بالأرقام.. إسرائيل تكشف خسائرها البشرية بعد عام من الحرب

شروق صبري
هجوم 7 أكتوبر 2023

الحرب بين حماس وإسرائيل أسفرت عن مقتل 885 مدنيًا و70,000 مصاب، مع تفاقم الأزمات النفسية والاجتماعية في إسرائيل.


أفاد المعهد الوطني للتأمين في إسرائيل أن إجمالي عدد ضحايا الهجمات الإرهابية خلال العام الماضي بلغ 885 مدنيًا، من بينهم 578 رجل و300 امرأة.

تضمنت الضحايا 53 طفلًا ومراهقًا تحت سن 18 عامًا، منهم 4 أطفال تتراوح أعمارهم بين 0-3 سنوات. بالإضافة إلى ذلك، كان هناك 72 ضحية من الأجانب.

الأيتام والأرامل

منذ بداية الحرب، فقد 921 شخصًا أحد الوالدين، حيث ترك 479 رجل و442 امرأة بدون آباء أو أمهات.

كما فقد 291 طفلًا تحت سن 18 عامًا أحد والديهم. إضافة إلى ذلك، أصبح 226 شخصًا أرامل نتيجة للصراع. وفق ما نشرت صحيفة جيروزاليم بوست الإسرائيلية اليوم الأحد 6 أكتوبر 2024.

الرهائن والمفقودين

بعد 7 أكتوبر، تم اختطاف 217 مدنيًا من ليسوا من أفراد القوات الأمنية في قطاع غزة. تم إطلاق سراح 116 رهينة، بينما لا يزال 74 مدنيًا محتجزين كرهائن لدى حماس.

شهدت إسرائيل أكبر تعبئة احتياطية في تاريخها. ومن ضمن التعويضات التي تم صرفها للمجتمعات المتضررة، تم دفع أكثر من 21.6 مليار شيكل إسرائيلي كتعويضات للخدمة الاحتياطية.

أكثر من 70,000 ضحية تلقوا علاجًا منذ بدء الحرب، بما في ذلك 12 حالة بتر.

الحياة في إسرائيل

ووفق ما نشرت صحيفة بيزنس ستاندرد الهندية الناطقة بالإنجليزية، فإنه مع وصول الحرب مع حماس لعامها الأول، يبدو على السطح أن الحياة في إسرائيل عادت إلى طبيعتها، لكن الكثيرين ما زالوا يعانون من تبعات هجوم 7 أكتوبر.

ولا يزال هناك رهائن محتجزون، بينما تزداد التوترات على الجبهة الشمالية مع حزب الله. يشعر العديد من الإسرائيليين بالكآبة واليأس والغضب مع استمرار الحرب للعام الثاني.

كمل تظل صور الأسرى المختطفين في غزة معلقة في كل مكان، لتذكّر بأن إسرائيل ما زالت تعيش في حالة حرب، حيث لا يزال الشعب متأثراً بأكبر هجوم دموي في تاريخ البلاد.

إسرائيل عادت للوراء

يرى المؤرخ الإسرائيلي توم سيجف، الذي يبلغ من العمر 80 عامًا، أن إسرائيل لطالما شعرت بأن حروبها قصيرة وسريعة. لكنه يعبر الآن عن شعور جديد باليأس، موضحاً أن البلاد ليست معتادة على حروب طويلة الأمد.

وقال هذه الحرب، بالنسبة للكثيرين، أعادت إسرائيل إلى الوراء تاريخيًا، مضيعةً الإنجازات التي سعت لتحقيقها لتصبح دولة طبيعية مثل دول أوروبا وأمريكا الشمالية.

الانقسامات الداخلية والمظاهرات ضد الحرب

رغم أن هجوم حماس جمّع الإسرائيليين لفترة وجيزة بعد وقوعه، إلا أن الانقسامات الداخلية عادت لتطفو على السطح. إذ تشهد تل أبيب وغيرها من المدن مظاهرات أسبوعية تطالب بوقف إطلاق النار والإفراج عن الأسرى، يقودها بشكل أساسي اليهود العلمانيون المعارضون للحكومة الحالية.

وأظهرت استطلاعات الرأي أن 61% من اليهود اليمينيين، الذين يشكلون قاعدة دعم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، يؤيدون استمرار الحرب.
مع ذلك، لا يهتم العديد من الإسرائيليين بالتدمير المستمر في غزة، حيث تجاوز عدد القتلى الفلسطينيين 41,000 بحسب وزارة الصحة الفلسطينية. التركيز الأكبر في إسرائيل ينصب على قضية الرهائن، مما يدفع العديد من المتظاهرين للمطالبة بوقف إطلاق النار لإنقاذهم.

التأثيرات النفسية والمجتمعية للحرب

بينما تحاول بعض أجزاء الحياة في إسرائيل العودة إلى طبيعتها مع ازدحام الشواطئ والمقاهي، يظل شبح الحرب حاضرًا في كل مكان. إذ يتجب المواطنون السفر الداخلي، ويبحثون عن الملاجئ القريبة تحسبًا لأي هجوم جديد. بالإضافة إلى ذلك، يعيش آلاف الإسرائيليين من الحدود الشمالية والجنوبية في مساكن مؤقتة، بينما يؤدي جنود الاحتياط جولاتهم الثانية أو الثالثة من الخدمة، ما يزيد من الضغط على أسرهم وأعمالهم.

الحرب التي لا يرى أحد نهايتها تجعل الكثيرين قلقين بشأن مستقبل إسرائيل، وربما يتساءلون عما إذا كان هناك مستقبل أصلاً.

ربما يعجبك أيضا