بداية مأساوية لـ2025 في لوس أنجلوس.. ماذا وراء حرائق أمريكا؟

إسراء عبدالمطلب
حرائق لوس أنجلوس

شهدت لوس أنجلوس بداية عام 2025 سلسلة من الحرائق الضخمة التي ألحقت أضرارًا بالغة بالمدينة، ما أدى إلى تدمير آلاف المنازل والمحلات التجارية، وأسفر عن وفاة 24 شخصًا على الأقل.

وتركز التحقيقات الحالية على تحديد الأسباب المحتملة لهذه الحرائق، وسط تكهنات بارتباطها بإعادة إشعال الألعاب النارية والمعدات الكهربائية المتساقطة، إلى جانب احتمال وجود أسباب متعمدة.

حرائق لو أنجلوس

حرائق لو أنجلوس

ماذا حدث في ليلة رأس السنة؟

حسب صحيفة نيوزويك الأمريكية، اليوم الاثنين 13 يناير 2025، بدأ حريق باليساديس، الأكبر بين الحرائق الثلاثة المستعرة، بسبب إعادة إشعال الألعاب النارية ليلة رأس السنة، واستهلك هذا الحريق وحده حوالي 40 ألف فدان، وتم احتواؤه بنسبة 13% فقط بحلول ليلة الأحد، في حين بلغ احتواء حريق إيتون 27% بعد أن أتى على أكثر من 14 ألف فدان، أما حريق هيرست، فتم احتواؤه بنسبة 95% بعد أن تسبب في أضرار جسيمة بالقرب من حي سيلمار.

وبينت التقارير أن الرياح القوية ساعدت على تفاقم انتشار الحرائق وتحويلها إلى كوارث هائلة التهمت أحياء بأكملها، واستجابت فرق الإطفاء لحريق شمال باسيفيك باليساديس بعد منتصف الليل في الأول من يناير، حيث يعتقد السكان المحليون أن السبب وراء الحريق كان الألعاب النارية.

وأشارت إدارة الإطفاء في لوس أنجلوس إلى أن الحريق تمت السيطرة عليه في البداية بعد أن أتى على ثمانية أفدنة، واستمرت عمليات التنظيف لضمان عدم اشتعاله مجددًا.

حريق باليساديس

حسب صحيفة واشنطن بوست، أظهرت صور الأقمار الصناعية التي تم التقاطها صباح الثلاثاء، بعد اندلاع حريق باليساديس، أن أصل الدخان يتداخل مع آثار حريق ليلة رأس السنة. ومع ذلك، لم يتم بعد تحديد الأسباب النهائية، حيث صرح متحدث باسم المكتب الفيدرالي للكحول والتبغ والأسلحة النارية والمتفجرات أن المحققين أجروا مسحًا أوليًا، لكن التحقيق لم يبدأ بشكل كامل.

ومن جانب آخر، يحقق المسؤولون في إمكانية تورط المعدات الكهربائية في إشعال حريقي إيتون وهيرست، وذكرت صحيفة لوس أنجلوس تايمز أن المحققين يبحثون ما إذا كان برج نقل الكهرباء التابع لشركة إديسون في جنوب كاليفورنيا هو نقطة انطلاق حريق إيتون.

وقدمت الشركة تقريرًا إلى لجنة المرافق العامة في كاليفورنيا، نفت فيه حدوث أي شذوذ تشغيلي أو كهربائي في الساعات التي سبقت الحريق. وفي الوقت نفسه، أبلغت الشركة عن اكتشاف خط كهرباء ساقط بالقرب من موقع حريق هيرست، لكنها لم تؤكد إذا ما كان السقوط قد حدث قبل أو بعد اندلاع الحريق.

بفعل فاعل

أما حريق كينيث، الذي اندلع في وادي سان فرناندو يوم الخميس، فتم احتواؤه بالكامل، وتعتقد الشرطة أنه كان متعمدًا، وألقت الشرطة القبض على رجل يدعى خوان سييرا (33 عامًا) في حي وودلاند هيلز بعد أن شوهد يحاول إشعال حريق، وأشارت السلطات إلى أن سييرا كان ينتهك شروط الإفراج المشروط، ويُعد “شخصًا مثيرًا للاهتمام” في سياق التحقيق بحريق كينيث.

ونقلت نيوزويك عن أستاذ الهندسة الميكانيكية وخبير الحرائق في جامعة كاليفورنيا في بيركلي، مايكل جولنر، أن الحرائق قد تعاود الاشتعال إذا لم يتم إخمادها تمامًا، مشيرًا إلى أن حريق ليلة رأس السنة قد يكون اشتعل مجددًا وأدى إلى اندلاع حريق باليساديس.

ويقول الخبراء إن التحقيقات في هذه الحرائق المدمرة قد تستغرق شهورًا أو أكثر للوصول إلى نتائج دقيقة. وفي النهاية، تمثل حرائق لوس أنجلوس واحدة من أسوأ الكوارث الطبيعية التي شهدتها المدينة في الأعوام الأخيرة.

ربما يعجبك أيضا