بسبب غزة.. التوترات تتصاعد بين الولايات المتحدة وإسرائيل

الولايات المتحدة شعرت أن الرأي الدبلوماسي والعام انقلب ضد إسرائيل

آية سيد
بسبب غزة.. التوترات تتصاعد بين الولايات المتحدة وإسرائيل

التوترات تتصاعد خلف الكواليس، والقضايا المتعلقة بالاستراتيجية الإسرائيلية في غزة تبقى دون حل.


في تصريحات له بمؤتمر صحفي، أمس الأربعاء، منح الرئيس الأمريكي، جو بايدن، إسرائيل الضوء الأخضر لمواصلة حملتها العسكرية على غزة.

ورغم أن نمط السلوك الأمريكي منذ بدء الحرب هو تقديم الدعم العلني إلى جانب الحذر السري، فإن التوترات تتصاعد خلف الكواليس، والقضايا المتعلقة بالاستراتيجية الإسرائيلية تبقى دون حل، وفق ما جاء في تحليل نشرته صحيفة الجارديان البريطانية.

زيادة الضغط

في التحليل، المنشور اليوم الخميس 16 نوفمبر 2023، لفت الصحفي البريطاني، باتريك وينتور، إلى ظهور أدلة على أن إسرائيل تتعرض للضغط. وفي سان فرانسيسكو، على هامش قمة أبيك، قال بايدن إن الأسلوب الإسرائيلي في اقتحام مستشفى الشفاء شمالي غزة يُظهر أن إسرائيل تغيرت.

وقال الرئيس الأمريكي: “إنها قصة مختلفة عما أعتقدت أنه كان يحدث من قبل، قصف عشوائي”، ما يشير ضمنًا إلى أن الولايات المتحدة طلبت تكتيكًا مختلفًا.

ارتياب غربي

يستمر المسؤولون الغربيون في إثارة التساؤلات بشأن استراتيجية إسرائيل المستقبلية في غزة. ووفق التحليل، قال دبلوماسي بريطاني: “فكرة المناطق الآمنة (لمدنيي غزة) تجعلنا مرتابين بشدة. يجب أن تتأكد من عدم تعريض الناس للخطر عبر محاصرتهم في موقع”.

وأضاف أن الفكرة ربما تبدو جيدة على الورق، لكن “الحقيقة على الأرض هي أنك لا تستطيع ذلك إلا إذا وافق كل من يحمل سلاحًا على احترامها”.

مستشفى الشفاء

بسبب غزة.. التوترات تتصاعد بين الولايات المتحدة وإسرائيل

مستشفى الشفاء في غزة

رغم المزاعم الإسرائيلية، التي دعمتها الولايات المتحدة، بأن مداهمة مستشفى الشفاء ستكشف أن حماس كانت تستخدمه كمركز للقيادة والسيطرة، أشار التحليل إلى أن الأدلة التي ظهرت حتى الآن، والشروط المقيدة التي سُمح للصحفيين بموجبها بالإطلاع على الأدلة، غامضة على أفضل تقدير، ومخيبة للآمال على أسوأ تقدير.

وفي هذا الشأن، تساءل تحليل لصحيفة جيروزاليم بوست الإسرائيلية، الذي دعمته تحقيقات صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، كيف تبخر ألفا مقاتل من حماس أثناء اقتحام المستشفى.

وربما تدعي إسرائيل أنها تحتاج إلى المزيد من الوقت لتفتيش المجمع الضخم والحفر تحت المبنى، لكن، وفق تحليل الجارديان، كانت هذه حُجة مفتشي الأسلحة الأمميين في العراق في 2003، وفي نهاية المطاف، لم يجدوا شيئًا.

خطط ما بعد الحرب

تبدو الولايات المتحدة أيضًا غير راضية عما تسمعه بشأن خطط إسرائيل لغزة بعد الحرب. وفي حوار مع صحيفة فاينانشال تايمز البريطانية، أصر الرئيس الإسرائيلي، إسحاق هرتسوج، على أن إسرائيل لا يمكنها أن تترك فراغًا في غزة، وهذا سيتطلب وجودًا إسرائيليًا قويًا.

وبينما كان يقول ذلك، كان بايدن يعيد التأكيد على أن إعادة احتلال إسرائيل لغزة ستكون خطأ كبيرًا. وفي نيويورك، قالت المندوبة الأمريكية لدى الأمم المتحدة، ليندا توماس جرينفيلد، إن السلام المستدام يجب أن يضع “أصوات الشعب الفلسطيني وتطلعاته في مركز الحكم في غزة بعد الأزمة”.

وأضافت جرينفيلد أن هذا يجب أن يشمل حكومة فلسطينية، وتوحيد غزة مع الضفة الغربية تحت حكم السلطة الفلسطينية، وآلية مستدامة لإعادة البناء، ومسارًا تجاه حل الدولتين. ووفق التحليل، هذا يجعل الولايات المتحدة وإسرائيل متباعدتين بعض الشيء.

تصويت مجلس الأمن

امتنعت الولايات المتحدة عن التصويت على قرار لمجلس الأمن يدعو لهدنة إنسانية ممتدة، بدلًا من استخدام حق الفيتو، ما اعتبره التحليل تطورًا مهمًا في سياق ما سبق. وكانت واشنطن اعترضت من قبل على قرار برازيلي طموح بدعوى أنه لم يدين حماس أو يؤكد حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها.

إلا أن القرار الأخير، الذي صاغته مالطا، لم ينتقد حماس، لكن من الواضح أن الولايات المتحدة شعرت أن الرأي الدبلوماسي والعام انقلب ضد إسرائيل خلال الشهر الماضي بما يكفي لجعل الفيتو غير مستحسن.

إنفوجراف| الفرق بين الهدنة الإنسانية ووقف إطلاق النار

الفرق بين الهدنة الإنسانية ووقف إطلاق النار

الجنوب العالمي

أشار التحليل إلى أن أحد المخاوف الأخرى التي تشغل العواصم الغربية هي تأثير حرب غزة في دعم الجنوب العالمي للعقوبات على روسيا. ولفت دبلوماسي بريطاني سابق إلى وجود قدر كبير من الشك لدى هذه الدول وشعوبها في أن الغرب لا يتضرر من العقوبات مثلهم.

وقال: “أخشى أن هذا الأمر سيتفاقم بسبب ما يحدث في غزة، لأنهم يعتقدون أننا نُظهر معاييرًا مزدوجة ونقدم ما يعتبرونه دعمًا غير مشروط لإسرائيل. ولذلك كلما انتهت حرب غزة أسرع، كان أفضل”.

حسابات سياسية

وفق التحليل، قد يرجع أمر إنهاء الحرب إلى الحسابات السياسية. ورئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، ليس لديه خيار سوى مواصلة الحرب على أمل استعادة لقب “سيد الأمن” والحفاظ على وظيفته عبر القضاء على حماس.

لكن بايدن لديه حسابات أخرى. والقوة الأمريكية مبنية على جودة ونطاق تحالفاتها الدولية، المعروفة بـ”درع الجمهورية”. وهذا الدرع يبدو محطمًا لدرجة أن إيران، التي تمارس لعبة دبلوماسية ماكرة، توسع صداقاتها في أنحاء الشرق الأوسط، الذي ترغب معظم دوله في انتهاء الحرب.

وهذا الأمر مثير للقلق بالنسبة لبايدن، والشعب الأمريكي. وأظهر استطلاع لرويترز وإبسوس أن 68% من الأمريكيين يريدون وقف إطلاق النار، وهي نسبة مذهلة، حسب التحليل.

ربما يعجبك أيضا