتنزيل دليل الطوارئ الذي يوجههم بشأن كيفية التعامل مع الأزمات المختلفة.

ونشرت صحيفة “الجارديان” البريطانية، الجمعة 29 نوفمبر 2024، أبرز استعدادت دول أوروبا للحروب والطوارئ.

السويد “كتيب الطوارئ”

يبدأ كتيب الطوارئ السويدي بالقول: “نعيش في أوقات غير مستقرة، تُخاض حروب مسلحة في زاويتنا من العالم، وتُستخدم أساليب مثل الإرهاب والهجمات الإلكترونية وحملات التضليل لتقويضنا”. وتضيف النسخة الإنجليزية للكتيب أنه إذا تعرضت السويد لهجوم، فإن “الجميع يجب أن يؤدي دوره في الدفاع عن استقلال السويد وديمقراطيتها”، مشددة على أهمية الصمود الجماعي في مواجهة الأزمات.

هذا النوع من الإرشادات ليس جديدًا على السويد، فالدولة نشرت مثل هذه الكتيبات منذ الحرب العالمية الثانية. ولكن الكتيب الأخير يتناول مواضيع مثل أنظمة التحذير، والمخابئ الجوية، وأمن المعلومات الرقمية، بالإضافة إلى كيفية استخدام المرحاض في حالة انقطاع المياه، ويوصي الكتيب بتخزين كمية كافية من الماء، وملابس دافئة، وأطعمة غنية بالطاقة وسهلة التحضير، بالإضافة إلى الحصول على راديو يعمل بالبطارية.

النرويج “أقراص اليود”

أما في النرويج، وزعت الهيئة الوطنية للحماية المدنية كتيبًا مشابهًا على جميع الأسر في البلاد، مشيرة إلى أن “العالم أصبح أكثر اضطرابًا” بسبب تغيّر المناخ والتهديدات الرقمية، فضلًا عن “أعمال الحرب في أسوأ الحالات”.

وينصح الكتيب المواطنين بتخزين المواد الغذائية غير القابلة للتلف، مثل الخبز المقرمش، والفواكه المجففة، والشوكولاتة، والمكسرات، إلى جانب الأدوية الأساسية مثل أقراص اليود في حال وقوع حوادث نووية، كما ينصح الكتيب بحمل عدة بطاقات مصرفية واحتفاظ كمية من المال في المنزل.

فنلندا “توصيات وإرشادات”

في فنلندا، يقدم موقعًا إلكترونيًا يختص بالإعداد للطوارئ نصائح للمواطنين عن كيفية التأقلم مع الأزمات، مثل انقطاع المياه، وحرائق الغابات، وحروب محتملة، ويُعرض على الفنلنديين أيضًا اختبار مهاراتهم من خلال أسئلة مثل “هل ستتمكن من البقاء على قيد الحياة لمدة 72 ساعة في أزمة؟”.

وتدعو فنلندا مواطنيها إلى تعزيز مرونتهم النفسية، والتحسين من قدرتهم على التعامل مع الظروف الصعبة، فضلًا عن تعلم كيفية الحماية الشخصية في حالات الأزمات.

ألمانيا “خطة الملاجئ”

في ألمانيا، ركزت الحكومة على زيادة عدد الملاجئ والمخابئ المحمية، بعد أن كشفت تقديرات رسمية أن البلاد، التي يبلغ عدد سكانها 84 مليونًا، تمتلك أقل من 600 ملجأ عام، لا تكفي إلا لإيواء 480 ألف شخص فقط.

وقد أطلقت الحكومة خطة لتأهيل الملاجئ وتوفير تطبيق للهواتف المحمولة يساعد في تحديد مواقعها، وتشير التوقعات إلى أن الهجوم الروسي قد يصبح احتمالًا قائمًا في غضون السنوات الخمس المقبلة.

استعدادات للطوارئ

في هذا السياق، تُسعى الآن لاستخدام أي مبنى يمكن أن يُستخدم كمأوى في حالة الطوارئ، مثل محطات المترو أو الطوابق السفلى للمكاتب العامة والمدارس.

وقد طُلب من الأسر الألمانية تجهيز أقبية المنازل أو الغرف التخزينية لتكون ملاذات آمنة، كما ستُلزم شركات البناء بإدخال الملاجئ في المنازل الجديدة، على غرار ما تم في بولندا.

وكشف تقرير لصحيفة “فرانكفورتر ألجماينه”، عن وثيقة تحتوي على ألف صفحة تهدف إلى تقديم نصائح للمؤسسات التجارية، مثل تدريب سائقي الشاحنات، فضلًا عن توجيه إرشادات استعدادات الطوارئ للأفراد.

ربما يعجبك أيضا