بايدن يدعم حرب إسرائيل.. ماذا عن ترامب؟

ما حقيقة موقف ترامب بشأن إسرائيل وحرب غزة؟

محمد النحاس
الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب

هل يعني حديث ترامب أنه يجب على إسرائيل أن تتوقف عن قصف المدنيين، أم منع صور الحرب من الخروج للعالم؟.. في الواقع لم يكشف ترامب إلا القليل عن وجهات نظره بشأن حرب غزة، خاصةً عندما يتعلق الأمر بإمكانية وقف إطلاق النار


نقل تحليل لمجلة “ريسبنسوبل ستيت كرافت” الأمريكية، تصريحات الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب بشأن دعوته لإسرائيل “للقيام بذلك بسرعة” (إنهاء حرب غزة)، لأن العالم بحاجة للسلام.

وبحسب التحليل المنشور، الجمعة 28 مارس 2024، انتقد ترامب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عدة مرات، في تصريحات أثارت تساؤلات كثيرة بشأن موقف الرئيس السابق من إسرائيل، وتحديدًا في ما يتعلق بحربها على قطاع غزة. 

توتر علاقة ترامب ونتنياهو

في أعقاب خسارته أمام الرئيس الأمريكي الحالي جو بايدن في عام 2020، تحدث ترامب عن مكالمة التهنئة التي أجراها نتنياهو لبايدن، متذمرًا من أنه “لم يتحدث إلىّ “منذ ترك ترامب منصبه لذا “تبًا له”، بحسب وصف الرئيس السابق. 

والأسبوع الماضي، بدا أن ترامب ذهب إلى أبعد من ذلك، حيث أوضح أن “الحرب يجب أن تنتهي ويجب أن نصل إلى السلام”، مؤكدًا “لا يمكن أن يستمر هذا الأمر، وسأقول على إسرائيل أن تكون حذرة للغاية، لأنها تخسر الكثير من الدعم في جميع أنحاء العالم”.

انتقاد ترامب لمشاهد الحرب

وعندما سُئل عن المخاوف من تزايد معاداة السامية، أشار مرة أخرى إلى مشهد الموت والدمار بين المدنيين، وقال ترامب “أعتقد أن إسرائيل ارتكبت خطأ كبيرًا جدًا، أردت أن أتصل بـ(إسرائيل) وأقول لها لا تفعل ذلك”.

وأردف: “هذه الصور واللقطات.. أعني، القنابل التي يتم إسقاطها على المباني في غزة.. هذه صورة فظيعة، صورة سيئة للغاية بالنسبة للعالم، العالم يرى هذا.. كل ليلة، كنت أشاهد المباني تتساقط على الناس”.

ترامب ينتقد الديمقراطيين

هل يعني حديث ترامب أنه يجب على إسرائيل أن تتوقف عن قصف المدنيين، أم منع صور الحرب من الخروج للعالم؟.. في الواقع لم يكشف ترامب إلا القليل عن وجهات نظره بشأن حرب غزة، خاصةً عندما يتعلق الأمر بإمكانية وقف إطلاق النار، وحتى ما قد يحدث عندما يتوقف القتال في نهاية المطاف، لكن يمكن تسليط الضوء على مواقف سابقة وتموضع داعميه.

ويصف ترامب الديمقراطيين التقدميين الذين يطالبون بوقف إطلاق النار بـ”المجانين” الذين “يكرهون إسرائيل”، كما قال مؤخرًا إن اليهود الذين يصوتون للديمقراطيين يكرهون إسرائيل و”يكرهون دينهم”.

فيما يتعلق بتعليقات ترامب الأخيرة، يوضح التحليل أن نفاد الصبر تجاه نتنياهو هو أمر مشترك بين الحزبين، كما تعبر عن ذلك التصريحات الأخيرة لزعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ تشاك شومر (جمهوري). 

مواقف أخرى لترامب

كما أن تصريحات ترامب بشأن السلام يمكن دحضها، على سبيل المثال، يتمتع صهره، جاريد كوشنر، الذي عمل مستشارًا للسياسة الخارجية في الشرق الأوسط خلال رئاسة ترامب، بعلاقات شخصية مع عائلة نتنياهو.

 ومؤخرًا، أجرى مقابلة مع جامعة هارفارد أشار فيها إلى أن اللاجئين الفلسطينيين قد يتم إيواؤهم في صحراء إسرائيل خارج غزة، وقد لا يعودون أبدًا، وقال أيضًا إنه لا ينبغي للفلسطينيين أن يحصلوا على دولتهم لأن ذلك سيكون “مكافأة” للإرهاب. 

وهناك سجل حافل لترامب أثناء وجوده في منصبه لا يمكن بأي حال من الأحوال تفسير تصرفاته فيما يتعلق بالعلاقة بين إسرائيل وفلسطين على أنها متوازنة، وفق التحليل.

موقف داعمي ترامب

كما أن تعيين ترامب لعضو اللوبي الإسرائيلي ديفيد فريدمان سفيرًا للولايات المتحدة لدى إسرائيل، وقراره بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس (في انتهاك للقانون الدولي)، واعترافه الرسمي بمطالبات إسرائيل الإقليمية في مرتفعات الجولان، يشير إلى توافق سياسي مع أهداف اليمين الإسرائيلي المتطرف.

ويعارض فريدمان حل الدولتين ويدفع بدلًا من ذلك إلى خطة “مستقبل يهودا والسامرة”، التي تدعي أنه من حق إسرائيل ضم أراضي الضفة الغربية، وقد قال ترامب لصحيفة “إسرائيل هيوم” إنه يعتزم لقاء فريدمان للاستماع إلى خطته. ويدعم كبار المانحين لحملة ترامب، الموقف المتشدد المؤيد لإسرائيل والمناهض لإيران، بما في ذلك تيم دان، وبيرني ماركوس، وبالطبع عائلة أديلسون، التي قدمت أكثر من 424 مليون دولار لقضايا ترامب والحزب الجمهوري في الفترة من 2016 إلى 2020.

كما يدعم هؤلاء المانحين تشكيل علاقة بين الولايات المتحدة وإسرائيل منحازة لصالح وجهات نظر اليمين الإسرائيلي المتطرف، وعلاوة على ذلك، فإن قاعدة الداعمة لترامب تستند على تأييد الإنجيليين المسيحيين، الذين يشير أكثر من نصفهم إلى دعم إسرائيل كـ “قضية حاسمة”.

ربما يعجبك أيضا