بعد أيام من توجيه ضربة جوية إسرائيلية إلى إيران، قالت هيئة البث الإسرائيلية، إن تقديرات في الولايات المتحدة، ترجح أن تؤثر تاك الضربات الأخيرة، على قدرة طهران لإنتاج الصواريخ، وبالتالي على طبيعة الرد.
وأثارت هذه الضربات مخاوف من اندلاع حرب إقليمية واسعة النطاق، وسط تبادل للاتهامات بين الجانبين حول طبيعة وأهمية الأهداف التي تعرضت للهجوم. وفي ظل المخاوف الدولية، برزت دعوات لخفض التصعيد، لكن يبقى الوضع متوتراً مع احتمالات حدوث مواجهات مستقبلية.
ردع دون تصعيد
في السياق يقول المحلل السياسي، الدكتور أحمد العناني، إن إسرائيل تسعى لإيصال رسالة ردع، مفادها أنها سترد بقوة إذا تم استهدافها، لكنها لن تصل إلى استهداف المنشآت النووية، مضيفًا أن إسرائيل ربما تستهدف المنشآت النفطية الإيرانية، التي تُعد شريان الحياة للاقتصاد الإيراني، بدلاً من المنشآت النووية، لافتًا إلى أن الهجوم على المنشآت النفطية سيؤثر على الاقتصاد الإيراني، لكن دون تصعيد يصل إلى حرب نووية.
وأضاف العناني، في تصريحات خاصة لـ«شبكة رؤية الإخبارية» أن إسرائيل ترغب في الحفاظ على معادلة الردع، مشيرًا إلى أنها سبق وأن نفذت ضربات ضد قيادات في المقاومة مثل حزب الله وحماس، لإظهار تفوقها العسكري. ويعتقد أن هذه الضربات لن تحل الأزمة، بل ستزيد من توتر الوضع الإقليمي وقد تؤدي إلى تصعيد مفتوح.
ضربات تفتح قنوات تفاوضية
تابع العناني: “إسرائيل ستضرب ضربة محدودة لا تتجاوز الخطوط الحمراء، تراعي قواعد الاشتباك الحالية، مما قد يساعد على فتح قنوات تفاوضية مع الفصائل الفلسطينية والوصول إلى حلول، خصوصًا بعد مقتل يحيى السنوار.” وأكد أن الجهود الدبلوماسية من مصر وقطر، إلى جانب التدخل الفرنسي، قد تساهم في تهدئة الأوضاع على الجبهة اللبنانية.
وأشار إلى أن توجيه ضربات إسرائيلية للمنشآت النووية الإيرانية ليس في الحسبان، حيث حذرت الولايات المتحدة من ذلك لما سيترتب عليه من كارثة بيئية، وقد يؤدي إلى رد إيراني يستهدف مفاعل ديمونة الإسرائيلي، مما يُشعل حربًا نووية، تدخل فيها قوى عالمية كروسيا والصين. واختتم العناني بقوله إنه يتوقع أن تراعي إسرائيل الأبعاد الاستراتيجية والدولية، وبالتالي فإن الضربة القادمة ستكون محدودة، ولن تصل إلى تصعيد شامل.
عواقب وخيمة
صرح مسؤول أمريكي بأن واشنطن مستعدة للرد إذا اختارت إيران التصعيد، محذرًا من “عواقب وخيمة”، وأن الهدف من الضربات هو إنهاء التصعيد المباشر بين الجانبين، ولفت المستشار الألماني أولاف شولتز إلى أهمية تجنب التصعيد وحماية المدنيين، معرباً عن أمله في أن تكون هذه الضربات فرصة للحد من التوترات الإقليمية. وحث إيران على التوقف عن أي ردود فعل قد تؤدي إلى تصعيد أكبر.
وجاءت الضربات الإسرائيلية بعد أسابيع من تصاعد التوترات، حيث تعهدت حكومة نتنياهو بالرد على هجوم إيراني سابق في الأول من أكتوبر، والذي شهد إطلاق حوالي 200 صاروخ باتجاه إسرائيل. وذكرت طهران أن هجومها كان رداً على اغتيال إسرائيل لقيادات في حماس وحزب الله في الأشهر الماضية.
تداعيات الهجمات ومستقبل التوترات
أشار بعض المحللين إلى أن الضربات الأخيرة قد تكون مقدمة لهجمات إسرائيلية أخرى، حيث يُعتقد أن استهداف أنظمة الدفاع الجوي قد يمهد لهجمات لاحقة. في المقابل، من المرجح أن تستمر إدارة بايدن في الضغط على إسرائيل لمنع المزيد من التصعيد، ومن المتوقع أن تؤثر الانتخابات الرئاسية الأمريكية القادمة في نوفمبر على حسابات إسرائيل، حيث قد تحاول الإدارة الأمريكية المقبلة تقليص مساحة المناورة الإسرائيلية تجاه إيران، مما يفسر توقيت هذه الضربات الأخيرة.
وتبقى المنطقة في حالة من التوتر المستمر، حيث تتصاعد التوترات بين إسرائيل وإيران وسط تبادل للهجمات. ومع الدعم القوي من الولايات المتحدة لإسرائيل، والتوترات المحيطة بالانتخابات الأمريكية، تظل احتمالات التصعيد قائمة، مما يجعل المنطقة على حافة مواجهة إقليمية أوسع.
رابط مختصر : https://roayahnews.com/?p=2025759