تتوالى التهديدات الإسرائيلية تجاه الأمين العام الجديد لحزب الله، نعيم قاسم، الذي تولى منصبه بعد اغتيال سلفه حسن نصر الله في غارة إسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت.
ويبدو أن قاسم يسير على خطى سلفه في مواجهة ضغوط إسرائيلية مستمرة، إذ لم تتأخر القيادات الإسرائيلية في توجيه تهديدات علنية، حيث توعد وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت، الأمين العام الجديد لحزب الله، مؤكدا أن تعيينه مؤقت وأن العد التنازلي له قد بدأ.
تهديدات إسرائيلية
عبر تصريحات نقلتها القناة 12 الإسرائيلية، قال رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في محادثات مغلقة: “سمعت أن حديثه انقطع في المنتصف، وهذا مؤشر لما سيأتي.” وتعد هذه الرسالة إشارة إلى التهديد المتزايد تجاه القيادة الجديدة لحزب الله.
وفي أول خطاب له، أشار قاسم إلى أنه نجا من طائرة مسيرة استهدفته قائلاً: “هذه المرة أنقذ نتنياهو من الطائرة بدون طيار، ربما يموت في عملية اغتيال.” وقد جاء هذا التصريح بعد حادثة إطلاق مسيرة من حزب الله أصابت زجاج غرفة نوم نتنياهو بمنزله في قيساريا.
مواقف كبار المسؤولين الإسرائيليين
وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس كتب على منصة “إكس”: “نعيم قاسم الأمين العام لحزب الله، خليفة الخلف، يعد بالسير على طريق نصر الله وسنتأكد من حدوث ذلك قريبًا.” وأرفق منشوره بصورة لقاسم وهو يمسح عرقه، ما اعتبره البعض محاولة لإظهار قاسم في موقف ضعيف.
كما انضم وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت إلى قائمة المهددين، حيث نشر صورة لقاسم عقب تعيينه في المنصب، معلقًا بعبارة: “لقد بدأ العد التنازلي لموعده”.
حرب مفتوحة
في ظل التوترات المتصاعدة على الحدود اللبنانية، يتناول المحلل السياسي والكاتب اللبناني، عبدالله نعمة، موقف جيش الاحتلال الإسرائيلي تجاه لبنان، مشيرًا إلى أن أي تسوية أو تهدئة مع الجبهة الشمالية تبدو غير واردة، ويسلط الضوء على زيارات الدبلوماسيين الأمريكيين والموقف الإسرائيلي المتشدد تجاه حزب الله.
يقول نعمة في تصريحات خاصة لـ “شبكة رؤية الإخبارية“، أن جيش الاحتلال الإسرائيلي لا يبدو مستعدًا للتسوية على الجبهة اللبنانية في هذه المرحلة، بالرغم من زيارة عاموس هوكستين إلى إسرائيل للتباحث مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو حول تطبيق القرار 1701، وهو القرار الذي كان نتنياهو يطالب به سابقًا، إلا أن دخول إسرائيل في حرب مفتوحة مع لبنان غيّر من أولويات نتنياهو.
وتابع: “نتنياهو لم يعد يسعى إلى تطبيق القرار، بل يبدو مصممًا على فرض هدوء طويل الأمد على جبهة الشمال مع لبنان لمدة تصل إلى خمسين عامًا، وذلك عبر تدمير قدرات حزب الله العسكرية والبشرية والإعلامية”.
قاسم على قائمة الإغتيالات
يشير نعمة إلى أن جيش الاحتلال بدأ حملة عسكرية برية على طول الحدود مع لبنان، متسببًا بدمار شامل للبنية التحتية وللممتلكات، ويهدف من خلالها إلى فصل لبنان عن النفوذ الإيراني، معتبرًا أن القضاء على حزب الله أصبح جزءًا لا يتجزأ من استراتيجيته، وهذه الحملة العسكرية لم تقتصر على الحرب البرية، بل امتدت لتشمل غارات جوية مستمرة على مدار الساعة، ما أدى إلى تدمير واسع النطاق في مختلف المناطق اللبنانية.
ويضيف نعمة أن الالتزام بتطبيق القرار 1701 كان سيمنح إسرائيل مكاسب تفوق تلك التي تحققها من الحرب، لو كانت جادة في السعي إلى التهدئة، ولكنها مستمرة في تدمير بلدات الجنوب اللبناني وتحويل المباني إلى أرض محروقة، فضلًا عن إقامة حزام أمني على الحدود. ويعتقد نعمة أن التصعيد من البر والجو والبحر يدل على نية الاحتلال في الاستمرار بالمعركة.
وفيما يتعلق باغتيال نعيم قاسم، الأمين العام لحزب الله، يقول نعمة إن “قاسم وُضع على قائمة الاغتيالات، ويؤكد أن جيش الاحتلال لن يتراجع عن التصعيد على الجبهة اللبنانية. على العكس، يبدو أن التصعيد هو سيد الموقف في المرحلة المقبلة، داعيًا الله أن يحمي لبنان وشعبه من هذه التطورات الخطيرة”.
رابط مختصر : https://roayahnews.com/?p=2030581